أكد الدكتور المختص في علم الاجتماع محمد طيبي، أن المسوقين لفكرة الفوضى بعد الانتخابات الرئاسية تعتبر إستراتيجية تخويف وتهديد للنظام الرسمي، قائلا إن هؤلاء غير قادرين على الارتقاء إلى تصور مشاريع سياسية مقنعة وغير قادرين على تجنيد أكبر عدد من المناصرين بطرق سلمية وإقناع ثقل شخصيتهم كقادة، حيث وصفهم ب »اللاعبين الجدد« الغارقين في وحل العمالة لمخابر أجنبية وجهوية، مضيفا أن الشعب الجزائري لن ينساق وراء هذه الدعوات الرامية لزعزعة استقرار وتفكيك البلاد واغتصاب سيادتها. قال الدكتور محمد طيبي أستاذ علم الاجتماع والباحث السوسيولوجي طيبي في تصريح ل » صوت الأحرار «، إن الدعوة إلى خلق الفوضى والعنف يعتبر سلاح من لا يمتلكون أدوات البديل في السياسة الداخلية وغير قادرين على الوصول إلى السلطة بطرق شرعية، وهو السبب الذي يدفعهم إلى الإستنجاد بالدعم الخارجي وخاصة ذوي السوابق التاريخية المشبوهة، وأضاف أن هؤلاء هم أنصاص الجنسية والسابحون في شهوات الغرب ولا يتذوقون الجزائر ولا يبالون بها بحيث لا يقلقهم انهيارها، واصفا إياهم ب » اللاعبين الجدد « الغارقين في وحل العمالة لمخابر أجنبية وجهوية، وقال إن هذا ينطبق على المعارضة العربية تقريبا. كما أوضح الدكتور أن تسويق فكرة حدوث ووقوع الفوضى بعد الانتخابات الرئاسية بذريعة التزوير والتشكيك في نزاهة نتائج الصندوق، تعتبر إستراتيجية تخويف وتهديد للنظام الرسمي الجزائري، كما تعتبر - حسبه- تهيئة أجواء لصناعة فوضى محتملة، كما أضاف أن من يحذر من الفوضى قد يكون من منطلق حرصه على البلد وهناك آخرون يحذرون منها وكأنهم يريدونها، مشيرا إلى أن الشعب الجزائري لن يقوم بالفوضى بحيث سيكون أول من يقاومها، وأشار أنه في حالة حدوث ذلك فهذا يعني أن هناك تدبير مسبق لانقلاب سياسي في الجزائر مخطط له وبالتالي إعلان حرب في البلاد، مما سيجهض كل المشاريع الديمقراطية التدريجية في البلاد، كما أن المراد منها حسب محدثنا، تفكيك الجزائر بهذه التخويفات واغتصاب سيادتها ونهب خيراتها وتدمير شبابها وبالتالي إجهاض ما تم بناؤه وانجازه خلال 15 سنة مضت.وعلق الدكتور والأستاذ علم الاجتماع والباحث السوسيولوجي على المترشحين الذين راهنوا على ضعف نسبة المشاركة خلال الاستحقاق القادم، قائلا إن العزوف عن المشاركة سيخدم أطرافا من حيث المشروع من منطلق أن منصب الرئيس سيصبح غير قوي وتزعزع صورة الديمقراطية كما ستفتح آفاق المعارضة المقبلة، واعتقد أن نسبة المشاركة في الانتخابات ستكون جد كبيرة بالنظر إلى أجوائها بحيث يحتمل إن تصل إلى 70 بالمائة، مرجعا ذلك إلى وعي الرأي العام، مشيرا إلى أن نسبة المشاركة في المدن الكبرى لن تكون قوية مقارنة بالجزائر العميقة، حيث أرجع السبب إلى عدة عوامل تتعلق بمدى تعليق آمال كبيرة على المترشحين، كما أن الجزائريين معروفين بالوطنية وردة فعل اتجاه كل من يريد التربص بوحدة البلاد وهم مستعدون للدفاع عنها يقول طيبي. كما توقع الباحث السوسيولوجي أن تكون نسبة التصويت خلال الاستحقاق القادم عالية بالنسبة للشباب لاسيما المؤطرين علميا وسياسيا، كما أضاف محدثنا إنه من المتوقع جدا أن تكون نسبة عالية من المشاركة لفئة النساء انطلاقا من ملاحظتي للميدان وهذا راجع لتمسكهم القوي بالرئيس الذي عمل على تطوير وترقية مكانة المرأة في المجتمع خاصة وأن النساء يعرفن بثقافة الولاء.