شباب يتطوعون لتنظيف المقابر وفكّ المسحورين رعب الكادنات يتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي لازالت الصور الملحقة ب كادنات تملأ مواقع التواصل الاجتماعي على غرار الفايسبوك بحيث عادة ما تُتبع بعبارة : الرجاء النشر السريع على أوسع نطاق ليتعرف أصحابها على الربط المعمول لهم في مقبرة معينة فحملات تنظيف المقابر أفرزت ظاهرة إيجابية بعد أن تطوع الشباب على تنظيف المقابر وكذلك فك السحر ورفع البلاء عن بعض المسحورين وتحول الأمر إلى عادة عبر صفحات الفايسبوك وتتكرر الصور وتزداد دهشة المتتبعين من الكبائر التي يرتكبها البعض في أذية الناس دون خشية اللّه تعالى. نسيمة خباجة تكاد لا تخلو يوميات شريحة هامة من الجزائريين من عبارة أنا مسحور أو أنت مسحور عند الإحساس بأي كسل أو فشل أو ملل أو علل حتى بات السحر شماعة تُعلّق عليها دواعي كل هذا مما أنعش سوق الرقاة الشرعيين والمشعوذين أيضا بالنسبة لمن يتبع طريق الضلال ويكون ذلك طبعا على حساب الطب الحديث والأطباء النفسانيين الذين أنفقوا شطرًا من أعمارهم في طلب العلم وتعميق التجارب إلا أن القلة القليلة من تطرق عياداتهم وأضحى ينافسهم في الاستطباب المزيف بعض مدّعي الرقية الشرعية والمشعوذين والعياذ بالله . وفي السابق كان المسنون هم من تطغى عليهم تلك الأفكار خاصة العجائز أما اليوم فليس مستبعدًا أن تجد مثقفا أو طالبا جامعبا يشكو لك انه مسحورا وأنه إما يبحث عن شيخ صالح ليرقيه وإما عن ساحر ليفك له الرباط حتى يعود إلى حياته الطبيعية ولأن الظاهرة باتت تجد لها عمقًا اجتماعيًا فإن نسبة كبيرة من الشباب والشابات باتوا يتخلصون من العتاب أو العقاب الذي يوجه اليهم بعد فشل في تجربة معينة بادعاء كونهم مربوطين . حملات تنظيف المقابر تفك المسحورين المقابر من الأماكن المقدسة لدى الجزائريين فلها حرمتها كيف لا وهي تذكّر الناس بمآلهم المحتوم الذي لا يمكن نكرانه او الهروب منه فزيارة المقابر تضاعف الخشية من الله وفعل الخير والابتعاد عن المحرمات إلا أن بعض المشركين جعلوها مكنا لوضع الأسحار وأذية الغير وما الطلاسم والصور التي تدفن في بعض القبور إلا دليل على الغرائب التي باتت تقتحم مجتمعنا المحافظ وتكون بعض الصور ملحقة بكادنة حديدية وتكتب عليها أقبح العبارات للمسحور وهي سرطان.. تفرقة.. عقم.. موت جنون..فشل ...مصير مجهول... وعادة ما تدفن تلك الصور في القبور لتحقيق المراد حسبهم بحيث شدت انتباه رواد الفايسبوك في هذه الآونة صورة لرجل وامرأة يبدو أنهما خطيبين الحقت بعبارات تقشعر لها الأبدان لتفريقهم وتعكير حظهم وعادة ما يتم الرباط بالكادنة باللجوء إلى مشعوذين ويسأل المشعوذ عن اسم المقصود بالسحر وعن اسم أمه وقد يشمل الأمر فردين خاصة العشاق والأزواج والشركاء ثم يربط قفلا يسمى في اللهجة الجزائرية المفرنسة الكادنة ويُجمَع على كادنات في غرض من أغراضه عادة ما تكون صورة أو بطاقة هوية كناية عن إقفال حظه وتحطيم مستقبله ويأمر المشعوذ الساحر بدفنه في قبر من القبور. الفايسبوك فضاء لتنبيه المسحورين لم يجد هؤلاء الشباب المتطوعين في تنظيف المقابر بعد عثورهم على تلك الكوارث والصور الملحقة بالكادنات إلا موقع الفايسبوك لنشر تلك الصور لهؤلاء المسحورين قصد تنبيههم بما لحقهم كونهم يجهلون الأمر كما ان الرقاة عادة ما يعلمون المرضى أنهم إن وجدوا السحر وتم إحراقه سوف يشفونا بإذن الله مما جعل هؤلاء الشباب يسارعون الى الفايسبوك بغرض العثور على أصحاب الصور بنشرها على أوسع نطاق وهي خطوة جبارة يُشكرون عليها فهم بالإضافة الى حملات التنظيف التي يؤجرون عليها من الله تعالى خلُصوا المسحورين من الأسحار التي وضعت لهم وفكوا رباطهم واشفوا عللهم ولعل أن انتقال الظاهرة من الواقع الى العالم الافتراضي تكون اقرب إلى المنفعة والتنبيه بحيث أنها تعد ايجابية من ايجابيات العالم الافتراضي بحيث تصدرت الكادنات اهتمام الفايسبوكيين وطغى الحديث عن اقفال السحر والربط على أحاديثهم بغرض التوعية والتنبيه. صور الكادنات تنتشر في لمح البصر ألقى بعض المهتمين والفايسبوكيين وطبقة من المثقفين على عاتقهم تخليص هؤلاء المسحورين من السحر الموضوع لهم بحيث تنتشر تلك الصور في لمح البصر بين المتصفحين من أجل وصولها إلى المعنيين بحيث عادة ما تلحق بالصور عبارة أنشر واجرك على الله فإيجاد السحر كما هو معلوم يخفف من كربة المسحور وحملات تنظيف المقابر التي عرفتها العديد من المدن الجزائرية كان لها الفضل في تخليص البعض من السحر وبدأت الشرارة من إقدام إعلاميين وناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي على نشر صور لأقفال وجدها متطوعون في تنظيف المقابر في أكثر من مدينة وظهرت الكادنة معلقة في بعضها على صور حديثة جدًا التقطت لأصحابها في أماكنَ عمومية أو سحبت من حساباتهم في الفايسبوك وفي بعض الصور ظهر الربط بالكادنة على صور قديمة بالأبيض والأسود مما يوحي بعودتها إلى عقود سابقة. او كما يسمى دفنها في القبر المنسي أي القبر المهجور. الكادنات بين الرعب والفكاهة تحول الحديث عن الكادنات الى حديث عمومي التزم به الجزائريون لفترة في البيوت والمقاهي والأحياء بحيث صنعت الكادنة الحدث وتمحورت حتى بعض الخطب المسجدية حول شجب الظاهرة والتنبيه بخطورتها من الناحية الشرعية لما فيها من أذية للغير كما أن الرعب ادى بالبعض الى التحفظ عن صورهم وهناك من سارع الى تنحية صوره من صفحته عبر الفايسبوك خوفا من اخذها من حسابه والتسبب في أذيته. كما تصدرت الكادنة الاغاني الرايوية وظهرت حتى النكت عنها في المقابل تفاعل كثير من الجزائريين مع الحدث بروح الفكاهة والمزاح فحلت محل عبارة: واش راك أي كيف حالك؟ عبارة: كاش كادنة؟ أي هل من قفل؟ كما ازداد تخوف المغرومين من الكادنات وسببت الصراعات بين الخلان بعد ان سحب البعض صورهم من حساباتهم وهو الأمر الذي لم يتقبله الطرف الآخر واغلب من تخوفوا بعض الرجال خاصة وان الأعمال السحرية شاعت أكثر عن الجنس النسوي في الجزائر منذ زمن بعيد. تقول الطالبة سهام إنها بالفعل جذب اهتمامها موضوع الكادنات الذي لازال يلقي بظلاله على صفحة الفايسبوك وتحتار كثيرا للأمر وقالت إنها تأثرت وسحبت صورها من الفايسبوك لاسيما وأنها تعاني من الحسد والغيرة من بعض صديقاتها رغم طيبتها وعفويتها في التعامل مع الناس إلا أن بعضهم لا يرحم وباستطاعته فعل أي شيء لتعكير حياة الآخرين وتحطيمهم لأسباب واهية الأمر الذي جعلها تعامل الناس بتحفظ فزمن الثقة قد غاب والدليل الصور الملحقة بالكادنات التي عثر عليها الشباب في المقابر. الربط ب الكادنة لدوافع انتقامية يرى المختصون في علم الاجتماع أن خوف الجزائري من السحر متجذر منذ أمد بعيد ولا يقبل النقاش نتيجة التربية التي نشأ عليها منذ الصغر والتي تلح على التحذير من العَطْلة و الرباط وكذلك بسبب التجارب التي صورها الواقع المعاش ويكون الخوف منصبًّا على الشاب أكثر منه على البنت باعتباره المستهدفَ الأول من السحر الذي يُمارس لدواع نسائية تتعلق تحديدًا بارتفاع نسبة العنوسة واللهث وراء الزواج مهما كانت السبل فعادة ما نجد البنت تركض وراء الشاب وتفعل المستحيل من اجل ارضاخه للزواج منها وقد يلحق الامر لدى بعض العائلات الى وضع سحر للشاب بحيث تتفق الأم مع البنت لوضع السحر للشاب كما قد يكون وضع الكادنة للانتقام من الغير سواء كانوا رجالا او نساءا بحيث تتعدد الاسباب والهدف واحد هو أذية الغير وتعطيلهم في حياتهم ورغم ارتفاع المستوى التعليمي للبعض واحتكامهم للمنطق والعقل قولا وسلوكًا إلا أن استعداداتهم النفسية لتصديق مثل هذه الأمور والحذر منها تبقى عميقة ولا تحتاج كي تبرز سوى لمحفزات في شكل خبرات معاشة أو حكايات متداولة على نطاق واسع كما حدث في حكاية الكادنات التي صنعت الحدث في الجزائر وخير ما نختم به قوله تعالى {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَد إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} .