يشكل إقتناء تحفة فنية من الفخار الأسود الذي يحمل بصمات تراث عريق لمنطقة ”تمنطيط”، مصدر متعة كبيرة لدى زائر معرض الصناعة التقليدية المقام بوهران، في إطار الأسبوع الثقافي لولاية أدرار، الذي افتتح بداية الاسبوع. أبهرت تلك القطع الفنية الجمهور الزائر للجناح المتضمن مجموعة رائعة من الأواني الفخارية المصنوعة من مادة الطين مصبوغة باللون الأسود تعكس خبرة حرفيي هذه المنطقة من جنوب الوطن في هذا النوع من الأنشطة التقليدية التي أصبحت مع مرور السنين علامة جزائرية تستطيع أن تنافس في أسواق الفخار بالعالم على حد تعبير أحد الزوار. يقول أحد الحرفيين إن الطين يستعمل في صناعة هذه التحف المبتكرة التي يزينها اللون الأسود المائل إلى الرصاصي الفاتح والمستوحاة من التراث الثقافي العريق لمنطقة تمنطيط، حيث يعجن الطين ويوضع داخل قوالب ليجف ثم يطهى على النار حتى يصبح قطع جاهزة تصبغ باللون الأسود مما يجعله يكتسب شهرة عالمية. وتعتبر هذه المنتجات التقليدية التي اكتشفها الجمهور الوهراني لأول مرة من بين الكنوز التراثية التي يحرص الحرفيون التعريف بها في هذه التظاهرة التي تتواصل إلى غاية 12 أكتوبر الجاري، وكذا المحافظة عليها من الزوال. ولم يبخل الحرفيون المشاركون في نقل خبرتهم وتجربتهم لزوار الجناح من خلال تقديم شروحات وافية حول طرق استخدام هذه المادة لإخراجها أواني منزلية وتزينية في أشكال وأحجام متنوعة، تنم عن احترافية تجمع بين الأصالة والحداثة وتحكي تاريخ ومجد هذه الصنعة التي ثوارتها الأجيال، ويعد جناح الصناعة التقليدية نافذة للتعرف على المنتجات الفخارية الغنية والمتنوعة التي تعرف بها مناطق توات وقورارة وتيديكلت بولاية أدرار، إلى جانب عرض قطع تقليدية من النسيج كزربية فاتيس ونعال ”أولوف” المصنوعة من الجلد التي لها شهرة كبيرة محليا، وطنيا ودوليا وكذا أدوات ولوازم مصنوعة من سعف النخيل لحفظ التمور.
