أرجع خبراء أمنيون وباحثون أكاديميون ظاهرة الإرهاب في الجزائر إلى امتدادات أجنبية وقوى خارجية، تسعى إلى ضرب أمن واستقرار الجزائر، معتبرا أن سلاح الإرهاب الرئيسي هو الحرب النفسية، ولذلك لا يجب الاكتفاء بنقل المعلومات عن هذه الظاهرة فقط، بل يجب تحليلها وتشخيصها، لمحاولة الوصول إلى الإجابة عن الأسئلة التي تقودنا إلى معالجة الظاهرة. قال اللواء المتقاعد بالجيش الشعبي الوطني عبد العزيز مجاهد، الأربعاء، خلال منتدى جريدة الوسط في موضوع حول "كميات السلاح المهربة نحو الجزائر التي يكتشفها الجيش"، إن كمية الأسلحة التي تعثر عليها القوات الأمنية في مختلف مناطق البلاد كثيرة ومتنوعة، وهذا بالرغم من انتشار أعوان الأمن عبر كل الحدود الجزائرية، وفي هذا السياق، اعتبر مجاهد أن الأمر يتعلق بامتدادات أجنبية وقوى خارجية، سمحت بانتشار هذه الظاهرة، مضيفا، أنه في التسعينات ورغم عدم وجود لا درك ولا شرطة في الجزائر العاصمة، إلا أن كمية ونوع الأسلحة التي يتم العثور عليها من خلال عمليات التمشيط نوعية وعصرية وليست تقليدية. وأوضح اللواء، أن سلاح الإرهاب الرئيسي هو الحرب النفسية، ولذلك لا يجب علينا الاكتفاء بنقل المعلومات عن هذه الظاهرة فقط، بل يجب تحليلها وتشخيصها، لمحاولة الوصول إلى الإجابة عن الأسئلة التي تقودنا إلى معالجة الظاهرة"، مشيرا إلى أن الإرهاب ظاهرة تستغل من طرف بعض القوى لخدمة مصالحهم، وهذا ما جعله منتشرا بكثرة في الآونة الأخيرة، حيث أعاب المتحدث على كليات علم النفس والاجتماع، عدم بحثهم وتحليلهم في موضوع الإرهاب. وأضاف، مجاهد، أن ظاهرة الإرهاب مسؤولية جماعية، لا تقتصر محاربتها على قوات الأمن أو الإعلاميين فقط، بل هي من واجب المواطن كذلك، الذي بإمكانه التبليغ عن أي سلوكات أو أشخاص مشكوك فيهم. من جهته، ذكر الخبير الأمني، أحمد ميزاب، أن هناك محاور متعددة تحاول اختراق حدود الجزائر، هذا ما سمح بارتفاع مؤشرات المخاطر الأمنية مقارنة بالسنتين الماضيتين، مؤكدا أنه يجب الاعتماد على إستراتيجية أمنية شاملة ووضعها في مسارها الصحيح، عن طريق عمليات المسح والبحث عن النقاط السوداء التي تخبأ فيها الأسلحة، بالإضافة إلى ضرورة تقييم طبيعة المخاطر وكيفية التعاطي معها. وأضاف ميزاب أنه فيما مضى كان الحديث بكثرة عن الفدية التي كان يطالب بها الإرهاب، أما الآن فميزانية الجماعات الإرهابية أصبحت تتجاوز ميزانية دول صغيرة، ودعا الخبير الأمني إلى اعتماد آلية دولية لتشفيف مصادر التمويل الإرهابية، بمعنى معرفة من أين تأتي هذه الأموال، باعتبار أنه اليوم غاب الحديث عن الإرهاب التقليدي، وحل مكانه إرهاب العقول والسيطرة على الأفكار.