عثرت عناصر أمن ولاية عنابة، أمس بساحة بيار وماري كوري المتواجدة على بعد أمتار من مقر الخزينة العمومية بقلب مدينة عنابة، على صندوق ضخم يحتوي على كمية هائلة من مادة ورقية مخصصة لطبع العملة النقدية، وعقب التحريات المكثفة تبين أنها تعود لمجموعة من الأفارقة من المترددين على المقاهي المتواجدة بالساحة المعروفة بعمليات صرف العملة لديهم، حيث يقومون باصطياد المواطنين السذج ليبيعون لهم عملات مزورة، فإلى وقت قريب كانت المنطقة تعج بأعداد معتبرة من الأفارقة الذين اختصوا في المتاجرة في العملة. وحسب كمية الورق المحجوزة فإن الدلائل تشير إلى أنهم كانوا سيقومون بإغراق السوق المحلية بمليارات الدينارات المزورة، علما أن أثرهم قد اختفى مباشرة بعد تلقيهم خبر مباشرة المصالح الأمنية لتحريات مكثفة تخص دس مبلغ 40 مليون سنتيم على شكل أوراق نقدية من فئة 1000 دينار مزورة، كان قد تم العثور عليها آخر نهار أحد الأسبوع الفارط عندما شرع الموظفون في عملية جرد الأموال الواردة إلى الصندوق، وتبين حينها أن جزءا منها مزور بعد أن لفظت آلة عد الأوراق النقدية 400 ورقة. ومباشرة عقب الواقعة التي تعد سابقة خطيرة بولاية عنابة تم فتح تحقيق موسع بهدف التوصل إلى مصدر هذه الأموال من خلال الاستماع لإفادات عمال الخزينة العمومية، الذين يمكنهم تقديم قائمة بأسماء جميع الأشخاص الذين ترددوا على شبابيك مصالح الخزينة العمومية. ومكن التعمق في هذه التحقيقات والتحريات الأمنية الرامية إلى حماية هياكل الدولة المالية من تواجد عملة وطنية مزورة من التوصل إلى صندوق أوراق العملة النقدية، في انتظار إلقاء القبض على أصحابه من الأفارقة الذين يشتبه إلى حد بعيد تورطهم في ترويج العملة المزورة عبر ولاية عنابة.