مع ارتفاع درجات الحرارة محلات الإطعام السريع بؤر للتسمّمات يتخوف الكثير من المواطنين من الوجبات السريعة المقدّمة عبر محلات الإطعام السريع أو الفاست فود لاسيما أن أغلبها لا تحترم مقاييس وشروط النظافة وتصبح خلال فصل الصيف واشتداد الحرارة بؤرة للتسمّمات الغذائية. نسيمة خباجة نشاط الأكلات السريعة نشاط حساس جدا يستوجب احترام معايير الحفظ والتبريد لمختلف المواد التي تدخل في تحضير تلك الأكلات السريعة على غرار الأجبان والمخللات ومادتي المايونيز والهريسة اللتين يكثر الطلب عليهما على مستوى تلك المحلات. وضعية كارثية في جولة لنا عبر بعض محلات الإطعام السريع في الجزائر العاصمة وجدناها تعج بالزبائن تزامنا وموعد تناول وجبة الغذاء لطلب وجبات سريعة متنوعة على غرار السندويتشات وشرائح البيتزا وغيرها لكن السؤال المطروح في هذا المقام هل كل ما تقدمه تلك المحلات من وجبات هو صالح للأكل ويُحترم في إعداده شروط ومقاييس النظافة؟. بناحية حوش الميهوب ببراقي في الجزائر العاصمة دخلنا محلا للإطعام السريع التي كانت وضعيته كارثية جدا فالوجبات كانت مصطفة وباردة على غرار شرائح البيتزا وبعض المواد التي تدخل في تحضير السندويتشات والتي تتقزز النفس لرؤيتها ووُضعت قنينتان تحتويان على مادتي الهريسة والمايونيز شبه خاويتين على كونتوار مليء ببقايا الأكل وفتات الخبز مما أدى إلى انتشار الذباب طلبنا شرائح من البيتزا وعصيرا فكان لنا ذلك واصطدمنا بشكل البيتزا في غياب النكهة فالملح كان الحاضر الأكبر في العجينة رغم التوصيات بضرورة إنقاص الملح والسكر في مختلف الوجبات أما العصير فحدّث ولا حرّج نكهة غريبة لا تشبه ذوق الشمّام في شيء أكلنا ربع الكمية وغادرنا وكلنا حيرة من ابتعاد ذلك المحل عن نشاط الإطعام السريع بعد السماء عن الأرض كما يقال حتى الهريسة مخلوطة بالماء والمايونيز في قنينة متسخة وشبه فارغة وهي قنينات من البلاستيك مع ملاحظة تلك الظروف في المحل تيقنا أننا أخطأنا العنوان دفعنا الثمن وهرعنا إلى الخروج ببطن شبه خاو فالفم لم يتقبل دخول تلك الوجبة إلى البطن بمحل للإطعام السريع وضعيته كارثية جدا ونحن في عز الصيف الذي يتطلب الحرص على النظافة وحفظ مقاييس وشروط إعداد الوجبات لاستقبال الزبائن في أحسن الظروف وإطعامهم بوجبات نظيفة. مخاطر صحية تلك المحلات باتت بؤرة لحمل التسمّمات الغذائية وربما الوصول إلى الفتك بالأرواح نتيجة تناول وجبات غير صحية ناجمة عن عدم احترام شروط النظافة والحفظ فالداخل إلى تلك المحلات يقف على المساحة المتسخة وانتشار الحشرات الزاحفة والطائرة فهدف البعض من أصحاب تلك المحلات هو الربح السريع على حساب صحة الزبائن كما انتشر عبر الوسائط الاجتماعية مؤخرا خبر إصابة عائلة بأعراض خطيرة بعد تناولهم الدجاج المشوي أدت إلى موت الأب وتداول أيضا خبر وفاة رجل بعد أن أكل حبة من الكعك خارج المنزل فالحذر جد مطلوب لاسيما مع ارتفاع درجة الحرارة إلى أقصاها كما أن لجان الرقابة دورها بارز خلال فترة الصيف بل وفي كامل شهور السنة لحماية صحة المواطنين عبر محلات الإطعام السريع التي باتت تقدم وجبات مسمومة تضر بالصحة العمومية ولا تحترم شروط النظافة والحفظ.