قررت نهار اليوم محكمة الجنايات الابتداءية لدى مجلس قضاء تيزي وزو تاجيل محاكمة المتهم باختطاف رجل اعمال معروف في ولاية تيزي وزو . و نطق رءيس الجلسة بهذا التأجيل إثر الطعن بالنقض الذي تقدم به المتهم أمام المحكمة العليا في قرار غرفة الاتهام الذي يحيله إلى محكمة الجنايات بمجلس قضاء تيزي وزو و قرر رءيس الجلسة تأجيل المحاكمة إلى غاية فصل المحكمة العليا في الطعن بالنقض لكن بدون تحديد تاريخ استئناف المحاكمة.وكما تجدر اليه الاشارة فانه تعود احداث هذه القضية وحسب ما جاء في قرار الاحالة الى سنة 2005عندما أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وزو، خلال تلك الفترة وخلال جلساتها الجنائية العادية الحكم بعقوبة الإعدام غيابيا في حق الارهابي عكرمة رفقة شريكه وهما إرهابيان ينشطان في صفوف سرية الانصار ، التابعة لتنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي واللذين قاما باختطاف رجل اعمال معروف في ولاية تيزي وزو مع تسديد فدية للإرهابيين ليطلق سراحه سالما.وقائع القضية، استنادا إلى ما ورد في قرار الإحالة الذي أصدرته غرفة الاتهام لدى مجلس قضاء تيزي وزو، تعود إلى يوم 26 أفريل 2006، حيث تقدم الضحية أمام مصالح الضبطية القضائية لأمن دائرة أزفون من أجل التبليغ عن حاجز أمني مزيف، متبوع بالاختطاف. وأكد أنه بتاريخ 25 أفريل، وفي حدود الساعة السابعة مساء وعند مغادرتهما لمدينة أزفون على متن حافلة، تمّ توقيفهما من قبل جماعة مسلحة متمركزة على حافتي الطريق، يتراوح عددهم من 8 إلى 10 أشخاص، مرتدين الزي الرسمي للجيش الوطني الشعبي، فتم إنزالهما من الحافلة واستفسارهما عن هويتهما، وأثناء تعرضهما للتفتيش من طرف تلك الجماعة، شاهدا سيارتين قادمتين من الاتجاه المعاكس، إحداها ملك للضحية التي تعرضت لعملية الاختطاف ، فقاموا بإيقافه واقتياده في اتجاه مجهول. وخلال استجوابه من طرف رئيس الجلسة، أكد الضحية ، أنه يوم 25 أفريل 2006، في طريق عودته إلى منزله الكائن بأزفون على متن سيارته ولما بلغ المكان المسمى ايسوماتن، تفاجأ بحوالي 12 فردا يرتدون الزي العسكري مسلحين برشاشات من نوع كلاشنكوف يقفون على حافتي الطريق ويتولى بعضهم تفتيش حافلة لنقل الركاب، قادمة من أزفون، فأشار إليه أحدهم بالتوقف وسأله عن اسمه فأخرج قصاصة ورق وعلم لاحقا بأنها تتضمن رقم تسجيل السيارتين، ثم أمروه بالنزول من سيارته ولما رفض أسرع نحوه إرهابي وبيده مسدس وصوبه إلى رأسه وألح عليه بالنزول، ثم أركبوه في سيارته ووضعوا قناعا على وجهه وانطلقوا بسيارته من الجهة التي قدم منها. وأكد الضحية أنه قضى مع الإرهابيين خمسة أيام وأكد له أحدهم بأنهم اختطفوه من أجل الحصول على الفدية وأنهم هاجموا فرقة الشرطة القضائية بتڤزيرت وأظهر له أحدهم رشاشا استولوا عليه، وأن جماعتهم هي التي فجرت فرقاطة تابعة للبحرية بميناء دلس، باستخدام قنبلة، وأنهم هم من اختطف مالك إحدى الحانات بتڤزيرت ولم يطلقوا سراحه إلا بعد الحصول على فدية. وأكد الضحية من جهة أخرى، أنه علم بتفاصيل المفاوضات بين الإرهابيين وأشقائه والذين دفعوا للإرهابيين مبلغ مالي معتبر كفدية مقابل إطلاق سراحه سالما. ومن جهة اخرى فان عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي خلال العشرية السوداء اعتمدت على خطة جديدة لضمان تمويل عملياتها الإرهابية بابتزاز العديد من رجال الأعمال و المستثمرين الناشطين في مختلف الميادين الاقتصادية بتراب الولاية تيزي وزو.و حسب نفس المصادر أن تنظيم القاعدة قام في العديد من المرات بإرسال تهديدات بالقتل للعديد من رجال الأعمال و المستثمرين، مطالبة إياهم فيها بالرضوخ و الامتثال لأوامرها القاضية بدفع مبالغ مالية خيالية في نهاية كل عام تصل إلى حدود 500 مليون سنتيم إن أرادوا المحافظة على حياتهم و حياة أفراد عائلاتهم. هذه الخطة الجديدة التي مرت إليها عناصر تنظيم القاعدة حسب نفس المصادر تأتي بالدرجة الأولى من أجل ضمان مداومة تمويل مختلف عمليات الجماعات المسلحة التي تنشط انطلاقا من غابات الولاية. هذه العملية تأتي في سياق آخر امتدادا لعملية " الجزية " التي كان يمارسها عناصر الجماعة السلفية للدعوة و القتال على مستوى العديد من مزارع الناحية الشرقية لولاية بومرداس، بحيث كان الإرهابيون يمرون بصفة دورية على جميع مالكي الحقول الزراعية لجمع مبالغ الجزية، و لكون أنه من الصعب على نفس العناصر المتواجدة بتراب تيزي وزو من تطبيق نفس العملية على مواطني الولاية، قرر عناصر التنظيم المرور إلى عمليات الاختطاف و التي قامت بتنفيذ ما يزيد عن 23 عملية اختطاف من أفريل 2006 و إلى غاية نهاية 2007. هذه العمليات التي يتم فيها استهداف العديد من رجال الأعمال و المستثمرين بالولاية، تم تدشينها في أواخر أفريل 2006 عندما تم اختطاف رجل اعمال معروف في ولاية تيزي وزو والذي اختطفته مجموعة مسلحة في طريق عودته ليلا إلى منزله، و الذي تم إطلاق سراحه بعد أيام مقابل دفع فدية هذه السلسلة من الاختطافات تواصلت عبر الوقت الواحدة تلو الأخرى و شملت العديد من أبناء المستثمرين و الأثرياء من المنطقة، لتدخل منطقة القبائل في دوامة كبيرة من الرعب و الخوف أثرت سلبا على نفسيات العديد من المستثمرين بالولاية،.