للحفاظ على استقرار ميزانية الأسر التخزين .. عادة لا تستغني عنها ربّات البيوت
تحمل أغلب ربات البيوت على عاتقهن مهمة الحفاظ على ميزانية الأسرة من حيث النفقات الخاصة بالاستهلاك اليومي وتسديد الفواتير المتهاطلة مما جعل الكثيرات يتدبرن أمورهن باللجوء إلى التخزين لاسيما بالنسبة لبعض المواد الاستهلاكية فهو سلوك تلجأ له النسوة يحمل الكثير من الإيجابيات في الحفاظ على ميزانية الأسر وتقليص النفقات وضمان وجبات متوازنة وكاملة حتى في أيام تقلص المداخيل التي تكون غالبا محدودة لدى العائلات المتوسطة الحال. نسيمة خباجة تظل مهمة توفير كافة حاجيات الأسرة حملا ثقيلا على ربات البيوت في زمن الغلاء ومواجهة مختلف مصاعب الحياة وأعبائها إلا أن المرأة الجزائرية وبذكائها وفطنتها ابتدعت حيلا وحلولا للتغلب على النفقات والحفاظ على استقرار ميزانية الأسرة وعدم اختلالها من خلال ضبط المصاريف اليومية الخاصة بالاستهلاك ومختلف الأعباء الأخرى وكان من بين الطرق التي تعتمدها كثير من النسوة التخزين الذي لم يعد يقتصر على المواد الاستهلاكية واغتنام موسمها وبخس الأثمان بل صار التخزين يقفز إلى مواد التنظيف ومختلف مستلزمات العيش لدى الأسر. التخزين ضروري باتت كثير من الأسر لا تستغني عن أجهزة التجميد إضافة إلى الثلاجة ويكون الغرض تخزين مختلف المواد الغذائية من خضر وحتى الفواكه لاستعمالها خارج الموسم او حتى في بعض الظروف العسيرة التي تمر على الأسر المتوسطة في بعض الأحيان فالتخزين إلى جانب العولة من العادات التي تلتزم بها المرأة الجزائرية للحفاظ على استقرار ميزانية الأسرة وضمان العيش الطبيعي والملائم لأفرادها من حيث توفير المواد الغذائية الأساسية ومتطلبات العيش. اقتربنا من بعض النسوة لرصد آرائهن ومعرفة الأسباب الحقيقية وراء لجوئهن إلى عادة التخزين التي باتت أكثر من ضرورية. تقول السيدة وهيبة إنها بالفعل تلجأ إلى التخزين ورأت أن المرأة المتزنة لا يجب أن تضيع العادة الإيجابية وأضافت أنها تغتنم مثلا انخفاض أسعار بعض المواد كالخضر لاقتنائها وتخزينها في المجمد على غرار الطماطم والبزلاء والفول والفلفل بنوعية وهي غالبا الخضر الموسمية من أجل تجهيزها ووضعها في علب بالمجمد لاستعمالها في الأطباق اليومية وهي بذلك تقلص النفقات لاسيما أن الدخل الشهري لزوجها محدود جدا فهي تتحايل على الظروف من أجل ضمان الاستقرار المالي لأسرتها كما أنها تقسم استهلاكها اليومي بين المعجنات والبقوليات والخضر لضمان التوازن الغذائي لأفراد الأسرة من ناحية وعدم اختلال الميزانية من ناحية أخرى. السيدة نعيمة هي الأخرى قالت أنها لا تستغني عن التخزين بحكم أنها تملك مجمّدا من الحجم الكبير تخزّن فيه كل شيء لاستعماله في تحضير الأطباق اليومية لأفراد أسرتها هذا من جانب ومن جانب آخر تقتني حتى مواد التنظيف التي تحتاجها في البيت بصفة شهرية وتخزنها لاستعمالها طيلة الشهر فهي في غنى عن شرائها في كل مرة ورأت أن تلك الخطوات ساعدتها كثيرا في الحفاظ على ميزانية الأسرة. الحاجة يامنة قالت إن المرأة الماهرة لا تغفل الحفاظ على بيتها من كل النواحي لاسيما من حيث النفقات فوجب تقليصها خاصة في ظل غلاء المعيشة في الزمن الحالي وأضافت أن نسوة الأمس كن يعشن بالقليل الا أنهن حافظن على بيوتهن وعلى عوائلهن وكانت أسرهن مستقرة من جميع النواحي فالعولة اقترنت بالمرأة الجزائرية منذ أمد بعيد حتى في أيام الاستعمار الفرنسي الغاشم بحيث كانت النسوة يفتلن الطعام ويخزنّه للأيام الحالكة واستمرت العادة حتى بعد الاستقلال وافتكاك الحرية بحيث تبقى العولة عادة لدى العائلات التي تحولت الآن إلى لفظ التخزين والذي يشمل كل شيء من أجل ضمان معيشة الأسرة في مختلف فصول السنة لاسيما في فصل الشتاء وعبر البوادي فالعولة ضرورية جدا لاسيما مع توقع سقوط الثلوج وانقطاع الطرقات ومازالت النسوة إلى حد الآن يخزنّ مختلف المواد على غرار البقوليات والمعجنات بالإضافة إلى الخضر والفواكه في عصر استعمال المجمدات التي باتت الحاضرة الأولى في كثير من البيوت من أجل التخزين واستعمال تلك المواد وقت الحاجة إليها ومن ثمة الحفاظ على استقرار ميزانية الأسر.