حقوقيون صحراويون وأفارقة يُشدّدون: تحرّر إفريقيا لن يكتمل إلا باستقلال الصحراء الغربية أكد حقوقيون صحراويون وأفارقة أن تحرر القارة الإفريقية من الاستعمار لن يكتمل إلا بتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والحرية والاستقلال مبرزين مسؤولية الشعوب الإفريقية في تصفية الاحتلال من آخر مستعمرة في إفريقيا. وخلال ندوة رقمية نظمتها كل من منظمة تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية (كوديسا) حركة عموم إفريقيا اليوم التجمع الدولي للشعوب والتحالف الدولي المناهض للفاشية - فرع جنوب إفريقيا تحت عنوان 50 سنة من نضال الشعب الصحراوي من أجل السيادة وتقرير المصير سلط المشاركون الضوء على تاريخ النضال الوطني التحرري في الصحراء الغربية والعلاقة بين حركات التحرر الإفريقية والنضال الصحراوي كما تمت مناقشة سبل تعزيز حركة التضامن الدولية مع الشعب الصحراوي. وأكد المشاركون أن نضال الشعب الصحراوي هو قضية إفريقية بامتياز وأن الصمت القاري والدولي أمام الاحتلال المغربي يمثل خيانة لميراث حركات التحرر الإفريقية داعين إلى التضامن أكثر مع الحقوقيين الصحراويين ومع الأسرى والمعتقلين السياسيين والصحفيين الذين يواجهون القمع داخل الأراضي المحتلة. وشددوا على أن تحرير الصحراء الغربية ليس مسألة حدود بل مسألة كرامة وهوية ومصير إفريقيا بأكملها منبهين إلى أن الأنظمة الامبريالية العالمية تستعمل النظام المغربي كأداة لتطبيق مشاريعها التوسعية في القارة. وفي مداخلته أكد الكاتب العام لحركة الاشتراكيين في غانا كواسي برات جونيور أن النضال الصحراوي هو الامتحان الحقيقي لضمير إفريقيا المستقلة معتبرا أن كل دولة أو حركة تتجاهل معاناة الشعب الصحراوي تخون مبادئ التحرر الإفريقي . من جهته تطرق رئيس لجنة العلاقات الخارجية في منظمة كوديسا المحجوب مليحة في مداخلته الى جذور المقاومة الصحراوية التي تعود إلى نفس الوعي التحرري الذي غذى ثورات التحرر في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية مشيرا إلى أن الاستعمار الإسباني ثم الاحتلال المغربي لم يكونا سوى استمرارا لمخطط يهدف إلى إبقاء الشعب الصحراوي خارج منطق الدولة والسيادة والكرامة . بدوره ذكر عضو منظمة كوديسا صدام الكتيف أن نضال الشعب الصحراوي هو امتداد طبيعي للحركة الإفريقية المناهضة للاستعمار والإمبريالية مضيفا أن ما تعيشه الصحراء الغربية اليوم ليس سوى حلقة متأخرة من مشروع الهيمنة الاستعمارية في القارة الإفريقية وأن 50 عاما من القمع والنهب والاعتقال والتعذيب لم تنجح في كسر عزيمة الشعب الصحراوي بل زادته صمودا وإصرارا على التحرير . وخلص الحقوقي الصحراوي الى أن إفريقيا لم تتحرر ما دام جزء منها لا يزال تحت الاحتلال وحرية الصحراء الغربية هي الشرط التاريخي لوحدة إفريقيا الحقيقية .