«طالب الدكتور العلامة التواتي بن التواتي، من أعلام الأغواط الأصليين، في رسالة وجّهها إلى علماء واد ميزاب مالكية وإباضية وإلى عقلا المنطقة على اختلاف طبقاتهم، ب»التدخّل العاجل، باسم هذا الشّهر الكريم، لحقن دماء المسلمين في غرداية«، ودعا أهل القرارة وواد ميزاب إلى العودة إلى رشدهم »وتأخذوا بيد من فعل فعلته بينكم« والكفّ من العبث بوحدة الوطن. وجّه الشّيخ التواتي بن التواتي الأغواطي، وهو فقيه المذهبين المالكي والاباضي، عبر رسالة تحصّلت »صوت الأحرار« على نسخة منها، نداءا إلى الرّئيس عبد العزيز بوتفليقة، أن ينظر إلى أمر واد ميزاب، »لأنّ الأمر قد طال وإنّه ينخر كالسوسة في جسم وحدة الأمّة« وأن يأخذ بيد من حديد كلّ من سوّلت له نفسه العبث بوحدة الأمّة، كما وجّه نداءه إلى علماء واد ميزاب مالكية وإباضية وإلى عقلائه على اختلاف طبقاتهم، وذلك استجابة إلى طلب تلقّاه من بعض الفضلاء من الفريقين للتدخّل »لأنّ الأمر خطير جدّا وما تناقلته وسائل الاعلام من أرواح بريئة أزهقت بالعشرات وأملاك أحرقت يدعوا إلى الأسى والحزن لما حدث في ناحية معروف أهلها بالإيمان وخشية الرحمان«. الشيخ الدكتور التواتي بن التواتي استغرب »كيف صار أمركم إلى فتنة واقتتال« فيما يعرف عن أهل واد ميزاب مالكية وإباضية »الإيمان العميق في شهر رمضان، وتنافسكم في تلاوة القرآن«، وخاطب في رسالته أهل بئر ريان »أيليق بكم في شهر المحبّة والغفران أن يزغ بينكم الشّيطان«، وأهل القرارة حيث معهد الحياة الذي أسّسه الشّيخ الجليل محمّد بن ابراهيم بيوض، رحمه الله، »كيف أجبتم لمن أراد النّزغ بينكم بالعداوة وقد دعا نبيّكم صلى الله عليه وسلّم »دعوها إنّها منتنة«، وقوله »الفتنة نار لعن الله واقدها«، فيما دعاهم الله تعالى إلى الاعتصام بحبله وعدم التفرّق. في ذات الرّسالة دعا الفقيه أهل واد ميزاب، بالله العلي العظيم وباسم هذا الشّهر الكريم وباسم قيام اللّيل، إلى »حقن دمائكم وتعودوا إلى رشدكم، وتأخذوا بيد من فعل فعلته بينكم« ليذكّرهم الشّيخ بأنّ »الوطن غال حرّرته دماء الشّهداء، وتركوه أمانة في أعناقنا يجب الحفاظ عليه، وأن نزرع بين أبنائه على اختلاف مشاربهم المحبّة والمودّة والألفة«. خلال رسالته اكّد الشيخ أنّ الدّماء الزكية الطّاهرة التي سالت في واد ميزاب »توجب علينا أن نتدارك أمرنا وأن نجمع كلمتنا« ودعا إلى الكفّ من العبث بوحدة الوطن»واعلموا أنّه قد يتسامح في كلّ شيء إلاّ أمرين ممّا لا يمكن بأيّ حال من الأحوال: سلامة أمن المواطنين ووحدة الوطن واستقراره وأمنه«، مؤكّدا أنّ الله قد جمع الجزائريين عربا وأمازيغ برباط الاسلام ووحّدهم بكلمات التّوحيد وجمعهم على تقوى الله والمحبّة حتّى صاروا كسجد واحد.