قرّرت أول أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة تأجيل الفصل في قضية بارون مخدرات متورّط بتهمة تمويل جماعة إجرامية من خلال تزويدها بمادة الكيف المعالج ويتعلق الأمر بالمسمى «س.س.ع.ا» المعروف باسم السعيد «التيارتي» الذي ألقت عناصر الأمن التابعة لمصلحة الشرطة القضائية بعنابة القبض عليه مؤخرا بعد أن كان في حالة فرار نظرا لتورطه في قضية تمويل جماعة إجرامية مع المتاجرة في القنب الهندي، خاصة وأن اسم هذا البارون قد جاء على لسان العديد من المتهمين الذين مثلوا أمام هيئة محكمة الجنايات خلال الدورة الماضية وبالتحديد في يوم 20 فيفري المنصرم أين توبعوا بارتكاب جناية المتاجرة وتخزين المخدرات بطريقة غير مشروعة التي تورطت فيها جماعة إجرامية منظمة ويتعلق الأمر بكل من «ا.ط» ،»ر.م»، «ب.ص» مع «ب.س» ب.ر» و»س.س.ع.ا« كذلك، كما وجهت لهم تهمة عرقلة الأعوان المكلفين بمعاينة جرائم المخدرات أثناء ممارسة وظائفهم، وفي سياق متصل تعود حيثيات القضية إلى تاريخ 13/08/2015 حين تلقى أفراد فرقة مكافحة المخدرات التابعون لأمن ولاية عنابة معلومات تفيد بمتاجرة المتهم «ا.ط» في المخدرات، وهو ما جعل عناصر الشرطة تتحرك وتقوم بفتح تحقيق معمق حول القضية وتضع خطة محكمة للإطاحة به، وذلك عن طريق ترصد تحركاته ومراقبة منزله الكائن بخرازة، قبل أن تقرر المصالح الأمنية اقتحام المنزل تلك الليلة لتتفاجأ باعتراض المتهم لطريقهم حيث استعمل في عملية مقاومته لهم قارورة غاز رشّ بها أفراد الشرطة وأراد منعهم من دخول «الفيلا» في واقعة أشبه بما نراه في الأفلام الهوليودية، غير أن حنكة عناصر الأمن آلت إلى تمكنهم من السيطرة على الوضع والقبض على المتهم، هذا وقد عثرت مصالح الأمن أثناء تفتيشها المنزل على كمية معتبرة من المخدرات تمثلت في 11 كلغ و900 غ من الكيف المعالج كانت مخبأة في الطابق الثاني للمنزل إضافة إلى قطعة بوزن 10غ مرمية في ساحة المنزل، كما ضبطت عناصر الشرطة خلال عملية فحصها لأرجاء المبنى قطعة أخرى من السموم كانت موضوعة فوق تلفاز في غرفة بالطابق الثالث بها المتهم «ب.ص» والمتهمة «ب.ر «، ومزاولة لعملية التفتيش وجدت مصالح الأمن شخصان من جنسية إفريقية يقيمان بطريقة غير شرعية ويختبئان بإحدى غرف الفيلا، مما جعل العناصر الأمنية تقبض عليهم جميعا وتنقلهم إلى مركز الشرطة لاستكمال التحريات، حيث تم سماع المتهم الرئيسي «ا.ط» الذي صدرت في حقه الكثير من أوامر القبض من قبل والمدان من طرف محكمة الجنايات بعقوبة 12 سنة سجنا نافذا، الذي صرح لمصالح الضبطية القضائية بأنه قام فعلا بالامتناع عن فتح الباب لأفراد الشرطة وأعترضهم أثناء مداهمتهم للمنزل، كما اعترف بملكيته للمخدرات المضبوطة في شقته، كاشفا بأنه تحصل عليها من المتهم «ر.م» الذي يعرفه منذ 15 سنة وبدأ معه بتخزين المخدرات منذ عام و نصف مقابل مبلغ 1000 للكلغ الواحد لكل ليلة، ليضيف هذا الأخير بأنها المرة الثانية التي أحضر فيها «ر.م» له كمية المخدرات، نافيا من جهته علاقة باقي الأطراف المقبوض عليهم بالقضية، فيما نفى المتهم «ر.م» رفقة باقي المتهمين التهمة المنسوبة إليه وأكد أنه فعلا سبق له التعامل في المخدرات وغادر حيّزها بعد أن سجن بسببها لمدة 8 سنوات في تونس، مشيرا بالعلاقة التي تربطه بالمتهم الرئيسي منذ 20 سنة، الذي إقترح عليه في العديد من المناسبات المتاجرة بالمخدرات ورفض، ومن جهة ثانية فقد أكد هذا الأخير معرفته بباقي الأفراد المضبوطين في المنزل ليذكر بأنهم كانوا يجتمعون في منزل «ا.ط» من حين لآخر لتناول العشاء والسهر بتدخين لفائف الحشيش مع شرب الخمر في حين أكد بأن المتهم «ا.ط» و»ب.ص» هم من يتاجران في المخدرات، حيث كان المتهم «ب.ص» يجلب المخدرات إلى «ا.ط» لتخزينها في منزله في سيارة المتهم «ب.س»، وأن المتهم «س.س.ع.ا» المدعو السعيد التيارتي هو الممول الرئيسي لهذه الجماعات بالمخدرات، وفي سياق متصل كشفت المكالمات الهاتفية تنقل المتهم «ب.ص» إلى مدينة تيارت بتاريخ 04/08 2015 وعاد منها إلى عنابة في اليوم الموالي، كما أثبثت التحريات بأن بارون المخدرات «س.س.ع.ا» هو فعلا من كان يزود أفراد الجماعة بمادة الكيف المعالج، ليصبح بعدها محل بحث الجهات الأمنية والقضائية التي لم تتمكن من إلقاء القبض عليه إلى غاية الأسابيع القليلة الماضية أين تمكنت مصالح أمن عنابة من تقفي أثره وإعتقاله وتقديمه إلى العدالة قبل أن تقرر محكمة الجنايات مساء أول أمس تأجيل الفصل في قضيته إلى غاية الدورة الجنائية المقبلة.