حذر السفير الصحراوي بالجزائر إبراهيم غالي من التماطل في إيجاد تسوية للنزاع حول الصحراء الغربية، وقال إن أي محاولة ترمي إلى إخراج النزاع عن طبيعته لن تؤدي إلا إلى إغراق المنطقة في مزيد من التوتر و اللا استقرار"، داعيا الحكومة المغربية إلى التعامل مع الواقع الصحراوي بكل موضوعية بواقعية سياسية. أكد سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بالجزائر إبراهيم غالي جبهة أن السلام في الصحراء الغربية وفي المنطقة لن يكون ممكنا دون تنظيم استفتاء "حر وعادل ونزيه" للشعب الصحراوي الذي يكافح منذ أكثر من 35 سنة من أجل نيل حريته. وأوضح السفير الصحراوي أنه "ليس بالإمكان التوصل إلى سلام حقيقي ودائم في منطقتنا إلا من خلال حل عادل ونهائي وديمقراطي وذلك من خلال السماح للشعب الصحراوي بتقرير مستقبله في إطار استفتاء حروعادل و نزيه". وأضاف غالي "إننا نؤكد إرادتنا الصادقة للعمل من أجل التوصل إلى حل عادل ونهائي يسمح لشعبنا بممارسة حقه في تقرير المصير واختيار مستقبله بكل حرية". وجاء تدخل السفير الصحراوي بمناسبة حفل أقيم بقصر الثقافة بالجزائر في إطار إحياء الذكرى ال35 لإنشاء جبهة البوليساريو و اندلاع الكفاح المسلح في الصحراء الغربية. كما أكد السفير أمام جمع من الدبلوماسيين الأجانب المعتمدين بالجزائر ورجال سياسة و منتخبين وأعضاء من المجتمع المدني وصحفيين أن الحل المتمثل في الاستفتاء الذي تدافع عنه جبهة البوليساريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي "يرتكز على احترام مبادئ منظمة الأممالمتحدة و ميثاقها"،مضيفا أن"أي محاولة ترمي إلى التنكر أو مصادرة حقوق شعبنا سيكون مالها الفشل مثل كل المحاولات التي باءت بالفشل منذ سنة 1975" سنة الاجتياح المغربي للصحراء الغربية. في هذا الصدد حذر غالي عضو الوفد المفاوض بجبهة البوليساريو مع المغرب وهي المباحثات التي شرع فيها في جوان المنصرم تحت إشراف الأممالمتحدة "من أن أي محاولة ترمي إلى إخراج النزاع عن طبيعته أو إخراجه عن إطاره التاريخي والشرعي سيكون مالها الفشل و لن تؤدي إلا إلى إغراق المنطقة في مزيد من التوتر واللا استقرار". ولم تسفر هذه المفاوضات التي جرت أربع جولات منها بمانهاست قرب نيويورك عن أي تقدم حقيقي سيما بسبب إمعان المغرب في رفضه السماح للشعب الصحراوي بتقرير مصيره بكل حرية. وأشار السفير في هذا الصدد إلي أن 35 سنة "من كفاح و مقاومة الشعب الصحراوي تعد حقيقة دامغة تستدعي من الحكومة المغربية أن تتعامل مع الواقع الصحراوي بكل موضوعية وبشجاعة و واقعية سياسية". وذكر الدبلوماسي الصحراوي أنه يتحتم على المجتمع الدولي أن "يدافع عن الشرعية الدولية التي تضمن للشعب الصحراوي الحق في الدفاع عن نفسه وكرامة وطنه واسترجاع حقوقه المشروعة بشتى الوسائل"،مضيفا أن في نزاع الصحراء الغربية نقيضان "منطق الاستعمار والظلم والاضطهاد والتوسع الذي تمارسه الحكومة المغربية ومنطق الشرعية الدولية واحترام مبادئ الأممالمتحدة وميثاقها الذي يطالب به الشعب الصحراوي". كما أكد العضو القيادي بجبهة البوليساريو أن "إدامة التواجد الاستعماري في الصحراء الغربية في القرن ال21 يشكل تحد لا يمكن للشعب الصحراوي ولا للمجتمع الدولي أن يسمحا به"، مضيفا أن المحتل المغربي يمارس دون أي رادع أفظع أشكال انتهاكات حقوق الإنسان و خرق الحريات ونهب الموارد الطبيعية و يفرض حصارا عسكريا وأمنيا على الأراضي الصحراوية المحتلة ويمنع الملاحظين والصحفيين المستقلين من دخولها". كما أوضح غالي أن الذكرى ال35 لإنشاء جبهة البوليساريو تتزامن مع الذكرى الثالثة "للانتفاضة من أجل الاستقلال" التي شرع فيها السكان الصحراويون منذ 21 ماي 2005 في الأراضي المحتلة من قبل المغرب، مبرزا أن هذه الانتفاضة "قد أفشلت مناورات المحتل المغربي وسياساته الاستعمارية كاشفة النقاب عن وجهه الحقيقي كنظام استعماري رهيب يمارس الاضطهاد التلقائي والتعذيب المحرم دوليا على المواطنين المدنيين العزل".