صدر، مؤخرا، عن منشورات الفارابي ببيروت والاختلاف بالجزائر، مؤلف جديد للكاتب مصطفى تيلوين يحمل عنوان ”مدخل عام في الأنثروبولوجيا”، العمل الذي جاء في 126 صفحة من الحجم المتوسط، عبارة عن دراسة قيمة بحث خلالها الكاتب في أصول وسبب نشأة مصطلح ما يعرف ب”الأنثروبولوجيا” الذي يعود إلى تاريخ المعرفة الإنسانية، لكن استعمالها بدأ في القرن 19، الذي عرف اهتماما واسعا بها من طرف بريطانيا وأمريكا، لاسيما في مجال الأنثروبولوجيا البيولوجية أوالفيزيائية التي تدور حول ”الجسد”. حاول صاحب الكتاب إبراز قيم الاثنروبولوجيا الاجتماعية، من حيث الدين، الأخلاق، الاقتصاد والثقافة، باعتبارها علم من علوم الإنسانية، والدليل على حاجتها إلى العلوم الطبيعية يتمثل أساسا في البحث عن أصل البشرية، وقدّم بذلك بعض الأمثلة عن هذه الحالة التي تكمن في أنّ هذا العلم يبحث في أصول المجتمعات، مثل أمريكا التي تعدّ خليطا من الشعوب والأجناس، وكذلك الجزائر التي تمزج بين القبائل والإثنيات، مثل قبيلة بني هلال بني سلامة، الذين هاجروا من شبه الجزيرة العربية. إلى جانب الرومان، الإسبان، الوندال، الأمازيغ والوندال المهاجرة من أوروبا إلى شمال إفريقيا بهدف الغزو والاستعمار. كما أبرز مصطفى تيلوين الجوانب النفسية لعلم الأنثروبولوجيا من خلال مصطلحاته في مجال التحليل النفسي التي بدأت مع الفيلسوف ”فرويد” عام 1912، الذي أوضح أنّ الميول أثبت أنّ الثقافة لها دور كبير في تهذيب وضبط الغريزة الإنسانية عبر مشاهد مختلفة مثل الطابوهات، السلطة الأبوية، القهر وغيرها. أما عن المصطلح الاجتماعي لهذا العلم فيرى مصطفى تيلوين، أنه وضع لأول مرة سنة 1898 من قبل ”تارد” العالم الفرنسي المختص في علم النفس والاجتماع، الذي اعتبره بمثابة علم جديد يدرس ويفسر سلوكيات وعلاقات الأفراد التي تؤدي إلى حدوث الظواهر الاجتماعية. غير أنه لم يخف تطور وانتشار هذا المجال اليوم، خاصة فيما يرتبط بالعلاقة الكائنة بين الأنثروبولوجيا وعلم النفس الاجتماعي، والتي تبدو في عدة صور منها دراسة العلاقات الواقعية والخيالية الموجودة بين الأفراد والجماعات والمؤسَّسات في مجتمع معين. كما خلص المؤلف إلى اعتماد هذا العلم على المقارنة عبر أنظمة ومبادئ تحكم الزواج، العلاقات في العائلة والقبيلة، والمجتمعات الكبيرة.