حفل استذكاري لروح الموسيقار نور الدين سعودي بالجزائر العاصمة    خدمة الجيل الخامس في الجزائر قبل سبتمبر    واشنطن مدعوة لدعم استفتاء تقرير المصير بالصحراء الغربية    11 شهيدا جراء القصف الصهيوني المتواصل على قطاع غزة    اختتام الاجتماعات السنوية للبنك الافريقي للتنمية لعام 2025 بأبيدجان    "صيدال" تصنّع دواء مبتكرا لعلاج السرطان    ضبط آخر الترتيبات لإنجاح الموعد    تسليم وثائق التوطين البنكي لعدد من المستوردين    تنظيم محاضرة حول التقنيات الإعلامية الجديدة    وهران: زيارة وفد من معهد الدراسات السياسية والاستراتيجية لنيجيريا    وزارة الاتصال : تنظيم محاضرة حول التقنيات الإعلامية الجديدة الثلاثاء المقبل بالجزائر العاصمة    الموافقة على سفيري الجزائر لدى كومنولث دومينيكا وبليز    جبهة المستقبل تجدد دعمها لكل الاصلاحات التي يقرها رئيس الجمهورية    الجيش الصحراوي يستهدف قواعد لجيش الاحتلال المغربي بقطاع الكلتة    مدرب الفريق الوطني يدافع عن خياراته    مبارتا رواندا والسويد امتحانان مفيدان للتنويع في طريقة اللعب    بن سبعيني ضمن قائمة الأفضل في بوروسيا دورتموند    الطبعة ال29 للجائزة الكبرى لمدينة وهران للدراجات: فوز عبد الرحمان منصوري بالمرحلة الثانية    الرابطة الأولى "موبيليس": أولمبي أقبو يتعادل أمام شباب قسنطينة (0-0) ويرسم سقوط اتحاد بسكرة إلى الرابطة الثانية    بطولة الجزائر لكرة القدم داخل القاعة: تتويج أتلتيك أوزيوم على حساب نصر بونورة (3-1 )    بوراس يعود من وهج عين عشير بعنابة    جمع 10 آلاف أضحية وتوزيعها في 55 ولاية    نحو تسوية 11 ألف عقد ملكية عقارية    وهران: وصول باخرة محملة بالأغنام قادمة من اسبانيا    الأمن الوطني يضع مخططا خاصا لتأمين امتحان شهادة التعليم المتوسط    ناصري يشيد بدور المحافظة السامية للأمازيغية    رؤية جديدة وهيكل فعال لتحريك الطبقة المثقفة    يبدأ النص حين توضع اليد على الجرح    9 آلاف مترشح لاجتياز امتحانات "البيام"    جبهة القوى الاشتراكية: أهمية بناء جبهة وطنية موحدة لمواجهة محاولات التآمر    عطاف يشارك غدا بالقاهرة في الاجتماع الوزاري للآلية الثلاثية لدول الجوار بشأن الأزمة في ليبيا    الدوائر الفرنسية تواصل تسيير العلاقات الجزائرية-الفرنسية عبر تسريبات منظمة بمنتهى الارتجال وسوء الحنكة    استبعاد المغرب من جائزة "نيلسون مانديلا" لحقوق الإنسان لسنة 2025 بسبب سجله الحقوقي الأسود    ندوة دولية بالأرجنتين: تأكيد على ضرورة توحيد الجهود الإعلامية من أجل كسر الحصار المفروض على الصحراء الغربية المحتلة    عرض مسرحية " فلسطين المغدورة" بالجزائر العاصمة    استيراد: تسليم وثائق التوطين البنكي لعدد من المتعاملين الاقتصاديين    إعداد المخطط الوطني للطفولة (2025 /2030) بلغ مرحلته الأخيرة    عرض النسخة المرممة للفيلم التاريخي "وقائع سنين الجمر" للراحل لخضر حمينة بأوبرا الجزائر    صناعة صيدلانية : تنصيب فوج عمل بين الوزارة ومجلس التجديد الاقتصادي الجزائري لمرافقة المستثمرين    زيتوني يترأس اجتماعاً تقييمياً    إعجاب كاميروني بالفلاحة الجزائرية    جَوْعى غزّة يفضحون وحشية الصهاينة!    العيد يوم الجمعة    وصايا ذهبية للحجّاج..    عدم الأخذ من الشعر أو الأظافر ليس حُكماً عاماً    هل يمكن للاتحاد الأوروبي ريادة الغرب    المولودية تقترب أكثر    قدّموا أفضل الخدمات لحجّاج الجزائر    سنرفع حجم كميات الانتاج إلى 1.1 مليون متر مكعب (م3) يوميا    حملة "لا لتمزيق الكراريس" محطة تربوية راقية "    صون مكونات الهوية الوطنية يحصن جبهتنا الداخلية    ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 54084 شهيدا    طاقم طبي جزائري- سعودي لمرافقة الحجّاج المرضى    مناسبة لاستشعار عمق الالتزام الوطني وصون الهوية الوطنية    إصابة 27 شخصا في حادث دهس ببريطانيا    عيد الأضحى المبارك سيكون يوم الجمعة 06 جوان 2025    رئيس الجمهورية يطلب منكم خدمة الحجّاج والدعاء للجزائر    أيام العشر متساوية الفضل زيادة فضل عرفة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مؤتمر ميونخ للأمن والمفاجأة الأمريكية في العلاقات الدولية
نشر في أخبار اليوم يوم 16 - 02 - 2020


بقلم: أحمد القديدي
أثارت الخطب التي ألقاها وزير خارجية الولايات المتحدة ووزير دفاعها على منبر مؤتمر الأمن في ميونخ اول امس السبت 15 فيفري الجاري عاصفة غير مسبوقة من التعليقات حيث قدم المسؤولان ما يسمى عادة (العقيدة الدفاعية والأمنية لواشنطن) وهي العقيدة التي كان الرئيس ترامب عرضها في خطابه حول حالة الإتحاد منذ سنة أمام المجلسين التشريعيين وتراوحت التعليقات الأمريكية و الأوروبية جميعها بين الإقرار بجرأتها وبين التنويه بانفراد الرئيس ترامب بهذه العقيدة دون استشارة أو حتى إعلام حلفائه في الغرب على مستوى حلف الناتو.
*إخفاق أوروبي
ومن هؤلاء المعلقين نجد الرئيس الفرنسي الشاب الذي شبه الإعلام الفرنسي ردود فعله بالسلوكيات الديجولية (نسبة للجنرال ديجول) أي المتمسك بسيادة قرار الجمهورية الفرنسية وعدم تذيلها للحليف الأمريكي الأكبر. فقد سبق للرئيس ماكرون أن لمح إلى الفشل الذي يشل التحالف الغربي ويشكك في قيادة واشنطن لهذا التحالف فهو في نظر فرنسا ونسبيا في نظر المستشارة ميركل فشل ذريع لما أراده حلفاء أمريكا من تضامن قوي.
أولا كانت باريس ترغب في أن يعدل دونالد ترامب عن قراره بالخروج من معاهدة باريس العالمية حول المناخ (والتي وقعها الرئيس أوباما مع 190 من دول العالم يوم 12 كانون أول / ديسمبر 2015) وكانت هذه المعاهدة محل شرف أثيل لفرنسا حيث نجحت في ضم 190 دولة إلى مشروعها فالتزم الموقعون باتخاذ إجراءات قاسية لحماية طبقة الأوزون والتخفيض التدريجي في درجات تلويث الهواء بما تضخه المصانع من دخان ملوث.
وكان انضمام أمريكا لهذه المعاهدة هو المكسب الأهم لدى باريس وحلفائها الأوروبيين لكن حلول الرئيس ترامب المفاجئ في البيت الأبيض عوضا عن منافسته السيدة هيلاري كلنتون المتحمسة للمناخ كان الطالع الأسود للمعاهدة لأن رجل الأعمال ترامب الذي لبس كسوة الرئيس هو الذي وعد أباطرة الصناعة الأمريكية أيام حملته الانتخابية بالخروج مما سماه الفخ الفرنسي لأنه حسب رأيه فخ نصبته باريس لإيقاع الصناعة الأمريكية في مطبات المنافسات الصينية والأوروبية وقص أجنحتها في مجال التصدير للصلب والحديد والألمنيوم والسيارات والتجهيزات والسلاح!
هذا الإخفاق الأوروبي يضاف إلى إخفاق سياسي واستراتيجي ثان سجلته خطب الوزيرين الأمريكيين في مؤتمر ميونخ وهو الفشل في اقناع ترامب بالتراجع عن الخروج من معاهدة النووي الإيراني الموقعة يوم 14 جويلية 2015 بين طهران والدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن في مدينة فيينا عاصمة النمسا واعتبرتها الدول الخمسة بما فيها الولايات المتحدة في اخر عهدة أوباما انتصارا باهرا لتعطيل برنامج إيران النووي ومنع الجمهورية الإسلامية من بلوغ خط امتلاك السلاح النووي!
*التضاد الأمريكي الأوروبي
في هذه النقطة بالذات تبين التضاد بين واشنطن وحلفائها لا فقط في تقييم المعاهدة مع طهران بل في كيفية مواجهة تحديات الحرب والسلم في القرن الحادي والعشرين فبينما ترى أوروبا والصين وروسيا أن اتفاقا مع إيران حول تحديد منسوب تخصيب اليورانيوم كاف وكفيل بقطع الطريق النووية العسكرية أمام طهران ترى واشنطن بصراحة بأن موقف إسرائيل هو الأفضل لأنه يعتمد على التهديد بالقوة العسكرية ولا يثق في التزامات إيران الراهنة.
نعم هي ليست مجرد اختلافات شكلية حول الوسائل الجيوستراتيجية بل هي خلافات جوهرية حول الغايات البعيدة والطرق الأنجع لضمان تفوق الغرب المنتصر وتسخير بقية العالم لخدمته و تزويده بالطاقة وشل حركات أعدائه الحقيقيين أو الافتراضيين.
ثم إن للاتحاد الأوروبي مع إيران مصالح اقتصادية (منها مثلا شراء طهران لخطوطها الجوية 120 طائرة إيرباص على سنوات) كما أن لها مصالح استراتيجية مع الصين التي وضعها الوزيران في ميونخ يوم السبت على رأس أعداء الغرب فتشكلت منذ عقدين منظومة عالمية للتنمية والسلام انخرطت فيها بيجين ثم موسكو مما عزز مكانة الغرب المنتصر الذي يقع جغرافيا وجيوستراتيجيا بين قارة آسيوية صاعدة وشرق أوسط متوتر وخليج ثري بالطاقة ومستهدف. وتطل كل من روسيا والصين على معابر بحرية حيوية تتحكم في أنابيب نقل النفط والغاز وتؤثر على النقل التجاري والعسكري لمناطق حيوية تقع في قلب العالم.
ومن هنا جاء إخفاق حلفاء واشنطن في تحويل وجهة الرئيس ترامب عن العداء المعلن للصين وهم يدركون بأن ردود فعل بيجين ستكون مشروعة في منظور القانون الدولي وسوف تتيح أولا لحليفة الصين طهران العودة إلى تخصيب اليورانيوم وتصنيع سلاحها النووي مثل جاراتها الباكستان والهند ومثل غريمتها إسرائيل.
كل هذا الفشل الذي كان أهم جديد في مؤتمر ميونخ تم على خلفية قبلات حارة وعناقات حميمية أسالت نهرا من التعليقات الساخرة في وسائل الإعلام الفرنسية والأوروبية وحتى الأمريكية. على كل فإن وراء هذه القمة ونوادرها أبعادا جيوستراتيجية جدية وحساسة تؤكد لنا أن الاتحاد الأوروبي يطمح إلى أن يكون قوة عظمى اقتصاديا وسياسيا وعسكريا بالتالي الخروج تدريجيا عن بيت الطاعة الأمريكي فلا ننسى أن أول خطاب انتخابي ألقاه ترامب في أكتوبر 2016 تضمن تهديدا صريحا للقارة الأوروبية واصفا إياها بالقارة العجوز داعيا إياها إلى تحمل مسؤولياتها و دفع الأموال لواشنطن من أجل تأمين سلامتها!
ولا يغيب عن أذهان القراء الكرام أنه في مقابل هذا الإخفاق نشهد نجاح قمة الكوريتين والعناق الآخر بين زعيمي الشطرين وهو ما يفتح الطريق أمام ترامب لعقد القمة الأهم مع القوة النووية الفعلية و الوقحة في بيونغ يانغ!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.