شروط تعجيزية لحماس ونسف للأنفاق.. هذه خطّة الاحتلال للقضاء على المُقاوِمين في رفح قالت حركة حماس إن جيش الاحتلال الإرهابي الصهيوني يرتكب جريمة وحشية عبر ملاحقة وتصفية واعتقال مقاتليها المحاصرين داخل أنفاق مدينة رفح جنوبي قطاع غزّة معتبرة أن ما يجري يمثل خرقًا فاضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار وأوضحت الحركة في بيان صحافي أن ما يقوم به الاحتلال يأتي في سياق محاولاته المستمرة لتقويض الاتفاق وتدميره . وأشارت الحركة إلى أنها خلال الشهر الماضي بذلت جهودًا واسعة مع قادة سياسيين ووسطاء لحلّ ملف المقاتلين المحاصرين وقدّمت خلال ذلك أفكارًا وآليات محددة لمعالجة القضية وبالتنسيق مع الوسطاء والإدارة الأمريكية بصفتها أحد ضامني الاتفاق. وأضافت أن الاحتلال نسف كل هذه الجهود مفضّلًا لغة القتل والملاحقة والاعتقال ما يمثّل إجهاضًا لجهود الوسطاء الذين بذلوا جهودًا كبيرة مع الأطراف الدولية لوضع حد لمعاناة المقاتلين . ق.د/وكالات يواصل جيش الاحتلال تشديد ضغطه الميداني لدفع مقاتلي كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس المحاصرين داخل شبكة الأنفاق شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزّة إلى الاستسلام. وبحسب ما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت فإن رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير يتبنّى مسار الضغط العسكري التدريجي خشية أن تؤدي عملية واسعة إلى خسائر في صفوف الجنود وقد عرض توصيته بهذا الخصوص خلال اجتماع المجلس الوزاري الأمني السياسي (الكابينت) الشهر الماضي. وأفادت مصادر عائلية باستشهاد عبد الله حمد نجل عضو المكتب السياسي لحركة حماس وعضو وفدها المفاوض غازي حمد إلى جانب استشهاد قائد الكتيبة الشرقية لرفح ونائبه ومسؤول ميداني آخر. وتزامن ذلك مع إعلان جيش الاحتلال استهداف مجموعة من المقاتلين العالقين في الأنفاق شرقي رفح مشيراً إلى أنه تمكن من قتل 40 منهم خلال الأيام الماضية. وتشير يديعوت أحرونوت إلى أن عدد المقاتلين داخل الأنفاق شرقي رفح يتراجع تدريجياً تحت وطأة الغارات الجوية التي تستهدف أي محاولة لتحرّكهم إلى أماكن أخرى. وفي السياق نفسه أفادت قناة 12 التابعة للاحتلال بأن قوات من لوائي الناحل وجفعاتي تواصل تقدّمها البطيء والحذر لإغلاق ما تبقّى من مسارات الأنفاق في عملية متدرجة تهدف إلى محاصرة المقاتلين ودفعهم إلى خيارين لا ثالث لهما: الاستسلام أو القتل مشيرة إلى أن جيش الاحتلال يراهن على أن يؤدي النقص المتزايد في الماء والغذاء داخل الأنفاق إلى تسريع خروج المقاتلين. وتحوّلت قضية مقاتلي كتائب القسام العالقين في الأنفاق الذين يقدّر جيش الاحتلال عددهم ب200 مقاتل إلى محور سجال داخلي في دولة الاحتلال بعد أن نشرت قناة 12 التابعة للاحتلال في نوفمبر معلومات تشير إلى قرب التوصل إلى اتفاق يقضي بنفيهم إلى خارج القطاع وقد توالت الانتقادات من المعارضة الصهيونية ووزراء في الائتلاف الحاكم من بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش وهو ما دفع مكتب بنيامين نتنياهو لإصدار بيان ينفي فيه تقديم أي التزامات للأمريكيين بشأن خروجهم. وخلال الأسبوع الماضي نشر جيش الاحتلال سلسلة بيانات شبه يومية أعلن فيها عن قتل أو اعتقال مقاتلين من كتائب القسام في أنفاق رفح أثناء محاولتهم التنقل بين شبكات الأنفاق وأرفقها بمقاطع فيديو لا تتضمن معلومات دقيقة حول هوية الأشخاص أو طبيعة المناطق المستهدفة. فيما أظهرت مقاطع فيديو أخرى تورط عناصر من مليشيا ياسر أبو شباب التي تنشط داخل مناطق سيطرة الاحتلال شرقي رفح في اعتقال مقاتلين والتحقيق معهم ميدانياً وقد بدت عليهم علامات التعذيب. *حماس: الاحتلال يتراجع في قضية العالقين برفح الى ذلك قال عضو المكتب السياسي لحماس حسام بدران إن الحركة أجرت مفاوضات عبر الوسطاء مع الاحتلال لحل قضية مقاتلي كتائب القسام المحاصرين داخل نفق بمدينة رفح التي تحتلها قوات الاحتلال غير أن تل أبيب ماطلت وقدمت شروطا تعجيزية وتراجعت عن مقترحات سابقة . وأوضح بدران أنه منذ بدء قضية المقاتلين الموجودين في منطقة خارج الخط الأصفر في رفح (يحتلها الكيان) أجرينا مفاوضات عديدة مع الوسطاء للوصول إلى حل يحفظ حياتهم لكن الاحتلال كان يماطل ويطرح أفكارا تعجيزية وأحيانا يطرح أفكارا ثم يتراجع عنها . وأضاف: ما يتعلق بالاستسلام وتسليم السلاح وبالتالي الاعتقال طرح خلال بعض جولات التفاوض لكنه كان مرفوضا من جانبنا. وتابع أنهم يدركون أن مقاتليهم في الميدان لا يمكن أن يقبلوا مثل هذا الخيار. واعتبر بدران أن الاحتلال الذي فشل في الحصول على صورة انتصار تتمثل في استسلام المقاومة خلال عامين من حرب الإبادة على شعبنا أراد الحصول عليها عبر هذه الحادثة والأمر لا يتم كما يريده الاحتلال . وأشار إلى أن جيش الاحتلال من بدأ بمهاجمة مقاتلي القسام في رفح وهو الذي قصفهم واغتال عددا منهم. ومنذ أيام تقول وسائل إعلام من داخل الاحتلال إن نحو 200 من مقاتلي حماس عالقين في نفق برفح ولم تستجب تل أبيب بعد لمطالب الحركة والوسطاء بالسماح لهم بمرور آمن إلى مناطق سيطرة الحركة في القطاع. ومدينة رفح تقع ضمن المناطق التي لا يزال جيش الاحتلال يحتلها داخل قطاع غزّة. وعلى مدار الأيام الماضية تعلن تل أبيب بين حين وآخر مقتل عدد من المقاتلين داخل النفق. وبشأن اتفاق وقف إطلاق النار قال بدران إن من عطل تطبيق الاتفاق هو الاحتلال وهناك شواهد كثيرة على ذلك سواء بعدم فتح معبر رفح أو استمرار عمليات الاستهداف داخل قطاع غزّة أو عدم إدخال المساعدات بالكميات المتفق عليها أو استمرار الهدم الشامل في المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال . وأضاف: فيما يتعلق بالجثامين فذلك ذريعة يستخدمها الاحتلال لعدم تنفيذ التزاماته . وتابع: بالأرقام لم يتبق لدى المقاومة سوى جثتين . وأكد بدران أن هناك جهودا يومية تبذلها كتائب القسام بالتعاون مع الصليب الأحمر وبمتابعة الوسطاء للوصول إلى الجثة وبالتالي لا يوجد أي تعطيل من جانب حركة حماس لتنفيذ ما تم التوصل إليه في المرحلة الأولى من الاتفاق . وأوضح أنه قبل الحديث عن المرحلة الثانية من الاتفاق المطلوب من العالم أجمع والإدارة الأمريكية خصوصًا وكل من يحرص على استقرار المنطقة إلزام الاحتلال أولًا بتنفيذ ما جرى الاتفاق عليه في المرحلة الأولى . ويرهن الاحتلال بدء التفاوض لتدشين المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بتسلمها كل جثث الأسرى وتقول إنه لا يزال في غزّة رفات أسيرين. ووفقاً للمعلومات التي نشرها كل من جيش الاحتلال وحركة حماس يوجد مقاتلو كتائب القسام داخل شبكة أنفاق تقع خلف الخط الأصفر شرقي رفح الذي جرى تحديده ضمن اتفاق شرم الشيخ الخاص بوقف إطلاق النار في أكتوبر. ومع بقاء قوات الاحتلال داخل المنطقة المحاذية للخط وعدم انسحابها الكامل تعذر على المقاتلين الخروج أو إعادة التموضع ما أدى إلى محاصرتهم داخل شبكة الأنفاق وتفجر الأزمة الحالية التي تعثّر إيجاد حل لها رغم مطالبات حركة حماس المتكررة للوسطاء بالضغط على الاحتلال لحلّها.