قالوا رغم مرور خمسة عقود على الانسحاب الإسباني قال أساتذة في القانون الدولي وصحفيون أسبان،على أن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ما يزال قائما، رغم مرور خمسة عقود على الانسحاب الإسباني،محذرين من أن الاحتلال المغربي لا يكتفي بنهب الثروات الطبيعية، بل يواصل قمع المدنيين والصحفيين،في ظل صمت المجتمع الدولي وعجزه عن فرض احترام القانون الدولي. وأبرز الأستاذ المختص في العلاقات الدولية بجامعة مدريد وعضو الأكاديمية الأندلسية للتاريخ، خوسيه أنطونيو إيتورياكا، في مقال بعنوان"الذكرى الخمسون لتخلي إسبانيا عن الصحراء الإسبانية" نشره الموقع الإسباني "Sevillainfo"،الواقع القانوني والسياسي الذي تعرفه القضية الصحراوية،وكذا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يمارسها الاحتلال المغربي ضد الصحراويين في الأراضي المحتلة. وأوضح الأكاديمي الإسباني، أن تخلي بلاده عن الصحراء الغربية سنة 1975 شكل بداية مأساة قانونية وإنسانية ما زالت آثارها قائمة إلى اليوم، منتقدا بشدة الموقف الرسمي الإسباني الذي يتغاضى عن حقوق الشعب الصحراوي ويوفر غطاء دبلوماسيا لاحتلال قائم على القمع وانتهاك القانون الدولي. وأشار إلى أن إسبانيا تنصلت من التزاماتها الدولية، حين سلمت الإقليم دون إجراء استفتاء لتقرير المصير، في انتهاك صريح لقرارات الأممالمتحدة ولرأي محكمة العدل الدولية التي أكدت عدم وجود أي روابط سيادة بين الصحراء الغربية والمغرب. شدّد إيتورياكا،على أن الاحتلال المغربي يواصل ممارسة القمع السياسي بحق الشعب الصحراوي، مستغلا الموارد الطبيعية ومتماديا في شبكات تهريب المخدرات، وهو ما يزيد من معاناة السكان اليومية،مؤكدا أن هذه الانتهاكات تبرز الحاجة الماسة إلى دعم حق الصحراويين غير القابل للتصرف في تقرير المصير، باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الظلم واستعادة الحرية والاستقلال. ومن جهة أخرى، تناول مقال آخر بعنوان "الصحراء الغربية:عقود من المقاومة والرقابة واستئناف الحرب" نشرته جريدة "El Salto" الإسبانية، واقع الرقابة الصارمة التي يفرضها الاحتلال المغربي على الإعلام ومنع دخول المنظمات الحقوقية، ما يتيح له إخفاء الانتهاكات وطمس الحقائق. وذكر المقال، أن ستة صحفيين صحراويين يقبعون حاليا في السجون المغربية بسبب كشفهم عن ممارسات الاحتلال ضد المدنيين، مؤكدا أن القمع الممنهج ضد الصحفيين والنشطاء المدنيين ما زال متواصلا بهدف فرض التعتيم الكامل على الأحداث ومنع وصول الحقيقة إلى الرأي العام. ولفت المقال،إلى أن الشعب الصحراوي لا يزال متمسكا برفض الاحتلال ومؤمنا بحقه في تقرير المصير والاستقلال،مستذكرا انتفاضة الاستقلال سنة 2005 ومخيم أكديم إيزيك عام 2010 الذي جمع أكثر من 30 ألف صحراوي في ثمانية آلاف خيمة على مدار 28 يوما، كأحد أبرز أشكال العصيان المدني السلمي. خالد محمودي