وظفت الرباط ما يعرف ب”رموز السلفية الجهادية” للرد على مزاعم ”التهديد الجزائري والإيراني”، إذ أسس معتقلون وسلفيون سابقون هيئة تطلق على نفسها ”المصالحة ورد الاعتبار”، وبدل توجيه جهدها لمواجهة انتهاكات الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين أطلقت مخططا عدوانيا ضد الجزائر. شهدت مدينة فاس المغربية، اختيار عدد ممن يعرفون ب”رموز السلفية الجهادية” ومعتقلين سلفيين سابقين، الإعلان عن انخراطهم في هيئة أطلق عليها اسم ”هيئة المصالحة ورد الاعتبار”، و”الحركة السلفية للإصلاح السياسي”، يقودها الناشط عبد الكريم الشاذلي. والغريب في الموضوع أن الشاذلي تطرق في ندوة صحفية إلى عدة تهديدات يزعم أنها تواجه المغرب وقال إن ”المغرب مهدد بمخطط ثنائي إيراني جزائري”، وتابع بأن ”الخطر الإيراني يمثله الطابور الخامس من الشيعة في المغرب، أما الخطر الجزائري فتمثله جمهورية الصحراء الغربية”، مضيفا بلهجة تحد أن ”السلفيين في المغرب قادرون على التصدي لتلك الأخطار”. وتملقا للملك محمد السادس، أضحى شراء عربون الولاء وكسب تأييد من طرف أحزاب مغربية يتم بالتحامل على الجزائر، حيث يحاول هذا السلفي وآخرون خصوصا من المفرج عنهم بعد اعتقالهم بموجب قانون مكافحة الإرهاب، الانخراط في حزب سياسي، وهو ما دفعه لاختيار لغة التهديد الرسمي. ولم تكن دولة الكيان الإسرائيلي التي تنتهك حقوق الإنسان ضد الفلسطينيين ضمن أجندة قادة ”السلفية الجهادية” في المغرب، ما يثير الشبهات حول حقيقة موقفهم السلبي من القضايا العربية العالقة مثل فلسطين، ليصبح دورهم شبيها بأدوار الحكومة المغربية التي وظفت مستشارا يهوديا للملك، وهو أندرِي آزولاي. ولا يستبعد أن يكون الشاذلي، السلفي المغربي، قد تلقى توجيهات من طرف جهات رسمية في الرباط للتحرك ضد السلطات الجزائرية.