نفى رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد، وجود فتور في العلاقات مع الجزائر بسبب إعلان تونس حليفا غير عضو في حلف شمال الأطلسي »الناتو«، وفق ما روجته بعض وسائل الإعلام، قائلا التنسيق الأمني بين البلدين مثالي، وتحدث عن وجود تعاون متقدم بهدف حماية الحدود المشتركة بينهما. خرج رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد خلال لقاء تلفزيوي مع القناة الوطنية "حكومية"، بثته مساء الثلاثاء، عن صمته للحديث عن العلاقات الجزائريةالتونسية مؤخرا، نافيا أن يكون الإتفاق الأمني الأخير الذي وقعته تونس مع حلف الناتو خلال الزيارة الأخيرة التي قادت رئيس الجمهورية التونسية باجي قايد السبسي إلى واشنطن، قد سبب حساسية كبيرة بين البلدين مما أزعج الأطراف الجزائرية على اعتبار أن تونس قامت بهذه الخطوة دون مراعاة رأي الجزائر في هذا المجال حسبما روجته مختلف وسائل الإعلام. وقال الحبيب الصيد في هذا السياق، أن التنسيق الأمني بين الجزائروتونس مثالي، معلنا عن وجود تعاون متقدم بهدف حماية الحدود المشتركة بينهما، ويأتي هذا التصريح في ظل الحديث عن امكانية إقامة قاعدة عسكرية ل "ناتو" في المنطقة بعد أن فاوضت تونس على أمنها، حيث ستكون تونس بموجب هذه الاتفاقية تحت حماية حلف الناتو بالرغم من أنها لم تستفد من صفة العضو الكامل في حلف الناتو. ومن جهة أخرى تعمل الجزائر على عدم دخول قوات أجنبية للمنطقة، حيث عملت على تقوية التبادل الأمني مع تونس وتعمل على وأد الفتنة في ليبيا، كما أنها تحارب الجماعة الإرهابية على الحدود وتسعى إلى التسوية في مالي للحيلولة دون خلق بؤرة توتر جديدة في المنطقة، وبالتالي تكون تصريحات رئيس الحكومة التونسية قد كذبت كل الإحتمالات حول خلق تحالف مع الغرب في حالة سيطرة الجماعات المتطرفة على المنطقة خاصة تلك الصاعدة من ليبيا، وهو الأمر الذي ترفض الجزائر بكل الطرق أن يكون بالمنطقة. وكان قد شدد رئيس حركة النهضة التونسية، القوة السياسية الأولى في تونس، راشد الغنوشي، على ربط العلاقات مع الجزائر وليس الناتو، معتبرا العلاقات الثنائية أكبر من أن تتأثر بأي اتفاق تعقده تونس مع أية جهة كانت، حيث قال راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية في تصريحات سابقة، إن علاقات بلاده مع الجزائر "علاقات استراتيجية متينة، وراسخة، وأعمق من أن تتأثر بأي اتفاق تعقده تونس مع أي جهة كانت".