طالبت الحكومة السودانية، أول أمس، بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي في إقليم دارفور ”يوناميد”، الانسحاب من ولاية غرب دارفور، بعدما أصبحت ”تمتع بالأمن والاستقرار”. وأفادت وكالة الانباء السودانية أنّ وكيل الخارجية السودانية عبد الغني النعيم دعا اليوناميد إلى الشروع في الانسحاب من غرب دارفور والمناطق الأخرى التي تشهد أمناً واستقراراً. وجاء ذلك لدى لقائه أبيدون باشوا، المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي بالإنابة (يوناميد)، حيث تم بحث ملف استراتيجية خروج اليوناميد والمشاكل التي تعترضها وموقف السودان من البيانات والتصريحات السالبة المتعلقة بالاستراتيجية. وأكّد النعيم أنّ ممثل الأممالمتحدة رفض على اتفاق التوقيع على اتفاق بين كل من حكومة السودان والأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي بتوجيهات من نيويورك، رغم أن الآلية هي الجهة المنوط بها اتخاذ القرار وليس جهة واحدة. وأبلغ الوكيل المبعوث الخاص لليوناميد عدم رضا حكومته عن التصريحات والتقارير السالبة بشأن الوضع في دارفور واستراتيجية خروج بعثة يوناميد، وأن كل هذه التقارير لم تشر إلى التطورات الإيجابية في النواحي الإنسانية والأمنية في دارفور، مشيراً إلى التقدم الكبير الذي حدث في تطبيق وثيقة الدوحة وإلى الانتخابات التي جرت مؤخراً وإلى الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة لتحقيق الاستقرار والسلام الشامل والتنمية بدارفور. ويذكر أنّ نشر قوات حفظ سلام مشتركة بين الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة تم مطلع عام 2008 في إقليم دارفور، إثر نزاع نشب بين الجيش ومتمردين منذ عام 2003، أدى إلى مقتل 300 ألف شخص، وتشريد نحو 2.5 مليون آخرين، بحسب إحصائيات أممية. وتعتبر يوناميد ثاني أكبر بعثة حفظ سلام حول العالم (بعد البعثة الأممية في الكونغو الديمقراطية)، ويتجاوز عدد أفرادها 20 ألفًا من الجنود العسكريين وعناصر الشرطة والموظفين من مختلف الجنسيات بميزانية بلغت 1.4 مليار دولار للعام 2014.