''التكوين من أهم إنشغالاتنا لأنه الأٍرضية الصلبة التي ستساهم في خلق جيل جديد''

عبد القادر بوعزارة محافظ المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية ل ''صوت الأحرار'':

تنطلق سهرة اليوم الخميس بالخيمة العملاقة التي تتسع ل1200 متفرج بساحة قصر الثقافة مفدي زكرياء فعاليات الطبعة الخامسة للمهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية وفي لقاء مع « صوت الأحرار « كشف المحافظ والمايسترو عبد القادر بوعزارة بابتسامته المعهودة عن تفاصيل الموعد الفني الذي وصفه ب «الأولمبياد الموسيقى الصغير» كما تناول برنامج الطبعة وخصوصياتها وسلسلة التكريمات والورشات التكوينية ، برنامج السهرات الفنية التي تشارك في إحياؤها 20 دولة من أعرق الفرق المختصة في الموسيقى السيمفونية .
هل تأكدت مشاركة الأوركسترا السيمفونية السورية في المهرجان ؟
¯ مشاركة الأوركسترا السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان مؤكدة إلى غاية الساعة حيث لم أتلق أي إتصال من الجانب السوري من أجل إلغاء المشاركة لكنني متخوف بسبب تطورات وتعقيدات التحقيق الدولي في ملف السلاح الكيماوي في سوريا وما أتمناه هو مشاركة الفريق معنا لأن الموسيقى هي لغة العالم والسلام
هل ستشارك مصر في هذه التظاهرة الدولية ؟
¯ لقد أن كان مقررا مشاركتها كمرحلة أولى للأسف ستغيب الأوركسترا السيمفونية المصرية عن الطبعة الخامسة للمهرجان بسبب التطورات الحاصلة في المشهد السياسي والأمني في مصر .
وماذا عن المشاركة عن المشاركة العربية؟
¯ حضور ثلاثة تشكيلات موسيقية عربية من سوريا والعراق وتونس فالجوق السيمفوني التونسي بقيادة حافظ مقني ، الجوق السيمفوني الوطني العراقي بقيادة محمد أمين عزت ، الاوركسترا السيمفونية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان
وخارج الدول العربية أي الأوروبية وأمريكا اللاتينية ؟
¯ فرق من جنوب إفريقيا ، ألمانيا، النمسا،الصين وبلجيكا التي ستكون حاضرة لأول مرة و فينلندا ، اليابان، المكسيك، ايطاليا وسويسرا، السويد، تشيكيا، تركيا ستشارك أيضا فرق موسيقية أوروبية في هذه الطبعة على غرار «الرباعي بوغيما» من روسيا و»الثنائي البولندي» والجوق الموسيقي ل»راديو أوكرانيا» و الجوق الملكي ل»دار الموسيقى لفالونيا» بلجيكا التي تشارك لأول مرة وستكون الصين وجنوب إفريقيا والمكسيك وتركيا حاضرة بتشكيلات موسيقية ستحيي حفلات طيلة 9 أيام تقدم فيها وصلات موسيقية عالمية.
ما هي خصوصيات وجديد الطبعة الخامسة للمهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية ؟
¯ الدورة الجديدة للمهرجان ستعرف مشاركة أكثر من 20 فرقة موسيقية تمثل 20 دولة من القارات الأٍربع وبالتالي تشمل المشاركة الدول الغربية والعربية والآسيوية وستشارك دولة بلجيكا لأول مرة وهي إضافة لإثراء هذا الموعد الموسيقى الدولي وتطعيمه بتجارب جديدة وأؤكد أن تحقيق المستوى العالي الجيد هو ما نصبو إليه وهو الهدف الذي نطمح إليه منذ الطبعة الأولى حيث أصبح المهرجان بمثابة أولمبياد مصغرة يلتقي فيها كبار المختصين في مجال الموسيقى السيمفونية وفرصة للجمهور المتذوق لهذا النوع الموسيقي العالمي إكتشاف أهم الأسماء الفنية والموسيقية .
ما هي معايير إختيار دولة التشيك ضيفة شرف الدورة الخامسة للمهرجان ؟
¯ إختيارنا لتكون دولة التشيك ضيف شرف الطبعة الخامسة للمهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية هو تكريم لهذه المدينة التي يحج إليها كل باحث عن المجد في الموسيقى الكلاسيكية وتاريخيا فإن المرور عبر عاصمة التشيك من أجل الحصول على الإجازة والشهرة ضرورية لتصبح معروفا في المحافل الموسيقية العالمية كما نحتفل بالذكرى ال50 للعلاقات الديبلوماسية الثنائية بين الجزائر والتشيك وبالتالي إختيارنا كان مدروسا وعقلانيا لتثمين العلاقات وبعث سبل التعاون وللتذكير ستحيي الأوركسترا السيمفونية الوطنية لجمهورية التشيك السهرة الافتتاحية للمهرجان رفقة الجوق الموسيقي الوطني تحت قيادة رئيسه حسان العربي وهو من أكبر الموسيقيين الجزائريين في الخارج ويسجل عودته إلى وطنه
هل تم تخصيص ورشات للتكوين والأقسام المتخصصة ؟
¯ التكوين هو من أهم إنشغالاتنا لأنه الأٍرضية الصلبة التي ستساهم في خلق جيل جديد من ممارسي هذا اللون الموسيقى الذي يستقطب سنويا الكثير من المتفرجين حيث لم يصبح الجمهور نخبويا فقط بل طال كل الشرائح حيث أن الأوركسترا تتكون من قرابة ستين موسيقيا جزائريا محترفا، تكونوا في مدارس جزائرية أخرى وأجنبية، وأكثرهم من الشباب وأشير أنه لتكوين موسيقي في فن الأوركسترا السيمفونية الوطنية يتطلب ذلك ست سنوات وبعد عشر سنوات من التكوين يمكن له أن يلتحق بالاركسترا كمتربص، أنه من الصعب جدا تكوين الموسيقيين والفنانين بصفة عامة وبخصوص الورشات التكوينية تم تخصيص ورشتين لفائدة طلبة المعهد الوطني العالي للموسيقى والكورال التابع لها و يؤطرها الأستاذ عبد العزيز حمولي خريج المدرسة الروسية وقائد كورال السيمفونية الوطنية الجزائرية والأستاذة ألا تشايكو من دولة أوكرانيا .
لماذا تغيير مكان تنظيم المهرجان ونقله من المسرح الوطني الجزائري نجو قصر الثقافة مفدي زكرياء ؟
¯ إحياء هذه الطبعة الجديدة بقصر الثقافة مفدي زكريا عوض المسرح الوطني محي بشطارزي جاء تلبية لطلبات المتفرجين الذين أصبحوا يتوافدون بإعداد كبيرة ومتزايدة سنويا لمتابعة سهرات الموسيقى السيمفونية وبالتالي السماح لأكبر عدد من محبي هذا النوع من الموسيقى العالمية للتمتع بمختلف العروض الفنية التي ستقدمها الفرق المشاركة ، وتم تنصيب خيمة ضخمة تتسع ل1200 متفرج بساحة الهواء الطلق بقصر الثقافة وأٍدنا أن نخلق أجواء رائعة حيث تطل الفضاء على خليج الجزائر وغابة الأقواس وقصر الثقافة كمسرح كبير لإحتضان الفعل الثقافي كما لبينا طلب الفنانين والموسيقيين المشاركين وهم ذوي صيت عالمي لتنظيمه في شهر سبتمبر وليس كما جرت العادة ديسمبر بالمسرح الوطني الجزائري إلى ساحة الهواء الطلق بقصر الثقافة كما أنه تم تمديد المدة الزمنية للمهرجان إلى يوم ليصبح 8 أيام بدلا من 7 أيام وذلك حتى يتسنى للموسيقيين ضيوف الجزائر أن يقدموا أحسن ما لديهم.
وماذا عن سلسلة التكريمات ؟
¯ الموسيقيين الجزائريين، الذين أعتبرهم ضمير الأمة وقلبها والتكريم أقل إلتفاتة للفنانين والموسيقيين الذين عانوا الأمرين خلال مرحلة الإرهاب والأزمة في التسعينيات لأنهم عاشوا فترة عصيبة للغاية ومررنا بها كفنانين وموسيقيين، من ومع ذلك بقينا قريبين من الناس، لندخل الفرحة ، كنا دائما موجودين وأبلغنا الجزائريين رسالة عميقة وهي أن الثقافة هي الأصل وهي الشيء الجميل الذي سيبقى بعد تلك العاصفة في عز الأزمة، قررت الجولة كما أن هذا الموعد أضحى موعد دولي هام بالنسبة لكبار الموسيقيين العالميين وسيشهد الموعد تكريم الموسيقيين حسن لونيس وجمال غازي نظير جهودهما في خدمة الموسيقى الجزائرية.
هل حقق المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية هدفه ضمن أجندة المهرجانات الدولية ؟
¯ المهرجان وهو يشعل شمعته الخامسة يحمل رسالة سلام ومحبة من الجزائر إلى كل دول العالم ويجتمع فيه عصارة ونخبة الموسيقى السيمفونية في العالم ، بالتأكيد أصبح المهرجان بمثابة «الأولمبياد الموسيقية المصغرة «، تحمل الكثير من الأبعاد الثقافية العميقة بين دول العالم، كما أن هذا التجمع الموسيقي الفني الراقي سيدفع بالأوركسترا السيمفونية الجزائرية إلى التألق في أكثر من جوانب، خصوصا من خلال التفتح على الآخر الذي يفتح لها أبواب التميّز كما أن الموسيقى رسالة المشاعر و الأفكار، و لغة البشرية جمعاء، ولغة السلام بها تستطيع كل الشعوب أن ترتقي بالعلاقات الإنسانية الراقية و العالم بلا موسيقى هو عالم بارد وباهت يعاني الخواء الروحي، أما الموسيقى السيمفونية فهي علم مختص يتطلب المرور بالعديد من المراحل التعليمية.
عودة قوية للأوركسترا السيمفونية الوطنية في الساحة الفنية من خلال جولالتها ؟
¯ منذ سنة 2001 وهو تاريخ تسلمي إدارة الأوركسترا السيمفونية الوطنية وأنا أعمل بجد وبكل ما بوسعي لتطوير هذه المؤسسة ، وأشكر دعم وزيرة الثقافة خليدة تومي التي أعطت لنا فرصة القيام بجولات وطنية عديدة بداية منذ سنة ,2004 وأيضا خارج الوطن كما تم إفتتاح أكثر من 40 فرع للأوركسترا عبر التراب الوطني وذلك بفضل إرادة الدولة ودعمها للفعل الثقافي والفني من أجل الرفع بالذائقة الفنية وتمكين عشاق الموسيقى السيمفونية من الإستمتاع بأكبر الفرق الموسيقية و أصوات التينور والأوبرا كما أنشأت الأوركسترا الوطنية كورال جديد، يضم أصوات مميزة وقوية من الشباب مبني على أسس علمية وأكاديمية بقيادة عزيز حمولي، وهو متخصص في الكورال وحاصل على ماجستير من روسيا في قيادة الكورال وأعمل واستمرارا لجهود من سبقوني لتثمين الموسيقى الكلاسيكية ، وأسعى إلى اللحظة إلى تطوير وترقية الأوركسترا، التي اتسعت فيها التركيبة الفنية للموسيقيين، وأحاول ضبط برامج للإكثار من الحفلات عبر التراب الوطني، كما نحاول تخصيص جزء لإحياء التراث الجزائري الأصيل لإدراجه ضمن قائمة الموسيقى العالمية.
هل إستطاعت الأوركسترا السيمفونية الوطنية أن تصنع بصمة جزائرية خالصة؟
¯ الأوركسترا السيمفونية الجزائرية من بين الأوركسترات القليلة في العالم التي ركزت على موسيقاها المحلية وخصوصياتها الإيقاعية لإعطائها الصبغة الأكاديمية السيمفونية العالمية، واستطعنا في وقت قصير بفضل التحدي وحب الموسيقى أن نجمع العديد من المقطوعات في شكل ألبوم متكون من خمس سيديهات فيها روائع الموسيقى الجزائرية بطابع سيمفوني، أي يمكن لكل موسيقي محترف أن يعزف هذه الموسيقى بسهولة بعد أن تم حفظ ذاكرتها بتدوينها وكتابة نوتاتها الموسيقية، وأعتز بوجودي على رأس هذه المؤسسة التي تعد واحدة من الإنجازات الكبيرة التي حققتها الجزائر المستقلة، ، لأن شعارنا هو الاحترافية في خدمة الثقافة.
وماذا عن برنامج السهرة الختامية للمهرجان ؟
¯ سينشط السهرة الختامية للمهرجان جوق دولي متعدد الجنسيات تحت قيادة فلودومير تشايكو وسيكون مشكلا من موسيقيين من الجوق الوطني إلى جانب نظراءهم من الصين والعراق وأوكرانيا وتونس وبالموازة مع الحفلات الفنية, خصص القائمون على المهرجان أقسام تكوينية ينشطها مختصون في الموسيقى الكلاسيكية بالمعهد العالي للموسيقى بالعاصمة والمهرجان فرصة لتفعيل فرص التبادل والتفاعل بين الفنانين الجزائريين والأجانب.