تتحول مدينة الصخر العتيق قسنطينة، من 20 إلى 24 سبتمبر الجاري، إلى قِبلة لعشّاق المالوف، بمناسبة احتضانها أطوار المهرجان الثقافي الدولي 13 للمالوف، بشعار لافت "المالوف... من المدرسة إلى العالمية"، في محاولة لترسيخ هذا اللون الأندلسي العريق؛ كهوية فنية ضاربة في الجذور، وقابلة للتجدّد والانتشار خارج الحدود. الحدث الذي يُحتضن على ركحي مسرح قسنطينة الجهوي "محمد الطاهر فرقاني" ودار الثقافة "مالك حداد"، يعرف، هذه السنة، مشاركة فنية واسعة النطاق، تضم تسعة بلدان. ويتعلق الأمر بكل من تونس، وسوريا، وليبيا، وتركيا، وروسيا، وإسبانيا، والنمسا، والسويد واليونان، إلى جانب الجزائر، التي تسعى من خلال هذه التظاهرة، إلى تصدير إرثها الموسيقي الراقي، والتعريف به في محافل دولية. وحسب ما كشفت محافظة المهرجان، فإنّ دورة 2025 ستتميّز بتوسيع الفضاء الثقافي للمالوف عبر برنامج جواري، يهدف إلى تقريب هذا الفن من الجمهور الواسع، خاصة أولئك الذين لا تسمح لهم الفرصة بالحضور إلى عاصمة الشرق؛ حيث ستمتد السهرات إلى ولايات سكيكدة، وقالمة، وعنابة، وميلة. كما سيكون للجزائريين في العاصمة موعد مع سهرة فنية يحييها عباس ريغي، أحد أبرز الأسماء في المالوف حاليا.يُذكر أنّ البرنامج الجواري انطلق يوم 4 سبتمبر المنصرم، في سكيكدة، بمشاركة كل من ياسين رفاس، وكمال بناني وديب لعياشي. ويُنتظر أن تكون سهرة الخميس 11 سبتمبر من توقيع كل بلهاني مهدي، وفاتح روانة ومبارك دخلة، وذلك على مستوى دار الثقافة "عبد المجيد الشافعي" في ولاية قالمة، فضلا عن تسطير مجموعة من السهرات في قصر الثقافة "مالك حداد" في قسنطينة، تمهيدا لانطلاق المهرجان الدولي للمالوف 13. ومن المرتقب أن يعقد محافظ المهرجان إلياس بن بكير، ندوة صحفية يوم 13 سبتمبر الجاري بقسنطينة، للحديث عن حيثيات هذه الدورة الجديدة، وكشف تفاصيل البرمجة، وأسماء المشاركين، إلى جانب تسليط الضوء على جهود المحافظة في توسيع دائرة المهتمين بهذا الفن، لا سيما من فئة الشباب. يُذكر أن المهرجان الدولي للمالوف بات من بين أهم التظاهرات الفنية التي تراهن على صون الذاكرة الموسيقية الجزائرية، وإبراز غنى الموروث المحلي، في قالب احتفالي يجمع بين الأصيل والتجديد.