رفض الفنان السوري جمال سليمان اتهامه بالانحياز للمصريين خلال الأزمة الأخيرة مع الجزائريين، بعد مباراة كرة القدم التي جمعت البلدين في تصفيات كأس العالم 2010. يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه أن قيامه بدور مناضل جزائري -في مسلسل »ذاكرة الجسد«- شرف كبير له، مشيرا إلى أن زيارته الأخيرة لقطاع غزة أضعف الإيمان في مساندة أهلها. وقال سليمان -في مقابلة مع قناة »الحياة« الفضائية-: »استغربت من هجوم الجزائريين علي ومطالبتهم باستبعادي من بطولة مسلسل ذاكرة الجسد، التي تدور حول المناضل الجزائري خالد بن طوبال، وذلك بحجة أني ساندت مصر في الأزمة بين البلدين بسبب مباراة كرة القدم«. وأضاف »لم أنجرف في هذه الأزمة، ولم أتحيز لفريق ضد آخر، لكني شعرت أن من واجبي كإنسان سوري وعربي أن أدعو إلى إنهاء هذا الغضب بين الشعبين، وقد قمت -في مهرجان القاهرة السينمائي- باستنكار ما حدث بعد مباراة السودان، وطالبت بوجود لجنة تحقيق من الجامعة العربية، تحاسب الطرف الذي أخطأ وتجعله يعتذر، حتى نحتوي الموقف«. وشدد على أن الجزائريين رفضوا موقفه، وكانوا يريدون أن يقوم بمهاجمة شعب آخر حتى يكسبهم، لافتا إلى أن هذا الأمر ليس في شخصيته، وأنه لا يمكن أن يساعد في إشعال الكراهية بين شعبين خاصة مصر والجزائر، لأن لهما تاريخا كبيرا. مصالحة مصر والجزائر ورأى الفنان السوري، أنه لم يفرح أي شعب باستقلال الجزائر مثل المصريين، كما أنه لم يحزن أي شعب بنكسة مصر مثل الجزائريين، معربا عن أمله في إنهاء هذه الأزمة بسرعة، لأن الشعبين شقيقان، ولا يمكن أن يستغني أحدهما عن الآخر. وأوضح سليمان أن بعض وسائل الإعلام الجزائرية هاجمته، بحجة أنه ساند مصر، وطالبت بعدم قيامه بتجسيد مسلسل »ذاكرة الجسد« الجزائري، لكنه شدد -في الوقت نفسه- على أنه تجاهل هذا الأمر تماما، وأنه فخور جدًّا بالقيام بشخصية مناضل جزائري. وأشار إلى أن المسلسل هو قصة الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، وستشاركه البطولة الفنانة الجزائرية أمل بوشوشة، مشيرا إلى أن المسلسل يجسد الثورة، من خلال محاولة مجموعة من الوطنيين لتحرير وطنهم. وأضاف أنه سيقدم شخصية المناضل الجزائري »خالد بن طوبال«، وسوف يتحدث في المسلسل باللغة العربية الفصحى، ولن يتكلم باللهجة الجزائرية، مشيرا إلى أنه من حق الجزائريين أن يغضبوا من هذا الأمر، لكن المسلسل سيعرض لكل العرب وليس للجزائريين فقط. وأكد الفنان السوري أن زيارته الأخيرة إلى غزة -مع مواطنه الفنان دريد لحام- ومجموعة أخرى من الفنانين كانت بمثابة أضعف الإيمان في مساندة الفلسطينيين وفكّ الحصار عن القطاع، داعيا إلى ضرورة التوصل إلى مصالحة فلسطينية داخلية، بين حركتي فتح وحماس، لتوحيد الموقف الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي. ورأى سليمان أن الإعلام العربي والعالمي، بدأ يفضح الاحتلال الإسرائيلي، وتعنته ضد الفلسطينيين والحصار الغاشم، الذي يفرضه على قطاع غزة، مشددا على أنه من حقّ الشعب الفلسطيني أن يعيش بكرامة، ولا يمكن أن تهدأ المنطقة ما لم يكن هناك وطن للفلسطينيين. وشدد على أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان في عام 2006، هي سبب استقالته من منصبه كسفير لصندوق الأممالمتحدة للسكان، مشيرا إلى أن إسرائيل في هذه الحرب قتلت آلافا وقصفت مدارس تابعة للأمم المتحدة، وعلى الرغم من ذلك، لم تدن المنظمة الدولية الضعيفة هذا الأمر، ولذلك قررت الاستقالة منها.