الفريق أول السعيد شنقريحة يترأس أشغال الدورة ال17 للمجلس التوجيهي للمدرسة العليا الحربية    المركز الوطني الجزائري للخدمات الرقمية: خطوة نحو تعزيز السيادة الرقمية تحقيقا للاستقلال التكنولوجي    معسكر.. انطلاق المسابقة الوطنية الثانية للصيد الرياضي والترفيهي بالقصبة بسد الشرفة    الجزائر العاصمة.. انفجار للغاز بمسكن بحي المالحة يخلف 22 جريحا    اجتماع لتقييم السنة الأولى من الاستثمار المحلي في إنتاج العلامات العالمية في مجال الملابس الجاهزة    التزام ثقافي مع القضايا الإنسانية العادلة في دورته الرابعة : حضور نوعي لنجوم الجزائر والدول المشاركة بمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي    المهرجان الوطني "سيرتا شو" تكريما للفنان عنتر هلال    معسكر : "الأمير عبد القادر…العالم العارف" موضوع ملتقى وطني    حوادث المرور: وفاة 44 شخصا وإصابة 197 آخرين خلال الأسبوع الأخير    السيد مراد يشرف على افتتاح فعاليات مهرجان الجزائر للرياضات    بطولة العالم للكامبو: الجزائر تحرز أربع ميداليات منها ذهبيتان في اليوم الأول    جامعة بجاية، نموذج للنجاح    بحث فرص التعاون بين سونلغاز والوكالة الفرنسية للتنمية    رئيس الجمهورية يستقبل رئيس غرفة العموم الكندية    السفير بن جامع بمجلس الأمن: مجموعة A3+ تعرب عن "انشغالها" إزاء الوضعية السائدة في سوريا    شهداء وجرحى مع استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة لليوم ال 202 على التوالي    انطلاق الطبعة الأولى لمهرجان الجزائر للرياضات    محروقات : سوناطراك توقع مذكرة تعاون مع الشركة العمانية أوكيو للاستكشاف والانتاج    مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي: فيلم "بنك الأهداف" يفتتح العروض السينمائية لبرنامج "تحيا فلسطين"    إستفادة جميع ولايات الوطن من خمسة هياكل صحية على الأقل منذ سنة 2021    السيد دربال يتباحث مع نظيره التونسي فرص تعزيز التعاون والشراكة    السيد بوغالي يستقبل رئيس غرفة العموم الكندية    حج 2024: آخر أجل لاستصدار التأشيرات سيكون في 29 أبريل الجاري    خلال اليوم الثاني من زيارته للناحية العسكرية الثالثة: الفريق أول السعيد شنقريحة يشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي    رئيس الجمهورية يترأس مراسم تقديم أوراق اعتماد أربعة سفراء جدد    السفير الفلسطيني بعد استقباله من طرف رئيس الجمهورية: فلسطين ستنال عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة بفضل الجزائر    شلغوم العيد بميلة: حجز 635 كلغ من اللحوم الفاسدة وتوقيف 7 أشخاص    ميلة: عمليتان لدعم تزويد بوفوح وأولاد بوحامة بالمياه    قالمة.. إصابة 7 أشخاص في حادث مرور بقلعة بوصبع    معرض "ويب إكسبو" : تطوير تطبيق للتواصل اجتماعي ومنصات للتجارة الإلكترونية    نحو إنشاء بوابة إلكترونية لقطاع النقل: الحكومة تدرس تمويل اقتناء السكنات في الجنوب والهضاب    حلم "النهائي" يتبخر: السنافر تحت الصدمة    رئيس أمل سكيكدة لكرة اليد عليوط للنصر: حققنا الهدف وسنواجه الزمالك بنية الفوز    رئيسة مؤسسة عبد الكريم دالي وهيبة دالي للنصر: الملتقى الدولي الأول للشيخ رد على محاولات سرقة موروثنا الثقافي    "الكاف" ينحاز لنهضة بركان ويعلن خسارة اتحاد العاصمة على البساط    بقيمة تتجاوز أكثر من 3,5 مليار دولار : اتفاقية جزائرية قطرية لإنجاز مشروع لإنتاج الحليب واللحوم بالجنوب    تسخير 12 طائرة تحسبا لمكافحة الحرائق    القيسي يثمّن موقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية    بطولة وطنية لنصف الماراطون    مشروع جزائري قطري ضخم لإنتاج الحليب المجفف    ش.بلوزداد يتجاوز إ.الجزائر بركلات الترجيح ويرافق م.الجزائر إلى النهائي    هزة أرضية بقوة 3.3 بولاية تيزي وزو    جعل المسرح الجامعي أداة لصناعة الثقافة    الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين الدوليين إلى تمويل "الأونروا"    العدالة الإسبانية تعيد فتح تحقيقاتها بعد الحصول على وثائق من فرنسا    فتح صناديق كتب العلامة بن باديس بجامع الجزائر    "المتهم" أحسن عرض متكامل    دعوة لدعم الجهود الرسمية في إقراء "الصحيح"    معركة البقاء تحتدم ومواجهة صعبة للرائد    اتحادية ألعاب القوى تضبط سفريات المتأهلين نحو الخارج    فيما شدّد وزير الشؤون الدينية على ضرورة إنجاح الموسم    الرقمنة طريق للعدالة في الخدمات الصحية    حج 2024 : استئناف اليوم الثلاثاء عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    حكم التسميع والتحميد    الدعاء سلاح المؤمن الواثق بربه    أعمال تجلب لك محبة الله تعالى    دروس من قصة نبي الله أيوب    صيام" الصابرين".. حرص على الأجر واستحضار أجواء رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طلاق، ابتزاز وفضائح في المحاكم بسبب التصوير العشوائي في الحفلات
احذروا صوركم متوفرة على اليوتوب !
نشر في الفجر يوم 20 - 04 - 2010

إضاءات.. فلاشات كالبرق المتواصل تكاد تخطف الأبصار، تأتيك من كل الاتجاهات وأنت تشاهد حفلاً لمناسبة ما، كل شخص يمتلك كاميرا رقمية أو جهاز هاتف نقال بتقنية متقدمة يتفنن في اختيار اللقطات على هواه، ومعظمهم يوجهون كاميراتهم نحو الفتيات المتبرجات غير المحتشمات، أو العروس ذات الزي الفاضح دون ضابط أو رابط
مديرية التجارة تتملص من مسؤوليتها من تصرفات أصحاب قاعات الحفلات
والمحتفلون منهمكون في حديثهم وفضولهم، وليس من بينهم منتبه إلى أن هذه “التغطية” المصورة لوقائع الحفل قد تتحول إلى مصيبة حقيقية يمكن أن تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.
بعض العائلات توظف عددا من الشباب لمنع التصوير عبر الكاميرات وأجهزة الهواتف النقّالة، باستثناء الذين استقدموا في الأصل لتصوير المناسبة، هذا ما أكده لنا عبد اللطيف.ع، من عين مليلة، مشيراً إلى أنه أخيراً انتبهت بعض العائلات المحافظة إلى هذه الكارثة وصاروا يتشددون في منع تصوير المحتفلين بدون مجاملات، لأنه يتسبب في مشاكل لا حدود لها..
فيما اعتبر مسعود.ح، من عين البيضاء، التصوير في الحفلات من أجل أغراض سيئة خروجا عن النص وعملا غير أخلاقي لا يتوافق مع عاداتنا المتسامحة والمحافظة، مشيراً إلى أنه منع تصوير حفل زفاف ابنته الوحيدة حتى على مستوى العائلة إيماناً منه بأن التصوير يؤدي إلى مواقف مؤسفة وحرجة جدًا، الناس في غنى عنها، وقال “أطالب جميع العائلات التي تحرص على صيانة العرض والشرف أن تمنع التصوير في حفلاتها، من خلال استعمال الكاميرات الرقمية وأجهزة الهواتف النقالة وأجهزة أخرى تفادياً لما يحدث جراءه من كوارث وفضائح..!”.
هناك عدة نماذج لعائلات من ولاية أم البواقي تضررت بسبب التصوير العشوائي، فقد طلق أحد الأشخاص زوجته بعد أربعة أشهر من الزواج بعد أن وجد صورتها وهي ترقص على شبكة الأنترنت من خلال موقع اليوتوب، إذ قامت إحدى قريباتها بتصويرها، ومن ثمّ وزعت الصورة وانتشرت على نطاق واسع بين الأجهزة الإلكترونية المختصة والأنترنت، حتى وصلت لزوجها الذي يعمل بإحدى الدول الخليجية.
أما الطالبة “س.ع”، التي تدرس بإحدى جامعات شرق الجزائر، فقد منع عليها والدها الدراسة وأقسم بأغلظ اليمين بأن لا تعود إليها، رغم بقاء عام فقط لإنهاء دراستها الجامعية، لأنه شاهد صورتها منتشرة بين أجهزة الهواتف النقالة بعد ما قامت زميلتها في إحدى الحفلات بتصويرها وهي ترقص بزي فاضح.
وهناك أيضًا حادثة بعض النسوة اللاّتي تم تصويرهن خلسة بإحدى الحمامات النسائية بأم البواقي وهن بصدد تجهيز أنفسهن لحضور حفل زفاف وهن عاريات تمامًا وبث تلك الصور عبر الأنترنت وتبادلها من خلال تقنية البلوتوث عبر الهواتف النقالة، والمصيبة أن جل تلك النسوة متزوجات وأمهات، ولكم أن تتصوروا بقية التفاصيل المثيرة.
تصوير وانتهاك فاضح للخصوصيات
أصبح بعض الأشخاص يتاجرون بخصوصيات الآخرين، كبيع اللقطات الفاضحة، فمثلاً إذا أعجبت أحدهم لقطة في هاتف نقال آخر فلا يتوانى صاحب اللقطة في بيعها له، وهو الآخر يبيعها في غياب تام للضمائر. هذه الأساليب الرخيصة انتشرت بشكل خاص ومميز في الجامعات والثانويات، لذلك صارت هناك شكاوى كثيرة من الطالبات ضد الزملاء أو الزميلات إذا قام أحد ما بالتصوير دون إذن، ووصل الأمر إلى حدوث اشتباكات بالأيدي بين بعض الطلاب في إحدى الجامعات بسبب التصوير لأن المصورين يستغلونه لأغراض سيئة ودنيئة.
وفي هذا السياق، تقول الأستاذة حليمة مزهود، أستاذة علم الاجتماع، إن المجتمع الجزائري تغيّر تماماً في سلوكياته وطريقة تعامله مع الأشياء، وأقرّت أن التصوير في الحفلات معروف منذ زمن بعيد، ولكنه كان بطريقة تقليدية ومحترمة، إذ أن النفوس كانت طيبة والصور تؤخذ للذكرى فقط ويحتفظ بها الناس في مكان آمن ولا يسمح لأحد أن يشاهدها إلا الموثوق فيه، لأنها من الخصوصيات والأسرار. أما الآن فالكاميرات صارت مثل الإنسان تفعل ما تريد، وفي الحفلات تستعمل بدون إذن، والكل همّه في تلك اللحظات الجميلة الرقص والغناء، متناسين بذلك وجود أشخاص ذوي نفوس مريضة يختارون ما يعجبهم من اللقطات، خصوصاً ما يتعلق بالفتيات المتبرجات اللواتي تصبح صورهن مادة دسمة يتداولها الشباب المنفلتون والمنحرفون فيما بينهم حتى تنتشر ويصبح من الصعب حجزها والسيطرة عليها ما يخلف ضحايا كثيرة.
حجز أزيد من 3 آلاف قرص مدمج تحتوي على حفلات وأعراس خاصة مصورة
ذكر مصدر أمني محلي مطلع ل “الفجر” أن مصالح الأمن المشتركة على مستوى ولاية أم البواقي تمكّنت خلال العام المنصرم 2009 من ضبط أكثر من 03 آلاف قرص مدمج تحتوي على حفلات وأعراس خاصة مصورة، وأفلام خليعة، وصور إباحية، كما تم القبض على 33 شخصًا ومصادرة أكثر من 03 آلاف مادة خليعة من أقراص وغيرها تحتوي معظمها على حفلات زفاف في ولاية أم البواقي.
ودعا مصدرنا الأمني الأسر والعائلات إلى الالتفات في حفلاتها وأعراسها إلى الضيوف الذين يرتادون هذه الحفلات مزودين بكاميرات الفيديو والهواتف النقالة وأجهزة حديثة أخرى.
كما أن مصالح الأمن لولاية أم البواقي حجزت منذ أسابيع عددا معتبرا من أقراص ال”الدي في دي”، تحتوي على أفلام إباحية وصور خليعة تم التقاطها خلال احتفالات مختلفة أبطالها بعض فتيات الولاية اللواتي وقعن ضحية ابتزاز خطير.
المحامي شريرو:”الظاهرة طارئة على المنظومة القضائية والاجتماعية”
كشفت مصادر أمنية محلية متطابقة ل“الفجر” أنه تم إحصاء خلال ال 03 سنوات الأخيرة عدة قضايا جديدة ومتفردة، وتتمثل في القبض على عصابات مختصة في ترويج الأفلام الخليعة والصور الإباحية لفتيات قاطنات بالولاية، حيث تم على مستوى مجلس قضاء أم البواقي وخلال نفس هذه الفترة، تسجيل أزيد من 100 قضية تندرج في هذا السياق.
وحسب الأستاذ “توفيق شريرو”، محامي بأم البواقي، فإن هذه القضايا غير مسبوقة وهي جديدة على المنظومة القضائية وحتى المنظومة الاجتماعية، فهناك بعض المنحرفين يقومون بتصوير بنات الناس في وضعيات مخلة وفاضحة. وليت الأمر يقتصر على ذلك، بل يتم ابتزازهن ماليًا وحتى جنسيًا، وإن لم يستجبن لذلك يلجأون إلى نشرها على شبكة الأنترنت، حيث تكون في متناول القاصي والداني وتصبح الفضيحة عالمية. وقد تم تسجيل عدة جرائم قتل ارتكبها مواطنون في حق بناتهم أو زوجاتهم أو شقيقاتهم على مستوى ولاية أم البواقي.
ومن جهته، المحامي وليد سعيدي، من أم البواقي، تحدث عن علاقة الأمر بقانون العقوبات، حيث يرى أن الحكم في مسألة تصوير النساء بالكاميرات أو أي وسيلة أخرى دون علمهن ونشر هذه الصور أو بيعها أو توزيعها يعد تعرضاً للآداب العامة وتشجيعاً على إشاعة الفاحشة. وحسبه، فالقانون يعاقب بالسجن من 3 أشهر إلى 3 سنوات من قام بجريمة التشهير بالناس وتعرض للآداب العامة.
تصوير بنات في الأعراس وتركيب صورهن على عاريات
هناك الكثيرات ممن تم تهديدهن وابتزازهن ومساومتهن عن طريق شباب متهور قاموا بالحصول على صورهن من خلال الحفلات والمناسبات والأعراس، حيث تم تصويرهن إما برضاهن أم خلسة عنهن، مثلما حدث لإحدى الفتيات بمدينة عين البيضاء التي تم تصويرها خلال حفل زفاف إحدى قريباتها وبعد ذلك تم تداول صورها الفاضحة بواسطة الهواتف النقالة، ثم انتشرت عبر الأنترنت، ليُقدم والدها بعد علمه بالأمر ورؤيته لصور ابنته على منعها من مواصلة تعليمها في جامعة العربي بن مهيدي بأم البواقي.
ومن خلال قيامنا بهذا الروبورتاج، تمكّنا من الكشف عن حقائق غريبة ومؤسفة ومنها فضح فتيات جزائريات بواسطة تصويرهن في الأعراس، أو الحصول على صورهن من خلال التعارف عبر مواقع الدردشة أو عن طريق “المسنجر”.
والأغرب من ذلك أن معظم الفتيات اللواتي اشتكين من الابتزاز من قبل الغير، وتهديدهن من أنهم سيفضحون صورهن توقعن أن يكون الحب الذي وعدن به من قبل الشباب هو حقيقي وسيتكلل بالخطوبة، ولكن الخداع لا ينتهي والفتاة الجزائرية سواء كانت في أم البواقي أو غيرها ما زالت تقع في الأخطاء القاتلة.
والأكثر غرابة، هو أن الشباب يقومون بنشر صور الفتيات اللواتي يكنّون لهن الحب الحقيقي والإخلاص، بواسطة تركيب صورهن على أجسام مصورة لفتيات عاريات. لهذا تدعو رميساء بن دادة، أستاذة علم النفس، الفتيات إلى توخي الحيطة والحذر، وعدم تصديقهن “وهْم الحب” الذي فجأة يتحوّل إلى حيوان مفترس، بدلا من زهرة حمراء خالية من الأشواك، مشيرة إلى أن حدوث مثل هذه الأمور لا يعني أن الفتاة هي فعلا ساقطة. ويجب على الفتاة أن تنتبه جيدًا لكي لا تقع في فخ هؤلاء الحثالة الذين تسوّل لهم أنفسهم أن يفعلوا مثل هذه الفعلة الشنيعة.
تصوير سري بالكاميرات وكشف عورات النساء
شهدت قاعات الأفراح في الآونة الأخيرة بولاية أم البواقي، وبحسب العديد من موظفي تلك القاعات، فضائح التقاط الصور وبشكل سري من قبل أصحاب القاعات أو بعض الغرباء والمتسللين الذين يقومون بتصوير هذه الحفلات عن طريق كاميرات صغيرة موضوعة إلى جانب إضاءة الصالة، بحيث لا تلفت الانتباه. ولم يقتصر الأمر على هذا، بل تعدّاها إلى التصوير بالهواتف النقالة المزودة بالكاميرا المنتشرة بين أيدي السيدات اللاتي رحن يدبرن المكائد لبعض الفتيات عبر تصويرهن شبه عاريات وهن يتمايلن ويرقصن، ومن ثمّ توزع هذه الصور، وتقع في أيدٍ غير أمينة وقلوب غير رحيمة وضمائر ميتة. الأمر الذي جعل الكثير من النساء لا يلبين الدعوة لحضور هذه الحفلات خشية الوقوع في هذا المشكل، بعد أن أصبحت تسجل وتنسخ الصور على أقراص مدمجة وتباع في الأسواق المحلية والوطنية وتُهرب حتى إلى ما وراء الحدود، وخاصة إلى تونس وسوريا وفرنسا وتركيا وكأنها حفلات عري.
أجساد فتيات تباع في أقراص “سي دي”و”دي في دي”
رامي، شاب هاجر إلى فرنسا للعمل، يروي تفاصيل القصة التي حدثت معه بحرقة وألم فيقول “في أحد الأيام قمت بزيارة لأصدقائي بمدينة مرسيليا، وعندما وصلت وجدتهم يشاهدون حفلات لفتيات يرقصن ولم أصدق ما رأته عيناي، فقد كنت أعتقد في البداية أنها حفلات لفنانات أو راقصات أو ممثلات سينمائيات، وكانت صدمتي كبيرة عندما تأكدت أنها حفلات زفاف. والكارثة الأكبر أنني تعرفت على الفتيات اللاتي يرقصن في الحفل وهن قريباتي، فسألت صديقي كيف تمكّن من الحصول على هذا التصوير؟ فشرح لي أنها تصوّر في قاعات الأفراح بطرق سرية جداً وتنسخ وتباع إلى العديد من الدول بأثمان مرتفعة، حيث يقوم الناس بشرائها للتسلية ورؤية النساء شبه عاريات في هذه الحفلات”.
أصحاب قاعات الحفلات يعترفون بزرع البعض منهم لكاميرات خفية
تمكّنت “الفجر” وعلى مدار أسبوع كامل من اكتشاف خفايا هذه القاعات المشبوهة بولاية أم البواقي، بعد أن أكد شهود موثوق بهم، من بينهم رجال أمن، وجود هذه الكاميرات الخفية بين ثناياها.
تحدث هشام.ز، صاحب قاعة أفراح بعين البيضاء، عن هذه التصرفات اللاّأخلاقية بصراحة، مشيراً إلى أنه لا يمكن أن يقوم شخص يحترم نفسه ويخاف على سمعة قاعته بهذه الأعمال المشينة، ويقول إن “هؤلاء السيدات هم أمانة في أعناقنا”. ولم يخف هشام حقيقة أن العديد من القاعات تنتهك الأعراض عبر الممارسات التي تم الحديث عنها والمال يعمي البصائر.
مديرية التجارة تتبرّأ من الممارسات غير الأخلاقية لأصحاب القاعات
أما المديرية الولائية للتجارة بأم البواقي، وهي المسؤولة عن هذه القاعات، وعلى لسان أحد مسؤوليها الذي رفض ذكر اسمه، فقد أعلنت وبكل برودة عدم مسؤوليتها عن هذه الأفعال، مكتفية في الوقت ذاته بتحصيل ما يجود به أصحاب هذه القاعات تحت مسمى (الضرائب)، وأن مسؤوليتها تنحصر فقط في مدى احترامها للقانون والمعايير المذكورة في دفتر الشروط لهذه القاعات، وغير ذلك لا يعد ضمن مسؤوليتها، ناسين ومتناسين الأهم في الأمر، وهي حرمات الناس التي باتت تفضح في هذه الحفلات جهارًا نهارًا.
البلوتوث...مخرب البيوت..!
يشير مصدر قضائي مسؤول من مجلس قضاء أم البواقي ل “الفجر”، إلى أن العديد من حالات الطلاق في المحاكم كان وراءها صور الكاميرات والهواتف النقالة الفاضحة الملتقطة في الحفلات، والتي تم نشرها عن طريق” البلوتوث”، حيث أصبحت هذه التقنيات تهدد مستقبل الكثيرات.
نور الهدى.ج، من عين مليلة، تروي قصتها المأساوية فتقول “كنت على علاقة مع شاب أحببته، لكننا لم نتفق وانتهت علاقتنا، فبقي يحمل لي الحقد والشر بداخله، وبعد فترة قصيرة تقدم شاب لخطبتي فوافقت عليه، وعندما حان موعد زفافي قمت بدعوة صديقتي التي كانت على علاقة مع الشاب الذي تركته، وهنا كانت المصيبة فهي قامت بتصويري وأنا شبه عارية وأعطت هذه الصور للشاب الذي قام بعد شهر من زواجي بعرضها أمام زوجي الذي لم يتوان في تطليقي بكل سهولة”.
أما سمير.ك، من عين كرشة، وبعد تجربة يصفها بالمريرة، منع شقيقته من حضور أي حفل أو عرس بعد أن رأى صورتها منشورة في البلوتوث، حيث قامت فتاة بتصويرها في إحدى الأعراس، وأصبحت هذه الصورة تتنقل بين الشباب، إلى أن وقعت بين يدي الأخ الذي منح أخته فرصة الدفاع عن النفس قبل أن يصدر أي عقاب بحقها، كما يقول، وقد تأكد من براءتها وأنها راحت ضحية أناس لا ضمير لهم ولا أخلاق.
نساء يفضلن لبس المحتشم ومقاطعة الحفلات
ولأنه من الصعب، إن لم نقل من المستحيلات السبع إقناع الفتيات والنساء بمقاطعة الحفلات والأعراس تلافيًا لمثل هذه الفضائح التي المجتمع الجزائري في غنى عنها، كما أنه ليس من السهل المطالبة بمنع التصوير في مثل هذه المناسبات، لأن الجميع سيتحجج لك بحبه للذكريات، بقي حل واحد فقط لا غير في اعتقادنا، وهو الاحتشام في اللباس، وعلى الفتيات العازيات والسيدات المتزوجات تفادي اللباس الفاضح أثناء تواجدهن في الحفلات والأعراس، وتوخي الحذر والحيطة في طريقة لباسهن ورقصهن وحتى تصرفاتهن، حسب ما أكدته لنا الكثير من النساء، اللواتي فضلن البقاء بلباس محتشم خوفاً من الكاميرات المخفية في قاعات الأفراح، أو من الهواتف النقالة. فيما قررت أخريات مقاطعة تلك الحفلات والأعراس نهائيا لكثرة ما سمعن عن حوادث التصوير بالهواتف النقالة.
تصوير الفتيات في الأعراس وابتزازهن بعد عمل مونتاج لصورهن
منذ شهور ألقت مصالح الأمن لدائرة عين البيضاء القبض على طالبة جامعية تعمل كمصورة في إحدى المحلات المتخصصة بتهمة الابتزاز وتشويه سمعة الأبرياء، حيث تمكّنت ذات الفتاة، التي تبلغ من العمر 25 سنة، من ابتزاز أكثر من 20 فتاة وسيدة وجمع مبلغ مالي معتبر قدره مليار سنتيم، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الحلي والمجوهرات، حيث كانت تتعمد تصوير ضحاياها من الفتيات العازبات والسيدات المتزوجات في الحفلات والأعراس، سواء تلك المقامة في البيوت أو قاعات الأفراح، وتركز بشكل خاص على الأماكن المثيرة من أجسادهن. وتلجأ بعد عمل مونتاج لصورهن إلى ابتزازهن وتهديدهن بنشر تلك الصور على شبكة الأنترنت وتوزيعها عبر الهواتف النقالة.
الشيخ بدر الدين قاسمي:”لا بد من تسليط عقوبات ردعية على من تثبت في حقه التهمة”
يقول الشيخ بدر الدين قاسمي، إمام بأحد المساجد بعين البيضاء “إن من المنكرات التي تقع في الأفراح تصوير النساء، وهو محرّم سواء كان هذا التصوير بواسطة الفيديو، أو كان بآلة التصوير، والتصوير بالفيديو أشد قبحاً وإثما.
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد “نهى أن تصف المرأةُ المرأةَ لزوجها كأنه يراها”، كما في الصحيحين، فإن التصوير وخاصة بالفيديو ينبغي أن لا يُشك أنه أبلغ من الوصف، لأنه يراها على الحقيقة دون التخيل. هذا بالطبع، إذا كان التصوير للنساء فقط، أما لو كان مختلطاً، فإنه إثم آخر غير إثم التصوير”.
ومن عادة النساء إذا اجتمعن في مثل هذه المناسبات أن يتنافسن في لبس القصير والفاضح، وفي تصوير هذا للناس وتوزيعه نشر للفاحشة والمعصية وحث عليها واستهانة بها، وماذا تفعل من لم تكن ترغب بهذا ثم خرجت صورتها وهي في كامل زينتها؟ وكيف تصنع
من هداها الله تعالى بعد ضلالة وانحراف وقد انتشرت صورتها في أفلام الأفراح؟
فهذه التصرفات منكر وحرام، وفيها فساد يتعلق بتصوير الحاضرات في الحفلات لأنهن يتجمّلن ويتزيّن، فإذا صورهن فقد يسعى في الفتنة بعرض هذه الصور على الناس، ويجب أن يرفع أمره إلى المحكمة أو الهيئة، أو إلى إمارة البلد حتى يؤدب على اقترافه لهذا المنكر”.
ويضيف الإمام منبهًا ومحذرًا ”ينبغي علينا أن نلتفت إلى هؤلاء المغرضين الذين يتحيّنون الفرص من أجل نشر الفساد بين الناس، وكشف العورات وانتهاك الحرمات.. فما الذي قدمناه لرعاية أسرنا وعائلاتنا فلننتبه لذلك، وإني أنبه الفتيات، كن حريصات منتبهات في حضوركن إلى مثل هذه المناسبات، وعليكن بالاحتشام، فلا تظهر زينتكن أمام الناس”.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.