يهوى كثير من الجزائريين ممارسة مختلف أشكال الرياضة، خاصة رياضة المشي، والركض، وكمال الأجسام وغيرها، والجميل في الأمر فعلا، أن ممارسة الرياضة في الجزائر، لا تقتصر على فئة الشبان والمراهقين فحسب، وإنما تمتد لتشمل فئة الكهول والمسنين، وأحيانا تقتحم المرأة كذلك هذا المجال· الحديث هنا هو عن ممارسة الرياضة كهواية، وكسلوك صحي، يجدر بالكثيرين التمسك به وعدم إهماله، وليس ممارستها كتخصص أو كمهنة، وإذا كانت بعض السيدات يلجأن إلى ممارسة أنواع الرياضة هذه، على مستوى صالات الجيم والإيروبيك التي عرفت انتشارا واسعا في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، فإن نظرائهن من الرجال، يفضلون الفضاءات المفتوحة التي تضمن لهم حرية أكبر، ومساحة أوسع، وتكاليف أقل، لكن كثيرين يخطئون في اختيار هذه الفضاءات، فيتجهون إلى بعض الأماكن التي تصلح لكل شي إلا لممارسة الرياضة، وعلى رأسها الطرق السريعة· ويمكن أن يكون الكثيرون قد لاحظوا هذه الظاهرة، أي انتشار الرياضيين، أو بالأحرى المواطنين الممارسين للرياضة على حواف الطرق السريعة، في مشهد متناقض للغاية، الرياضة، كأرقى وأسمى سلوك صحي وحضاري يمكن أن يمارسه الإنسان، في مكان يفتقر لأبسط الشروط الضرورية لممارسة الرياضة، وعلى رأسها الهواء النقي والهدوء الذي يمكن من الراحة والاسترخاء، لتصبح النتيجة عكسية تماما، فبدل أن يملئ الرياضي صدره ورئتيه بهواء منعش، صحي، عليل، ونقي، يملؤهما بدخان السيارات وبالغبار المتطاير، مع كل ما يعقب ذلك من ضجيج وحركة وأصوات مزعجة للمركبات، ناهيك عن خطر أكبر يهدد هؤلاء الرياضيين الذين اختاروا التصرف الصحيح في المكان الخاطئ، وهو حوادث المرور، خصوصا إذا ما علمنا أن بعض الرياضيين، وخصوصا من الشباب، يلجؤون إلى استعمال سماعات الأذن الموصولة بالهواتف النقالة، لسماع الأغاني والموسيقى، اعتقادا منهم أنهم يبتعدون عن جو الفوضى والضجيج· في هذا الإطار، يقول أحد الشبان من الحراش الذي اعتاد رفقة بعض أصدقائه على الخروج خلال بعض أمسيات الأسبوع، أو بعد ظهيرة الجمعة، إلى الطريق السريع بالمحمدية لممارسة الرياضة، أنهم لا يجدون مكانا آخر يتجهون إليه، فأغلب صالات الرياضة تكون مرتفعة الثمن، بالإضافة إلى اكتظاظها الكبير، كما أن بعض الغابات كغابة بوشاوي بعيدة عن استطاعتهم، لأنهم لا يملكون وسيلة نقل خاصة كسيارة مثلا، وبالتالي فليس هنالك من حل إلا الطرق السريعة التي تضمن لهم مسافة طويلة يركضون فيها، ويمشون ويمارسون مختلف التمارين الرياضية الأخرى، ولو أنهم يدركون أن الجو غير صحي تماما، لكنهم لا يملكون خيارا آخر يلجؤون إليه عدا ذلك· ويؤكد الخبراء أن ممارسة رياضة المشي 30 دقيقة يومياً تساعد القلب في ضخ المزيد من الدم إلى باقي أعضاء الجسم، وممارسة رياضة المشي في الهواء الطلق أفضل للجسم والصحة لأنها تمنح الرياضي المزيد من الراحة وتسهم في تنشق هواء نقي ومنعش، أما رياضة الجري أو الركض تزيد نسبة حرق الأوكسيجين، مما يحسّن اللياقة البدنية، وخصوصاً صحة القلب، هذا إلى جانب الكثير من الفوائد الصحية الأخرى للرياضة التي بقي من أهم شروطها اختيار المكان الأنسب لممارستها·