ظروف مزرية.. اعتداءات وحوادث مميتة غياب الأمن يُهدّد حياة الطلبة في الإقامات الجامعية * أخبار اليوم ترصد أحدث الجرائم التي هزّت الإقامات تحولت الإقامات الجامعية للأسف إلى وكالات من دون بواب فعلى الرغم من المهمة الموكلة إليها في حفظ كرامة الطالب وحمايته من الأذى في تأدية رسالة العلم تحوّل بعضها إلى وكر للجرائم والاعتداءات والحوادث المميتة حتى صار الأمن معيارا غائبا وما المجزرة التي حدثت في إقامة البنات ببودواو إلا دليل قاطع على تحول بعض الإقامات الجامعية إلى حلبة للصراعات بعد اقتحامها من طرف مجهولين بحيث بات الطلبة يخاطرون بحياتهم عبرها في سبيل طلب العلم. نسيمة خباجة ظروف مزرية يعايشها الطلبة عبر الإقامات الجامعية التي تحولت بعض غرفها إلى شبه أقبية أو حتى جحور للفئران لا تليق بمقام الطالب الجزائري وما الفيديوهات التي يطلقها البعض على المباشر لإظهار الواقع المر بالصوت والصورة من قلب الحدث الا دليل على تخبطهم في وضعية مزرية داخل الإقامات الجامعية فهذه طالبة تُظهر عبر فيديو غرفا من غير نوافذ في عز البرد وأخرى تظهر بركا مائية متجمعة امام الغرف عند تساقط الشتاء وتلك الظروف اعتاد عليها الطالب الجزائري سواء من حيث الاقامة داخل الغرف أو الاطعام والوجبات المهينة فكل ذلك يهون أمام أداء واستكمال رسالة العلم العظيمة لكن ان تتحول الإقامات الجامعية إلى أوكار لمختلف أشكال الإجرام تهدد حياة الطلبة وتهدد سلامتهم فذلك ما لا يتقبله عاقل ما يتضح من حالة التسيب والاهمال وانعدام الأمن وما الجرائم الاخيرة المسجلة عبر بعض الإقامات الا دليل على ذلك ما يدعو إلى القلق واعادة الحسابات من اجل ضمان الأمن عبرها لأن الحوادث الاخيرة من شأنها المساس بسمعة الإقامات وهي أوضاع معيبة للحرم الجامعي بشكل عام. إقامات أم اصطبلات؟ الإقامة الجامعية هي جزء مكمل للجامعة يقيم بها الطلبة من مختلف الولايات حسب التخصصات التي اختاروها لاستكمال دراساتهم العليا بحيث يهجرون الاهل والديار في سبيل طلب العلم ولا يواجهون الرفض بل يودعهم أهاليهم وكلهم تفاؤل بعودتهم حاملين لشهادات عليا تشرفهم وتشرف عائلاتهم هي كلها آمال وأحلام مشروعة كثيرا ما تتبخر في البداية أمام الوضعية الكارثية للإقامات الجامعية التي تعد جزء مكملا للحرم الجامعي ورغم الميزانية الكبيرة المخصصة لتسييرها من اجل ضمان أحسن الظروف للطلبة الا انها وللأسف تحولت إلى شبه اصطبلات و وكالات من غير بواب بحيث يسهل دخول الغرباء اليها بكل حرية أو حتى احيانا بتواطؤ من داخل الإقامات حسب ما كشفته الحوادث التي كانت الإقامات الجامعية مسرحا لها وهي فعلا حقائق يندى لها الجبين تمس بسمعة الإقامات الجامعية. وأردنا ان نسلط الضوء على كرونولوجيا الحوادث المأساوية التي مست الإقامات الجامعية في الفترة الاخيرة والتي تعكس حالة اللاأمن التي باتت تهدد الطلبة داخل الجامعات. ذبح طالب بالإقامة الجامعية ببن عكنون هي جريمة هزت الجزائر منذ عامين بالتقريب بعد قتل طالب جامعي ذبحا داخل غرفته بالاقامة الجامعية ببن عكنون بالجزائر العاصمة بحيث تسلل مجهولون إلى غرفته في وقت متأخر من الليل ويدعى الطالب أصيل بلالطة 24 سنة ينحدر من ولاية برج بوعريريج يدرس في السنة الثالثة بكلية الطب بالجزائر العاصمة. وفي تفاصيل الجريمة كشف أصدقاء الضحية أنه دخل غرفته في حدود الساعة السابعة مساء ليدخل وراءه شابان غريبان عن الإقامة قاما بذبحه بخنجر ثم أخذا مفاتيح سيارته وكتبا على أحد الجدران عبارات غير مفهومة بدمه قبل خروجهما من الإقامة بعد سرقة سيارته. وفجرت الجريمة غضبا طلابيا تنديدا بالانفلات الأمني الذي تعيشه المؤسسات الجامعية والإقامات التي ينزل بها الطلاب القادمين من خارج العاصمة. وفاة طالبة حرقا بإقامة أولاد فايت 02 في شهر فيفري من سنة 2021 شب حريق على مستوى الاقامة الجامعية اولاد فايت 02 تسبب في وفاة الطالبة بكوش نصيرة صاحبة 24 سنة داخل غرفتها وتعود تفاصيل الحادث إلى إنفجار قارورة غاز صغيرة تبعه حريق داخل غرفة بالإقامة الجامعية 02 بنات بأولاد فايت وهو ما اكده بيان لمصالح الحماية المدنية وقد خلف الحادث وفاة طالبة جامعية متأثرة بالحروق الضحية تدعى بكوش نصيرة تنحدر من ولاية تيارت وهي طالبة بالسنة الثانية علوم اجتماعية بجامعة أبو القاسم سعد الله الجزائر 2. وفي الوقت الذي أكدت فيه مصالح الحماية المدنية أن سبب الانفجار والحريق هو انفجار قارورة غاز صغيرة أشارت مصادر اخرى أن السبب هو شرارة كهربائية بالمسخن الكهربائي. أما الطالبات المقيمات في ذات الإقامة فقد صرحن أن السبب هو انفجار قارورة غاز كانت تستعملها الضحية من أجل تحضير وجبات غذائية. وأشارت الطالبات إلى أن سوء التغذية والوجبات المهينة في الإقامة هو ما دفع بالطالبات إلى استعمال قارورة غاز وتحضير الطعام بأنفسهن. كما أشارت الطالبات أن الضحية بكوش نصيرة كانت تصرخ قبل وفاتها وتطلب النجدة ولكن ألسنة الحريق تمكنت منها إلى درجة احتراقها كليا. وطرح الحريق عدة تساؤلات عن الأطراف المسؤولة عن هذا الحادث المأساوي ومن سمح بإدخال قارورة غاز إلى غرفة الطالبة المتوفاة باعتبار أن ذلك ممنوع منعا باتا وطالب البعض بضرورة فتح ملف الإقامات الجامعية للوقوف على حالة التسيب والضياع التي تعيشها بسبب طريقة التسيير البالية رغم الأموال الضخمة والامكانات الكبيرة المسخرة لها. حريق مهول بالإقامة الجامعية للبنات أولاد فايت 03 في ذات الشهر وفي اواخر فيفري من سنة 2021 نشب حريق ثان مهول بإحدى الغرف على مستوى الإقامة الجامعية للبنات أولاد فايت 3 بالجزائر العاصمة. الحريق وقع في حدود الساعة السابعة مساء بإحدى الغرف الواقعة بالطابق الرابع بذات الإقامة حسب بيان لمصالح الحماية المدنية بحيث تم تسخير 3 شاحنات إطفاء وسيارتي إسعاف وتم السيطرة على الحريق وإخماده وأفادت ذات المصالح بتسجيل إصابة 6 طالبات بحالة صدمة كما أحدث حالة من الهلع والخوف وسط الطالبات وأن سبب الحريق يعود إلى احتراق كرسي وخزانة داخل الغرفة. مجهولان يقتحمان الإقامة الجامعية للبنات بالنعامة العديد من الحوادث الغريبة صارت تحدث بالإقامات الجامعية وتمس بحرمتها وحرمة المقيمين بها منها تسلل الغرباء واللصوص اليها وهم مدججون بالاسلحة البيضاء وهو سيناريو الرعب الذي عاشته الطالبات بالاقامة الجامعية بالنعامة الشهر الفارط بعد ان إقتحمها مجهولون في حدود منتصف الليل. في غفلة من أعوان الأمن وحسب المعلومات فان الشخصان المجهولان إقتحما الإقامة الجامعية بن علي بودغن للإناث ليلا حاملين أسلحة بيضاء وقد تسلل الغرباء من الجدار الخارجي وصولا إلى غرف الطالبات في ظل غياب تام لأعوان الأمن. لتتفطن الطالبات لهما وشرعن في الصراخ من أجل طلب النجدة. أين تدخلت مصالح الشرطة فورا بعد إبلاغهم لتفادي ما لا يحمد عقباه. كما أضافت ذات المصادر أنه تم القبض على الشخص الذي اقتحم الإقامة الجامعية وتم إقتياده إلى مركز الشرطة. فيما لاذ الشخص الآخر بالفرار وهو الأمر الذي خلق حالة من الفوضى والذعر لدى الطالبات بحيث خرجت الطالبات من غرفهن وتجمعن داخل الحي الجامعي مطالبين بضرورة توفير الأمن. سفاح يعتدي على طالبات بإقامة بودواو الجريمة النكراء التي عاشت على وقعها الاقامة الجامعية للبنات عائشة شنوي ببودواو هي القطرة التي افاضت الكأس اذ تعكس الوضع الخطير والانفلات الأمني على مستوى الإقامات الجامعية مما يهدد حياة الطلبة وتعود تفاصيل الجريمة النكراء إلى تعرض 3 طالبات ليلة الجمعة إلى السبت الماضيين إلى الاعتداء داخل الإقامة الجامعية للبنات ببودواو في ولاية بومرداس بعد اقتحام شخص أسوار الإقامة واعتدى الجاني على طالبات بعد وصوله لإحدى الغرف وأثار هلعا ورعبا داخل الإقامة الجامعية واستعمل في اعتدائه سلاح ابيض ومطرقة بحيث تسبب في جروح ثلاث طالبات تم نقلهن إلى المستشفى لتلقي العلاج إحداهن في حالة حرجة. وتنقل مدير الخدمات الجامعية إلى الإقامة رفقة اطارات من المديرية وعقدوا اجتماعا مع المدير وممثلين عن الطالبات. وقد تدخلت مصالح شرطة بودواو وأوقفت المتهم الموجود رهن التحقيق. وكان الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين بولاية بومرداس قد اصدر بيانا يندد فيه بإعتداء وقع على الطالبات في الحي الجامعي عائشة شنوي ببودواو. الحادثة وقعت ليلة الجمعة 25 فيفري 2022 حسب نفس البيان الذي يشير لاقتحام الحي الجماعي من قبل غرباء إعتدوا على طالبات داخل الاقامة الجامعية بالسلاح الأبيض ما أدى إلى إصابة ثلاثة طالبات على مستوى الوجه والرأس والجسد ويضيف البيان أن إحدى الطالبات موجودة في غرفة الانعاش. البيان يحمل مسؤولية غياب الأمن في هذه الاقامة للمسؤول الأول عنها مطالبا بمحاسبة كل من تورط في هذه القضية. وكشف في المقابل عن توقيف مصالح الأمن لإثنين من المعتدين فيما تمكن البقية من الفرار. والقضية يكتنفها الكثير من الغموض ففي حين كشفت مصادر ان المتورط هو بنّاء يعمل بإحدى الورشات القريبة من الحي الجامعي تسلل إلى داخل الحي بتواطؤ محتمل وغير مستبعد من داخل الحي الجامعي بحيث قام بقطع التيار الكهربائي عنه قبل تنفيذ الجرم قالت مصادر أخرى أن المتورطين اكثر من شخص واحد وسيكشف التحقيق الجاري عن ملابسات الجريمة النكراء التي أثارت استنكار الرأي العام بحيث صارت الإقامات الجامعية أوكارا لمختلف انواع الجرائم ولم يعد الطلبة في مأمن بداخلها والسبب الرئيسي غياب الرقابة والامن وهي فعلا جرائم تمس بسلامة الطلبة وتمس بصورة الجامعة الجزائرية وظروف التعليم العالي بالجزائر فأين هي كاميرات المراقبة وكيف تسهل جريمة قطع التيار الكهربائي عن حي جامعي بأكمله من دون صافرات انذار فنحن في زمن التكنولوجيا والتطور ام ان سلامة وحياة الطالب الجزائري هينة لهذه الدرجة فالأحياء الجامعية تبقى مرافق عمومية سخرت للطلبة من اجل استكمال دراستهم العليا وتعكس صورة الدولة فكيف لمن وضعت فيهم الثقة في تسيير تلك المرافق ان يتلاعبوا بأمن وسلامة الطالب ويساهموا في تشويه صورة الجامعة الجزائرية على الرغم من الاشواط الكبيرة التي بلغها التعليم العالي والخدمات الجامعية في الجزائر بحيث تبذل الحكومة قصارى جهدها في توفير احسن الظروف بهدف تكوين النخبة وتأهيل إطارات سامية من صنع الجامعة الجزائرية وضمان الامن وسلامة الطالب يعد معيارا أساسيا ومهما في مسيرة الطالب العلمية سواء داخل الجامعات أو على مستوى الإقامات الجامعية.