مجلس سلام وقوة دولية.. هذه تفاصيل قرار مجلس الأمن بشأن غزّة تبنّى مجلس الأمن ليل الاثنين/ الثلاثاء مشروع القرار الأمريكي 2803 (2025) والذي يدعم اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة الذي جرى التوصل إليه وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقاطها العشرين وحصل المشروع على تأييد 13 دولة بينما امتنع كلٌّ من روسياوالصين عن التصويت ويحتاج أي مشروع لتبنيه لأصوات تسع دول على ألا تستخدم أي من الدول دائمة العضوية (فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدةوروسياوالصين) حق النقض (الفيتو) وعلى الرغم من تحفظات الجانب الروسي (علنيا وفي بيان سبق التصويت كما وزعت روسيا مشروع قرار خاصة بها لكنها لم تعرضه للتصويت على المجلس) إلا أن الجانب الروسي قرر عدم استخدام الفيتو. وبحسب مصادر دبلوماسية فإن التحفظات خلال فترة المفاوضات على النص جاءت كذلك من عدد من الدول أبرزها الصين. ق.د/وكالات يتضمن القرار الصادر عن مجلس الأمن عددا من البنود التي توفر إطارا عاما إداريا وأمنيا لما بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزّة خصوصا ما يتعلق بإقامة مجلس للسلام وإنشاء قوة دولية مؤقتة. وفيما يلي أبرز بنود القرار الذي صوّت عليه مجلس الأمن: يعتمد قرار مجلس الأمن الدولي الذي يحمل رقم 2803 الخطة الشاملة لإنهاء الصراع في قطاع غزّة وهي المعروفة بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكونة من 20 نقطة لإنهاء النزاع في غزّة والصادرة يوم 29 سبتمبر 2025 ودعا الأطراف لتنفيذها بالكامل والحفاظ على وقف إطلاق النار دون تأخير. يرحب القرار بتأسيس مجلس السلام باعتباره هيئة إدارية انتقالية ذات شخصية قانونية دولية للإشراف على إعادة إعمار غزّة حتى استكمال برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية مع إضافة عبارة تؤكد أن عمل المجلس يجب أن يتماشى مع مبادئ القانون الدولي. يشير القرار إلى أن استكمال إصلاح السلطة الفلسطينية والتقدم في إعادة الإعمار قد يهيئان الظروف لمسار نحو تقرير المصير والدولة الفلسطينية مع فتح حوار أمريكي بين الأطراف حول الأفق السياسي. يؤكد القرار ضرورة استئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة بالتعاون مع مجلس السلام وضمان أن يقتصر استخدامها على الأغراض السلمية. يجيز القرار للدول المشاركة ومجلس السلام إنشاء كيانات تشغيلية ذات سلطات دولية لإدارة الحكم الانتقالي والإعمار والخدمات والمساعدات وتنظيم حركة الدخول والخروج من القطاع. يوجه مجلس الأمن دعوة للبنك الدولي والمؤسسات المالية لدعم إعادة إعمار غزّة وإنشاء صندوق مخصّص لهذا الغرض. يجيز القرار إنشاء قوة استقرار دولية مؤقتة في قطاع غزّة تعمل تحت قيادة موحدة يقبلها مجلس السلام وبالتنسيق مع مصر والاحتلال ولها حق استخدام كل الإجراءات اللازمة وفق القانون الدولي لتنفيذ مهامها. ينص على أن قوة الاستقرار ستعمل على تجريد غزّة من السلاح وحماية المدنيين وتدريب الشرطة الفلسطينية والمساعدة في تأمين الممرات الإنسانية. ستعمل القوة الدولية بموجب القرار أيضا على مساعدة مجلس السلام في مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار في غزّة وإبرام الترتيبات التي قد تكون ضرورية لتحقيق أهداف الخطة الشاملة. يذكر القرار أنه مع تقدم السيطرة ستنسحب قوات جيش الاحتلال وفق معايير وجدول زمني متفق عليه. يحدد القرار انتهاء ولاية مجلس السلام والوجود الدولي المدني والأمني في 31 ديسمبر 2027 ما لم يقرر المجلس خلاف ذلك. يدعو القرار الدول والمنظمات لتقديم الدعم المالي واللوجستي لمجلس السلام وقوة الاستقرار الدولية وتقديم المجلس تقريرا كل 6 أشهر. *كيف صوّت أعضاء مجلس الأمن على المشروع؟ وهل واجه معارضة أو تحفظات؟ صوت 13 عضوا في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار في حين امتنع المندوبان الروسي والصيني عن التصويت. وبعد امتناعه عن التصويت قال المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا -وفقا لموقع الأممالمتحدة- إن بلاده لم تستطع دعم القرار الذي لا يؤكد على حل الدولتين مضيفا أن هذه ليست مسألة نظرية بل مسألة عملية للغاية وهو ذو أهمية خاصة بالنظر إلى أننا تلقينا تصريحات عامة لا لبس فيها من أعلى مستويات القيادة في الاحتلال تفيد بأنه من غير المقبول إقامة دولة فلسطينية . وأضاف أنه يبدو أن القرار يسمح لمجلس السلام وقوة الاستقرار الدولية بالتصرف باستقلالية مطلقة دون أي اعتبار لموقف أو رأي السلطة الفلسطينية مما قد يرسخ فصل قطاع غزّة عن الضفة الغربيةالمحتلة. وأشار إلى أن ذلك يذكرنا بالممارسات الاستعمارية والانتداب البريطاني في عصبة الأمم على فلسطين عندما لم يُؤخذ رأي الفلسطينيين أنفسهم في الاعتبار . كما أثار نيبينزيا تساؤلات حول تفويض القوة الدولية التي لم يكن من المفترض في البداية أن تشارك في نزع سلاح غزّة مما قد يحولها إلى طرف في النزاع يتجاوز حدود حفظ السلام . وبدوره قال مندوب الصين الدائم لدى الأممالمتحدة فو تسونغ -بعد امتناعه عن التصويت- إن القرار يحدد ترتيبات حوكمة غزّة بعد الحرب لكن يبدو أن فلسطين غائبة عنه تماما وأن السيادة الفلسطينية وملكية الفلسطينيين لا تنعكسان بشكل كامل . وأضاف -وفقا لموقع الأممالمتحدة- من دواعي القلق بشكل خاص أن مشروع القرار لم يؤكد صراحة الالتزام الراسخ بحل الدولتين كإجماع دولي . وشدد على ضرورة احترام أي ترتيبات لما بعد الحرب إرادة الشعب الفلسطيني وأن تفسح المجال كاملا للدور الحيوي للسلطة الوطنية الفلسطينية. وأكد تسونغ أن الأممالمتحدة تتمتع بخبرات وقدرات واسعة في مجال التعافي وإعادة الإعمار الاقتصادي بعد الصراع ولذلك ينبغي أن تلعب دورا حيويا في إدارة قطاع غزّة بعد الحرب لكن مشروع القرار لم يتضمن أي ترتيب من هذا القبيل . *ما موقف الأطراف من هذا القرار؟ رحبت السلطة الفلسطينية باعتماد مجلس الأمن الدولي مشروع القرار الأمريكي بشأن غزّة وأكدت جاهزيتها لمواكبة التنفيذ وتولي مسؤولياتها كاملة. كما أكدت في بيان لها على ضرورة العمل فورا على تطبيق القرار الأممي بما يضمن عودة الحياة الطبيعية وحماية شعبنا في قطاع غزّة ومنع التهجير والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال وإعادة الإعمار ووقف تقويض حل الدولتين ومنع الضم . وأبدت استعدادها الكامل للتعاون مع الإدارة الأمريكية وأعضاء مجلس الأمن والدول العربية والإسلامية والاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء والأممالمتحدة وجميع أطراف التحالف الدولي والشركاء في إعلان نيويورك من أجل تنفيذ هذا القرار بما يؤدي إلى إنهاء معاناة شعبنا الفلسطيني في قطاع غزّة والضفة الغربية والقدس الشرقية والذهاب إلى المسار السياسي الذي يقود إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار بين الفلسطينيين والصهاينة وفق حل الدولتين المستند للقانون الدولي والشرعية الدولية. أما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فقد انتقدت القرار الأممي مؤكدة أنه لا يرتقي إلى مستوى مطالب وحقوق الشعب الفلسطيني السياسية والإنسانية ولا سيما في قطاع غزّة. وأضافت الحركة في بيان أن قرار مجلس الأمن يفرض آلية وصاية دولية على قطاع غزّة وهو ما يرفضه الشعب الفلسطيني وقواه وفصائله كما يفرض آلية لتحقيق أهداف الاحتلال التي فشل في تحقيقها عبر حرب الإبادة الوحشية. ووفق بيان الحركة فإن قرار مجلس الأمن ينزع قطاع غزّة عن باقي الجغرافيا الفلسطينية ويحاول فرض وقائع جديدة. وأكدت حماس أن تكليف القوة الدولية بمهام وأدوار داخل قطاع غزّة منها نزع سلاح المقاومة ينزع عن تلك القوة الدولية صفة الحيادية ويحوّلها لطرف في الصراع لصالح الاحتلال. بدورها أعلنت حركة الجهاد الإسلامي رفضها مشروع القرار الأمريكي بشأن غزّة والذي تبناه مجلس الأمن الدولي مضيفة أنه يشكل وصاية دولية على القطاع. وأضافت الحركة في بيان أن حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المشروعة حقّ كفله القانون الدولي وسلاح المقاومة ضمانة لهذا الحق. ودان البيان تحويل المساعدات الإنسانية وإغاثة المتضررين وفتح المعابر من واجب إنساني إلى أداة للضغط السياسي أو الابتزاز. وأكد أن فرض هيئة حكم أمريكية بمستوى دولي على جزء من الشعب الفلسطيني دون رضاه أو موافقته انتهاك للقانون الدولي الإنساني. وفي وقت سابق حذّرت الفصائل والقوى الفلسطينية من خطورة مشروع القرار معتبرة أنه يشكل محاولة لفرض وصاية دولية على القطاع وتمرير رؤية منحازة للاحتلال. وأكدت الفصائل -في مذكرة سياسية- أن صيغة القرار تمهّد لهيمنة خارجية على القرار الوطني الفلسطيني عبر تحويل إدارة غزّة وإعادة الإعمار إلى جهة دولية ذات صلاحيات واسعة بما يُجرّد الفلسطينيين من حقهم في إدارة شؤونهم. كما شددت على أن أي نقاش في ملف السلاح يجب أن يبقى شأنا وطنيا داخليا مرتبطا بمسار سياسي يضمن إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة وتحقيق تقرير المصير. وفي ردود الفعل داخل الاحتلال على قرار مجلس الأمن قال رئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان إن ما حدث الليلة الماضية في الأممالمتحدة هو نتاج إدارة فاشلة من قبل حكومة الاحتلال وإن وجه الشرق الأوسط يتغير لكن ليس لصالحها. واعتبر أن القرار جلب دولة فلسطينية وسلاحا نوويا سعوديا وطائرات شبح لتركيا والسعودية مما يُعدّ صفقة تصفية لأمن الاحتلال. أما السفير الصهيوني لدى الأممالمتحدة داني دانون فرأى أن نزع سلاح حماس شرط أساسي في القرار الأمريكي الذي صوّت عليه مجلس الأمن جازما بأنه لن يكون هناك مستقبل في غزّة طالما أن حماس تمتلك أسلحة. *الجزائر: يجب الالتزام بقرار مجلس الأمن وملحقه من جهتها دعت الجزائر إلى الالتزام بقرار مجلس الأمن الذي تم اعتماده الاثنين بشأن قطاع غزّة بما في ذلك ملحقه وطالبت بإرادة دولية حاسمة وصادقة . جاء ذلك في كلمة مندوب الجزائر لدى الأممالمتحدة عمار بن جامع بمجلس الأمن عقب اعتماده قرار الإذن لقوات دولية مؤقتة في غزّة تستمر حتى نهاية 2027. ولم يتطرق المندوب الجزائري لتفاصيل الملحق إلا أن الأممالمتحدة أكدت أنه يتضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكونة من 20 بندا. وقال إن بلاده قررت دعم القرار الذي يهدف إلى وقف إطلاق النار وتهيئة الظروف التي تُمكن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير وإقامة الدولة . وأكد أن السلام الحقيقي في الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه بدون العدالة للشعب الفلسطيني الذي انتظر عقودا من أجل إقامة دولته المستقلة . مندوب الجزائر اعتبر القرار جزءا إضافيا من الإطار العام الذي يشكل عقيدة الأممالمتحدة لحل الصراع لذلك يجب قراءة هذا القرار بكامله فملحقه جزء لا يتجزأ منه وعلى جميع الأطراف الالتزام به . وأعرب عن أمله في أن يفتح تنفيذ خطة السلام أفقا حقيقيا للشعب الفلسطيني نحو تقرير المصير وإقامة الدولة . وأضاف أن المطلوب الآن هو إرادة جماعية وصادقة وحاسمة من المجتمع الدولي لتنفيذ الخطة.