أكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أول أمس الخميس، أن اليمن بات على شفير حرب أهلية، في وقت خسر الجيش مزيدا من مواقعه العسكرية وسط استمرار المواجهات بين مسلحين قبلين وجماعة الحوثي، وتحذيرات من تداعيات إغلاق السفارة الأمريكيةبصنعاء. وفي معرض ”التحديات” التي يواجهها اليمن، تحدث الأمين العام للأمم المتحدة، بان كيمون، أمام مجلس الأمن عن ”أزمة سياسية خطيرة” و”توترات انفصالية متزايدة في الجنوب” و”أزمة إنسانية خطيرة” أصبحت تطال 16 مليون شخص. وفي الوقت الذي كان الأمين العام يحذر من أن اليمن بات على حافة ”الانهيار” وعلى شفا حرب أهلية، سيطر تنظيم القاعدة على معسكر اللواء 19 في في بيحان بمحافظة شبوة بعد مواجهات أسفرت عن 7 قتلى من الطرفين. وفي موازاة ذلك، قال مسؤولون أمريكيون أن إغلاق السفارة الأمريكية أضعف قدرة واشنطن على تنفيذ عمليات في إطار الجهود الرامية لمكافحة تنظيم القاعدة في اليمن، إلا أنه أكدوا على استمرار هذه الجهود، وعلى أثر سقوط ”معسكر اللواء 19”، أعلن مسلحون قبليون فرض سيطرتهم على ثكنتين تابعتين للواء في بلدة عسيلان المجاورة لبيجان، في عملية قال أحد زعماء القبائل إنها جاءت خوفا من سقوط المقرين ”بيد القاعدة، كما أعلن أن مسلحي قبائل شبوة سيعملون على حماية مناطقهم وأراضيهم من أي جماعات مسلحة سواء القاعدة أو الحوثيين الذي أحكموا سيطرتهم على السلطة في صنعاء، بعد أن دفعوا الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى الاستقالة. وتخوض ميليشيات الحوثي منذ سيطرتها. في 21 سبتمبر. على صنعاء وتمددها إلى عدة محافظات بشمال البلاد، مواجهات مع مسلحين قبليين. وأفيد في هذا السياق عن استهداف للحوثيين في محافظة البيضاء، مساء أول أمس الخميس، وقالت مصادر محلية أن انفجارا ضرب إدارة أمن مديرية ذي ناعم التي كانت قد سقطت قبل أيام قليلة بيد الحوثيين، دون ورود معلومات إضافية عن تفاصيل الهجوم وإن كان قد أسفر عن سقوط قتلى أو جرحى. وإزاء تصاعد حدة الانفلات الأمني وفشل الحوار السياسي، قال السفير البريطاني في الأممالمتحدة، مارك ليال غرانت، إن بلاده ستتعاون مع الردن من أجل إعداد مشروع قرار ”في الأيام المقبلة” بشأن اليمن. وكان مشاركون في الجلسة الحوارية، التي عقدت الأربعاء، مع مبعوث الأممالمتحدة، جمال بن عمر، قد أكدوا أن المحادثات لم تحقق أي اختراق مع تمسك الحوثيين ب”الإعلان الدستوري” الذي أصدروه يوم الجمعة الماضي، وبموجب هذا الإعلان، حل الحوثيون البرلمان وشكلوا لجنة أمنية لإدارة شؤون البلاد بانتظار تشكيل مجلس رئاسي، في خطوة اعتبرها معارضوهم استكمالا للانقلاب على الحكومة والسلطات الشرعية في اليمن.