طالب الإبراهيمي:"الشاذلي فتح الجزائر على الغرب دون خضوع وخالف الزعماء العرب" اللواء نزار يفضل الصمت وسط حديث عن وصية غضب للشاذلي - آلاف المواطنين يبكون بن جديد بمحيط العالية شيّع، أمس، في جو مهيب، جثمان الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، بمربع الشهداء بمقبرة العالية، بحضور كبار إطارات الدولة والجيش والوفود الدبلوماسية الأجنبية يتقدمهم الرئيس ”عبد العزيز بوتفليقة” إلى جانب علي كافي، وبحضور المبعوث الأممي لخضر الإبراهيمي والرئيس الصحراوي والأمير القطري إلى جانب وزراء خارجية المغرب تونس وموريطانيا وكان من أبرز الغائبين عن الجنازة الرئيس السابق اليامين زروال. أشرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ظهر أمس، على مراسيم الجنازة الرئاسية الرسمية للرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، في نسخة طبق الأصل لجنازة أول رئيس للجزائر المستقلة أحمد بن بلة، حيث دفن الشاذلي بجواره في مربع الشهداء. وتقدم النعش في موكب رسمي من قصر الشعب بأعالي العاصمة الى مربع الشهداء بمقبرة العالية شرق العاصمة وعلى نفس العربة التي نقل فيها جثمان كل من الرئيس أحمد بن بلة 2012 والرئيس هواري بومدين في ديسمبر 1979. وكانت إدارة التشريفات بمؤسسة رئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع الوطني، قد شرعت في استقبال جموع المشيعين بمقبرة العالمية ابتداء من الساعة التاسعة صباحا، حيث امتلئ محيط مربع الشهداء عن آخره في حدود الساعة العاشرة ونصف وكان من أبرز الحضور بقايا الوجوه الفاعلة في نظام الشاذلي بن جديد، حيث كان وزير خارجيته طالب الإبراهيمي أول الوافدين إلى العالية، ليتبعه بعد ذلك مدير تشريفاته ورئيس حكومته فيما بعد مولود حمروش ووزير العدل آنذاك علي بن فليس، إلى جانب وزير المجاهدين الأسبق محمد السعيد عبادو، ومن وجوه المؤسسة العسكرية البارزة في فترة حكم الشاذلي بن جديد، حضر وزير دفاعه خالد نزار الذي رفض الحديث للصحافة الوطنية، خاصة وأنه يعلم الكثير من خبايا الشاذلي بن جديد، خاصة في أيامه الأخيرة، قبل استقالته والجنرال عطايلية وكذا اللواء محمد تواتي، ووزير الاتصال الحالي محمد السعيد الذي كان مرفوقا بالسفير عبد القادر حجار، كما حضر كامل أعضاء الطاقم الحكومي. وشهدنا حضور رئيس الحكومة الأسبق أحمد أويحيى، باكرا على غرار رئيس حمس أبو جرة سلطاني. الإبراهيمي يستقطب الإهتمام كما حضر جنازة ثالت رئيس الجمهورية الجزائرية المستقلة، غالبية أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر، فيما بد أت الوفود الرسمية تصل مربع الشهداء وكان من أبرز الشخصيات الحاضرة، المبعوث الأممي لسوريا لخضر الإبراهيمي وكذا الوفد المغربي المشكل من وزير الخارجية سعد العثماني ووزير الشؤون الدينية، إلى جانب مستشار الملك، ليتبعه بعد ذلك الأمير القطري ووزير الشؤون الخارجية التونسي، والوفد الموريطاني المشكل من مستشار الرئيس ووزير الشؤون الدينية، وكان برفقة الوفد الرسمي الأجنبي كل من رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، وزير الأشغال العمومية عمر غول، وزير الشؤون الدينية بوعبد الله غلام الله ووزير المجاهدين محمد الشريف عباس. وفي حدود الساعة الثالثة ونصف وصل الموكب الرسمي للجثمان الذي كانت تتقدمهم سيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مرفوقا بكل من الرئيس علي كافي، رئيس المجلس الشعبي الوطني الدكتور العربي ولد خليفة، وزير الدفاع اللواء عبد المالك قنايزية ورئيس الحكومة السيد عبد المالك سلال، إلى جانب قائد أركان الجيش الشعبي الوطني الفريق أحمد قايد صالح ورئيس المجلس الدستوري الحالي الطيب بلعيز وسابقه بوعلام بسايح وشقيقي الرئيس سعيد ورحيم بوتفليفة، وهو الوفد الذي تقدم مراسيم العزاء إلى جانب عائلة الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد. وقد صلّى جموع الحاضريين صلاة الجنازة، على روح فقيد الجزائر بمريع الشهداء فيما قرأ وزير المجاهدين محمد الشريف عباس، التأبينية عدّد فيها مناقب الراحل بن جديد، سواء كمواطن صالح أو ثوري ناجح وقائد عسكري ناجح ثم رئيسا للجمهورية من 1979 إلى سنة 1992، حيث كشف وزير المجاهدين أن ”شخصية الشاذلي من طيبة الكبار التي كتبت صفحة هامة من صفحات تاريخ الجزائر”، مؤكدا أنه ”ظل مجتهدا في كل المواقع التي تبوأها ليجعل الجزائر في أفضل أيامها”، مضيفا أن ”البلاد لم تبتعد يوما من الأيام على مبادئ بيان أول نوفمبر لما كان رئيسا للجمهورية”، وبعدها وضع جثمان الراحل الذي حمل على أكتاف فرقة التشريفات لوزارة الدفاع الوطني إلى مثواه الأخير بجوار قبر أول رئيس للجمهورية الجزائرية أحمد بن بلة. وقد منع الآلاف من المواطنين من مختلف الفئات الاجتماعية وإن كان اكثرهم من جيل فترة حكمه، من حضور الجنازة لكن ذلك لم يمنعهم من إفراغ حزنهم بالبكاء والدعاء جهرا على ثالت رئيس فتح باب التعددية بمدخل مقبرة العالية ومحيطها الخارجي. رشيد حمادو/ص: موسى ساحلي وزير الخارجية الأسبق طالب الإبراهيمي يصرّح ”الشاذلي فتح الجزائر على الغرب دون خضوع وخالف الزعماء العرب” كشف وزير الشؤون الخارجية الأسبق، أحمد طالب الإبراهيمي، أن الرئيس الشاذلي بن جديد أدار الملفات الدبلوماسية بحنكة كبيرة في العديد من القضايا، مبرزا أنه فتح الجزائر على العالم الغربي دون خضوع، وخالف الزعماء العرب بانسحابه من السلطة، لما استدعت الضرورة، في صمت. وقال أحمد طالب الإبراهيمي في تصريح صحفي بمقبرة العالية، أمس، قبيل تشييع جثمان الرئيس الشاذلي بن جديد، ”أشهد أن الرئيس بن جديد إنسان قبل كل شيء ومجاهد كبير عرفت فيه التواضع والوقار مع أهله وأصدقائه وطاقمه وشعبه أيضا”، مضيفا ”أما على الصعيد السياسي فقد ظل طيلة 13 سنة من توليه منصب الرئيس متسلحا بإرادة قوية لتطوير الجزائر وحياة شعبها في ظروف بعضها كانت حرجة”. وفي تقييمه لفترة حكمه، قال وزير الشؤون الخارجية الأسبق: ”مرحلة الرئيس بن جديد فيها الكثير من الإيجابيات على كامل الأصعدة، فهو الذي ألغى شرط الترخيص لمغادرة التراب الوطني وألغى حق ملكية الدولة على السكنات”. أما على الصعيد الدبلوماسي، أكد الإبراهيمي، باعتباره كان وزيرا للشؤون الخارجية في عهد بن جديد، أن المرحوم فتح الدبلوماسية الجزائرية على الغرب، لكن الانفتاح كان دون خضوع أو تبعية مطلقة، يقول الإبراهيمي، الذي أضاف أن الشاذلي بن جديد ظل وفيا لمبادئ دبلوماسية الثورة في تسييره للملفات الخارجية والدولية، حيث خدم القضية الفلسطينية واحتضنت الجزائر في عهده ميلاد دولة فلسطين، كما دافع عن حق الشعب الصحرواي في تقرير مصيره وأسمع صوت الجزائر عاليا في منابر حركة عدم الانحياز والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي حسب نفس المتحدث. وقال الإبراهيمي الذي بدا متأثرا لوفاة بن جديد، إن ”بن جديد رئيس يختلف عن الزعماء العرب بتفضيله الانسحاب من السلطة في صمت، في الوقت الذي يتشبث فيه بعضهم بالسلطة رغم رفض شعوبهم لهم”. رشيد حمادو خلافا لجنازات العربي بلخير والفريق العماري اللواء نزار يفضل الصمت وسط حديث عن وصية غضب للشاذلي رفض خالد نزار، اللواء المتقاعد ووزير دفاع نظام الشاذلي بن جديد، الإدلاء بأي تصريح صحفي وغاب عن الأنظار خلال مراسيم تشييع جنازة الرئيس بن جديد، وذلك خلافا لجنازات الوجوه التي صنعت الحدث في فترة حكم الشاذلي بن جديد على غرار الجنرال العربي بلخير والفريق محمد العماري، ما فتح باب التساؤلات وسط انتشار أنباء عن ترك الرئيس الراحل وصية غضب يدعو فيها مقربيه وأصدقائه منع وزير دفاعه من حضور جنازته. لم يكن حضور اللواء المتقاعد خالد نزار إلى مقبرة العالية، لتشييع جنازة ثالث رئيس للجمهورية الجزائرية المستقلة، الشاذلي بن جديد، عاديا مقارنة بالجنازات الأخيرة لشخصيات جد نافذة من محيط نظام حكم الشاذلي بن جديد، سواء من الرئاسة أو المؤسسة العسكرية سابقا، ونقصد تحديدا جنازة مدير ديوان الرئاسة الأسبق الجنرال العربي بلخير وقائد الأركان الجيش الشعبي الوطني الأسبق الفريق محمد العماري، إلى جانب آخر ذكرى لاغتيال الرئيس محمد بوضياف بمقبرة العالية، وهي المناسبات التي صنع فيها اللواء نزار الحدث، سواء بالتصريحات أو التصرفات، لكن هذه المرة غاب عن الأنظار فجأة ولم يشهد له أثر في الوفد الرسمي ضمن كبار مسؤولي الدولة ورفقائه في الجيش سابقا من الجنرالات المتقاعدين أو أعضاء المجلس الأعلى للدولة سابقا، حيث لوحظ حضور وزير دفاع الشاذلي بن جديد إلى مقبرة العالية في حدود منتصف النهار، شكليا، بعدها غاب عن الأنظار بقصر الشعب طيلة 35 ساعة ألقى فيها الحضور من رفقاء الراحل في الحرب التحريرية والرئاسة والمؤسسة العسكرية، كما تقول مصادر أخرى إن اللواء المتقاعد لم يؤد واجب العزاء ببيت الراحل ببلدية الأبيار في أعالي العاصمة. خرجة وزير الدفاع الأسبق، الذي يعتبر أحد أكبر العارفين بخبايا إقالة أو استقالة الشاذلي بن جديد في جانفي 1992 وتوقيف المسار الانتخابي، طرحت الكثير من الفرضيات والتساؤلات، لاسيما وأنها تتزامن مع حديث عن وصية يكون تركها المرحوم الشاذلي بن جديد لمقربيه بمنع نزار من حضور جنازته، خاصة وأن الجنازة جاءت أياما بعد تصريحات صحفية أدلى بها اللواء المتقاعد تطرق فيها إلى أحداث 5 أكتوبر 1988 وكذا إلغاء المسار الانتخابي وعصرنة المؤسسة العسكرية. وهي الحقائق التي قد تكون لم تعجب الشاذلي بن جديد الذي ظل صامتا ومفضلا المصلحة العليا للوطن إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة السبت الماضي بمستشفى عين النعجة العسكري إثر معاناة مع مرض السرطان.
