عاش، مساء أول أمس، مرضى مصلحة الاستعجالات سليم زميرلي ببلدية الحراش، حالة هلع وخوف شديدين، بعد إقدام مجموعة من الشباب على تحويلها إلى ساحة للعراك بينهم وبين 3 شباب، بينهم شاب مطعون بسكين على مستوى الرجل والرأس، ما استدعى نقله على وجه السرعة إلى مصلحة الاستعجالات لتلقي العلاج، غير أن التدخل المفاجئ لهؤلاء زرع الرعب في وسط المرضى والأطباء الذين ركضوا للاختفاء في قاعات الحماية والابتعاد عن الفوضى التي عاشتها المصلحة لساعات. تعود وقائع الحادثة إلى الرابعة والنصف من مساء أول أمس، عندما جاء شابان يرافقان شابا مطعون بضربات سكين غائرة إلى مصلحة الاستعجالات لتلقي العلاج، الذي استغرق أزيد من ساعتين نظرا لخطورة الطعنات التي كادت أن تودي بحياته، الأمر الذي استدعى تدخل الفريق الطبي المتواجد بالمكان وطلب التحقيق في الموضوع، غير أن الضحية رفض ذلك لغاية في نفسه. وبينما كان هؤلاء يتجادلون حول الموضوع ركنت سيارة من نوع “أكسانت” أمام مدخل المصلحة، ونزل منها 4 شبان من سكان بلدية الحراش - حسب بعض الموجودين - وهرعوا للبحث عن الشاب المطعون من أجل الإجهاز عليه بقتله، وأخرجوا الأسلحة البيضاء، فسارع المرضى للبكاء والصراخ والاستنجاد بأعوان أمن المستشفى الذين غابوا عن المكان، رغم خطورة الحادثة، سواء على المرضى أو سمعة المستشفى التي أضحت في الحضيض. واستغرب المرضى أن تعيش مصلحة الاستعجالات بأحد مستشفيات العاصمة الكبرى، مثل هاته الحادثة، دون أن يسجلوا أي تدخل لمصالح الأمن أو أعوان المصلحة الذين عاشوا حالة الذعر ذاتها، خاصة بعد إخراج المعتدين الأسلحة البيضاء وتهديد كل من يقترب منهم. الجذير بالإشارة أن مصلحة الاستعجالات عاشت وقائع مشابهة، غير أنها لم تكن بحجم الخطورة ذاتها، أو الخطر على المرضى، غير أن تفاقم الوضع وانتشار المرض وتدني الخدمات المقدمة يستلزم تدخل الوزارة الوصية لوضع حد لمثل تلك “التجاوزات”.