أظهر الإقبال الملفت للنّظر على الكتاب في صالون الجزائر الدولي للكتاب الذي اختتمت فعاليته مؤخّرا، أن الكتاب أصبح لدى الكثير من الشباب والمثقّفين كلقمة الخبز لا يمكن الاستغناء عنه، وقد بدا ذلك جليا في اليوم الأخير من المعرض الذي توافد على أجنحته ما يزيد عن مائة ألف زائر، كان لمعظمهم فرصة الاختيار واقتناء ما يريدونه من الكتب المتخصّصة والعامة مع بعض التخفيضات. غير أن هذا لم يكن السبب في تهافت النّاس على الكتاب، فقد كان السبب الرئيسي هو العودة إلى القراءة والاهتمام بالمعرفة وتدعيم المكتبات المنزلية بكتب جديدة تدعّم أهل الاختصاص، خاصّة منهم أصحاب الاختصاصات الأدبية والدينية والاقتصادية. الصالون حسب أهل الاختصاص وجمهور الكتاب يعتبر ناجحا بجميع المقاييس بالمقارنة بما هو موجود وينظّم على المستوى العربي والإفريقي، لكن الذي يعاب عليه بصفة واضحة هو قصر المدّة، حيث لم يتمكّن الكثير من طلاّبنا وأساتذتنا وكلّ مشتغل بالكتاب أن يزور الصالون، زيادة على ذلك وإن كان الأمر لم يطرح بحدّة ارتفاع الأسعار في أيّامه الأولى. غير هذا فإن الصالون كما أسلفنا أظهر مدى تعلّق الجمهور الجزائري بالكتاب وبالمعرفة، وهو ما يدعو مستقبلا إلى مطالبة وزارة الداخلية ومن ورائها الحكومة بضرورة تدعيم الكتاب شأنه في ذلك شأن المواد الغذائية الأساسية، فلا يعقل أبدا أن ندعّم ما يستهلك في أيّام ولحظات ويستفيد منه الغني والفقير، ولا ندعّم ما هو دائم ويفيد كلّ النّاس ولأجيال متعدّدة. هناك آمال معقودة خلال الصالون السابع عشر القادم، حيث نرتقب أن تتحسّن ظروف الاستقبال وتطول مدّة العرض، وأن يكون فوق كلّ ذلك سعر منخفض للكتاب يكون كالخبز في متناول كلّ النّاس ودون استثناء.