باشرت، أمس، الجمعيات العاملة في مجال البحر بولاية سكيكدة ،حملتها السنوية المعتادة لتنظيف الشواطئ القريبة من عاصمة الولاية، حيث أطلقت الجمعية الولائية المسماة ”إيكولوجيا” عملية تطوعية مست شاطئ ماركات الواقع بين سطورة وسكيكدة، وركزت خلالها على جمع النقابات والقاذورات البلاستيكية وبقايا الأواني البلاستيكية والفضلات التي يتركها المصطافون خلال فترة موسم الاصطياف في الشواطئ. قامت جمعية بريق واحد وعشرين بتنظيف شاطئ سطورة الذي يعد بوابة للشواطئ الواقعة في الجهة الغربية للمدينة مثل لاكاريار وميرامار والجنة، والتي يتم العبور إليها عبر جسور حديدية وخشبية، وتتوسط البحر والغابة. وتحتاج جل شواطئ الولاية خلال الفترة الفاصلة بين موسم سياحي وآخر إلى عمليات كبيرة للنظافة، جراء الفضلات وبقايا المواد المختلفة التي يتركها المصطافون كل عام داخل البحر وفي الشواطئ، إلى جانب ما تجرفه الأمطار إلى الشواطئ من الحجارة وجذوع الأخشاب والأشجار المحطمة والأتربة والرمال. ولا تقوم البلديات السياحية إلا نادرا بعمليات حقيقية للنظافة وتجميل المحيط، ومنها تهيئة الشواطئ وفق القواعد المعمول بها، ويلاحظ كل سنة وجود إهمال واضح للشواطئ الكبرى التي تلقي إقبالا واسعا من السواح والمصطافين الذين يقبلون على الولاية كل عام من مختلف أرجاء الوطن ومن الخارج، كون سكيكدة تعد بعد ولاية الجزائر ثاني أكبر ولاية سياحية بالوطن، حيث تستقبل كل عام بين عشرة إلى 13 مليون مصطاف وسائح. وتحصي الولاية 58 شاطئا أغلبها يتمتع بصفة الشواطئ ذات القيمة العالية، منها خمسة وعشرين يسمح بالسباحة فيها، بينما لاتزال 28 منها مغلقة منذ مدة طويلة أمام حركة الاصطياف، لغياب المرافق والخدمات الضرورية وافتقارها لشبكات الطرق التي توصل إليها، وكذلك لانعدام هياكل الاستقبال وغياب وسائل المواصلات الجماعية، ووجودها داخل مناطق غابية ومعزولة، ولكنها في غاية الروعة والجمال، حيث صنفت العديد منها ضمن الشواطئ العالمية، كتلك الواقعة في واد بيبي وواد طانجي وسطوره والزويت وبني زويت والمرسى. وتتلقى 5 شواطئ في الوقت الحاضر مياها ملوثة تأتي من الأودية والمجاري المائية التي تصب مباشرة في البحر، رغم أنها تقع في المدن الكبرى ويقصدها المصطافون بأعداد كبيرة، ومنها شاطئ عين دولة بالقل وشاطئ الصفصاف شرق سكيكدة وشاطئ جزيرة الماعز وشاطئ واد ريغة بفلفلة وشاطئ العربي بن مهيدي. وعلى الرغم من النداءات المتواصلة والمراجعات التي تتم مع البلديات السياحية أو مع الولاية والوزارة المعنية، إلا أن أي إجراء جدي لم يتم لحد الآن وماتزال الشواطئ على حالتها ومايزال عشرات المصطافين يقصدونها للسباحة في الصيف ولاصطياد الأسماك في مختلف فصول السنة الأخرى. وكان المجلس الشعبي للولاية قد حمل خلال الدورة التي عقدها نهاية الأسبوع الماضي، البلديات السياحية ومديريتي السياحة والبيئة المسؤولية الكاملة في استمرا تدهور النظافة في الشواطئ والوضع الكارثي الذي تعرفه منذ سنوات طويلة، لاسيما بقاء مياه الصرف الصحي تصب فيها وعدم اتخاذ هذه الهيئات المعنية أي إجراء عملي يزيل هذا الواقع المر، والذي يؤثر على صحة المصطافين ويعرضهم لمخاطر صحية أليمة.