تم إحصاء أكثر من 8360 طائرا مهاجرا من قبل مختصين في علم الطيور بالمنطقة الرطبة المصنفة سبخة المالح الواقعة بالمخرج الجنوبي للمنيعة بولاية غرداية حيث أنجز هذا الإحصاء الشتوي للطيور المهاجرة التي تستغل تلك المنطقة الرطبة موقع استراحة والتعشيش على محور الهجرة بين أوروبا وإفريقيا في إطار الجرد التقليدي الدولي السنوي للطيور المهاجرة الذي يجرى بين 15 و31 جانفي من كل سنة من قبل الشبكة الوطنية لملاحظي الطيور الجزائريين لمنطقة الجنوب الشرقي وذلك طبقا لبروتوكول ويتلاند (البروتوكول الميداني لجرد الطيور المائية). وسمح هذا الجرد بملاحظة 41 نوعا من الطيور من ضمنها نحو ثلاثين صنفا لطيور مائية ومعظمها ( المجرفة الشمالية وفلامون الوردي والبط البري الشتوي ومارمونيت الرخامي ودجاج المياه وغيرها) كما جرت ملاحظة تلك الطيور عبر فضاء سبخة المالح المصنفة منطقة رطبة ذات أهمية عالمية في 2004 ضمن اتفاقية رامسار الدولية والتي تتربع على مساحة 18947 هكتار من ضمنها 1600 هكتار عبارة عن مسطح مائي وضفاف من النباتات. وتكتسي هذه المنطقة الرطبة أهمية للتنوع البيولوجي المحلي كما تبرزه نتائج هذا الإحصاء المعد بهذا الموقع المائي الذي أصبح ملاذا لأسراب من تلك الطيور المائية كما يشكل هذا الموقع محطة حتمية لتوقف آلاف أصناف أسراب الطيور المهاجرة التي تلجأ إليها هروبا من شدة البرد السائد في النصف الشمالي للكرة الأرضية حيث تستمتع بمناخ دافئ بالمنيعة من أجل تجديد ريشها قبل فترة التكاثر. وتحتضن المنطقة الرطبة سبخة المالح المعروفة في أوساط المختصين في علم الطيور عبر العالم بعد تصنيفها ضمن اتفاقية رامسار طيور مهاجرة من مختلف الأصناف ونباتات مورقة التي تشكل موقعا مفضلا لهذه الطيور المهاجرة بعضها مدرج بقائمة الطيور المهددة التي أعدها الإتحاد الدولي لحماية الطبيعة مثلما ذكر رئيس مكتب الثروة الحيوانية والنباتية بمحافظة الغابات لولاية غرداية. وتم جرد ما مجموعه 12232 طائرا مهاجرا على مستوى ثماني مناطق مائية متواجدة بولاية غرداية كما تشكل هذه المسطحات المائية مواقع ملائمة لتنمية سياحة إيكولوجية وثقافية مستدامة وتمنح الإمكانية لمنطقتي غرداية والمنيعة للتحول إلى أقطاب أكثر جذب واستقبال سياحي.