ترجع كيفية تأثر الطفل بما يحدث معه في الحياة إلى مجموعة من العوامل البيولوجية والبيئية التي تتفاعل وتتشابك بطرق مختلفة وتؤثّر بدورها على نفسية الطفل وتختلف من طفل إلى آخر. تؤدي الجينات وكيمياء الدماغ والأعصاب دوراً أساسياً ومركزياً في تطوير أيّ من اضطرابات القلق بالإضافة إلى غيرها من السلوكيات المكتسبة وأنماط المعيشة التي تعتمد على البيئة الأسرية والاجتماعية والثقافية المحيطة بالطفل. بالإضافة إلى ذلك فالطفل يراقب أبويه ويستشعر ما يمرّان به من قلق وتوتّر ومن الطبيعي أنْ يتقمّص مشاعرهم وسلوكيّاتهم التي يشعر بها أو يراها أمامه. وهو ما يزيد في حال كان الطفل في تعرّض مستمرّ لكميات هائلة من المعلومات والأخبار التي تتحدّث عن الوباء أو في حال كان أبواه يمرّان بظروف صعبة تبعاً للأوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة. هناك الكثير من الآباء ممّن بدؤوا بملاحظة أعراض عدة للقلق عند الأطفال تزامناً مع الجائحة مثل قلق الانفصال بحيث يجد الطفل صعوبة في الابتعاد عن والدته أو منزله أو الأشخاص المقرّبين منه. ويرى مختصون في علم النفسأنّ هناك الكثير من الآباء ممّن بدؤوا بملاحظة أعراض عدة للقلق عند الأطفال تزامناً مع الجائحة مثل قلق الانفصال بحيث يجد الطفل صعوبة في الابتعاد عن والدته أو منزله أو الأشخاص البالغين والمقرّبين منه والقلق الاجتماعي الذي تظهر أعراضه غالباً عن طريق الانسحاب من المواقف والأحداث لا سيّما تلك التي تتطلّب المشاركة الاجتماعية وتستدعي من الطفل أنْ يكون ضمن دائرة انتباه من حوله سواء ممّن في عمر الطفل أو من البالغين. هناك كثير من الأطفال قد أبدوا أعراض القلق العام منذ بدء الجائحة. وسواء كان الطفل في سنّ المدرسة أو ما قبلها فمن المحتمل أنْ يكون لكل مرحلة آثارها النفسية السلبية الخاصة. فعلى سبيل المثال قد يؤدّي الملل وقلة الفعاليات والأنشطة التي تستدعي انتباه الأطفال دون سنّ المدرسة إلى مستويات من القلق أكثر من أولئك الذين استمرّوا في أداء واجباتهم المدرسية والمحافظة على روتين ما سواء من خلال التعليم المنزلي أو عبر الإنترنت. في حين أنّ الأطفال في سنّ المدرسة ممّن فقدوا روتينهم اليوميّ وتواصلهم الاجتماعي مع الآخرين بعيداً عن دائرة الأسرة قد يطوّرون شكلاً من القلق الاجتماعي يتمحور حول تجنّب الخروج من المنزل ومقاومة أي فرصة لمخالطة غيرهم وإظهار بعض الانطوائية والالتصاق أكثر بأهلهم في حال وجدوا أنفسهم في مواقف كهذه. فالطفل هنا قد يصبح متشكّكاً في عالمه الخارجيّ أما زال أصدقائي يحبونني ويريدون رؤيتي أم لا؟ كيف تتعامل مع قلق طفلك؟ ونظراً لضعف قدرات الأطفال في التعبير عن أنفسهم ومشاعرهم بشكل فعّال من خلال اللغة والكلام فقد يظهر قلقهم من خلال بعض السلوكيات التي تعتمد على الانفعال والصراخ أو الاعتراض أو حتى العدوانية. يظهر قلق الأطفال من خلال بعض السلوكيات التي تعتمد على الانفعال والصراخ أو الاعتراض أو حتى العدوانية. من الضروري السماح للطفل بالتعبير عمَّا يدور في خلده دون إطلاق حُكم قاس عليه. يمكن العمل على ذلك من خلال الحديث أو الرسم أو قراءة القصص. يحتاج الأطفال إلى أنْ يألفوا الواقع الجديد الذي يمرّون به وهو ما يحدث بالتدريج لا دفعةً واحدة. يتعين على الآباء أنْ يعزّزوا ذلك من خلال تقوية شعورهم بالأمان في الروضة والحديقة والخارج ومن خلال تعزيز ثقتهم بأنفسهم. وفي حال واجه الطفل رفضاً أو صعوبة في الخروج من البيت فمن الأفضل تجنّب إجباره دفعةً واحدة على ذلك. خطوات معينة يمكن اتّباعها. أولاً من خلال إضفاء شرعية على القلق الذي يواجهه الطفل بأن يعي الطفل أنّ ما يمرّ به ليس غريباً أو ليست مشاعر سلبية. ثانياً من خلال فهم ما يمرّ به من خلال الحديث عن المشاعر لا من خلال التركيز على سلوكيّاته وأفعاله. يُشعر هذا الطفلَ بأنّ هناك من يحتويه ويفتح له قنوات عديدة لمشاركة والديه ومحاورتهم ما يساعد بدوره على تمكين قدرتهما على التعامل مع طفلهما الذي يستصعب التعامل مع الواقع الجديد ويسهّل رجوعه للحياة الاجتماعية الطبيعية شيئاً فشيئاً.