طالب، أمس، سكان عدة قري ريفية وجبلية تابعة لبلدية أولاد أحبابة، بولاية سكيكدة، السلطات المحلية والولائية، بالعمل على تهيئة الطرق والمسالك الريفية والبلدية التي تعرضت لدمار شديد في الشتاء الفارط جراء التهاطل الغزير للأمطار، حيث تحولت هده المسالك الي طرق ترابية لا تصلح لأي شيء وتنهار بمجرد تساقط القطرات الاولي من السماء. كما أصبحت مليئة بالحفر والنتوءات والتجاعيد الطويلة والعريضة وحولتها إلى اتجاهات يصعب المرور عبرها بالسيارات ومركبات النقل الجماعي وحتي الشاحنات التي يرفض أصحابها السير عليها لشدة خطرها على وسائلهم. باتت عدة تجمعات ريفية واقعة في اقصي المرتفعات الجبلية في عزلة حقيقية تزداد تاثيراتها الشديدة علي السكان في فصل الشتاء، عندما يبدأ القصف الاول للامطار، ليتبع بعد ذلك بالتساقط الكثيف للثلوج التي لا تبرح هي الأخري مداشر كثيرة، استنادا لشهادات سكانها الذين يعانون صيفا وشتاء، ويتحولون رغما عنهم نحو العودة إلي استعمال الوسائل البدائية التي كان يستعملها الأجداد كالبغال والحمير وحتى الثيران لتأمين قوتهم اليومي أو التنقل عبر هده المسالك الوعرة. ومنذ فترة ليست قصيرة تحول سكان الجبال إلي انتهاج تكتيك جديد لمجابهة قساوة الطبيعة وفداحة الطرق والمسالك الغابية والريفية والنقص في المواد الغذائية ووسائل التدفئة من قارورات الغاز، إلي البنزين والمازوت والكهرباء، وأصبحوا يستغلون فترتي الربيع والصيف لتجميع ما يستطيعون جمعه من الحطب والخشب من الجبال في ساحات أنشؤوها خصيصا لهذا الغرض، واستعمالها كطاقة بديلة وتحضير المأكولات الشتوية التي تقاوم درجات الحرارة المرتفعة ولا تتعرض للفساد، كالكسكسي والشخشوخة والثريدة والعيش التقليدي واللحم المجمد بصفة تقليدية، أو ما يعرف بالخليع عند العامة. ويشير السكان إلى أن الابقاء علي الطرق والمسالك الغابية والريفية في بعض المناطق الكبري علي حالتها الراهنة مند عدة سنوات لا يخدم التنمية الريفية، ولا يشجع المزارعين علي تطوير منتوجاتهم الفلاحية والتوسع في تربية الماشية، وكذلك علي الاندماج في المحططات التي تطبقها الدولة في المجال الزراعي عن طريق وزارة الفلاحة وهياكلها بالولاية، لاسيما مخططات التجديد والتنمية الريفية، بل يدفع السكان إلي التفكير في الهجرة الي المدن والتجمعات السكنية الكبيرة التي توجد بالقرب منهم، وهو أمر غير محبذ ولا يتمنون في الظرف الراهن اللجوء إليه. ويشدد السكان علي وجوب إعطاء امتياز لبلدية اولاد احبابة في ما يتعلق ببرامج التنمية المحلية، خصوصا في ميدان الطرق التي تشكل في نظرهم وسيلة رئيسية لتسريع التنمية في الميادين الأخرى، وتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة أصلا وغير قابلة للانتظار مدة زمنية إضافية.