استراتيجية المجاهدين في مواجهة وحشية الاحتلال 71 عاماً على معركة تبابوشت بباتنة تعد معركة تبابوشت بمنطقة كيمل (باتنة) بالولاية التاريخية الأولى والتي دارت رحاها في 7 ديسمبر 1954 أي قبل 71 عاما من الآن فاتحة معارك الثورة التحريرية المظفرة التي أظهرت تفوق استراتيجية مجاهدي جيش التحرير الوطني في مواجهة وحشية قوات الاحتلال الفرنسي. وفي شهادة مسجلة للمجاهد الراحل لخضر أوصيف جاء فيها أن ممرض عباس لغرور ويدعى بوبكر سالم أخبرنا ليلا عن إفلاته بأعجوبة من قبضة قوات الاحتلال التي صادفها في أحد أطراف الغابة فتأكدنا نحن المجاهدون بأن العدو اكتشف أمرنا وسارعنا إلى التخفي في منطقة صفاح اللوز الوعرة والحصينة . وقد أدرك المجاهدون بأن وقوع معركة شرسة أصبح أمرا وشيكا وهو ما تم فعلا إذ بدأت المعركة في صباح اليوم الموالي حيث حوصر 34 مجاهدا من طرف العدو فيما تمكن الباقي من الابتعاد عن منطقة الخطر وفقا لما تضمنته ذات الشهادة. وقد تمكن المجاهدون بعد الحصار من تغيير موقعهم في مكان منخفض أسفل الوادي لكنهم بوغتوا بوابل من الرصاص مما اضطرهم إلى تبادل إطلاق النار بكثافة ولم يتفطن عساكر الاستعمار لفوج منهم كان متواجدا بالضفة الأخرى للوادي لتتحول المعركة إلى قتال بين فوجي جيش الاحتلال دون علمهم بذلك كونهم يجهلون تضاريس المنطقة وكثافة غابتها. وكان المجاهد المتوفي عمر بوسجادة وهو أحد الناجين من المعركة قد اكد في شهادة له بأن عساكر المستعمر استمروا في نقل جثث قتلاهم المكدسة على بعضها طيلة 4 أيام في شاحنات عسكرية عادت لتنتقم بوحشية من المدنيين العزل بالقرية وتطلق النار على كل جسم يتحرك دون تفرقة بين الإنسان والحيوان. وتشير ذات المصادر إلى أن المعركة وقعت بعمق غابة كيمل الكثيفة ودامت أزيد من 24 ساعة بمشاركة عدة أفواج من المجاهدين بعد أن وحدت قيادتها تحت إشراف بشير ورتال المدعو سيدي حني بمساعدة المسعود بن زحاف بعد أن أدركت تعداد وعتاد قوات العدو.