سادت حالة من الترقب لإضراب عام في السودان، أمس، في ظل الاحتجاجات التي أشعلها الغضب إزاء ارتفاع أسعار سلع أساسية كالخبز والوقود، وذلك رغم تعهد الرئيس عمر البشير بإصلاحات حقيقية لتحسيين حياة المواطنين. وشهدت عدة مدن سودانية إضرابا استجابة لدعوة تجمع المهنيين السودانين في إطار موجة احتجاجات واسعة بدأت الأربعاء الماضي تنديدا بقرار الحكومة رفع أسعار الخبز في البلاد. فقد تجددت الاحتجاجات أمس بولاية الجزيرة التي تترقب زيارة للرئيس عمر البشير. وفي بيان أصدره، أمس، قال تجمع المهنيين أنه قرر تسيير المظاهرة إلى القصر الجمهوري. وذكرت تقارير إعلامية محلية ان ثماني نقابات مهنية غير رسمية تعتزم تنظيم احتجاج اليوم في وسط الخرطوم على بعد أقل من كيلومتر واحد من القصر الرئاسي. وفي أول تعليقات علنية له منذ بدء الاحتجاجات التي تعد الأكبر منذ نحو ثلاثة عقود، حذر الرئيس عمر البشير من الاستجابة لما قال إنها محاولات زرع الإحباط. وأضرب الأطباء أمس في اليوم السادس للاحتجاجات التي أشعلها الغضب إزاء ارتفاع أسعار سلع أساسية كالخبز والوقود. وفي العاصمة الخرطوم، استخدمت الشرطة السودانية قنابل الغاز لمنع مشجعين لكرة القدم من تنظيم احتجاج عقب خروجهم من مباراة مساء أول أمس كما جرى تعزيز إجراءات الأمن في الخرطوم استعدادا للاحتجاج، وقلت حركة السيارات والمارة بشكل ملحوظ وفق تقارير محلية. وكانت السلطات قد طبقت عددا من إجراءات الطوارئ وحظرت التجول في عدد من الولايات بسبب المظاهرات. وتتهم الحكومة متسللين في المظاهرات بالتحريض على أعمال العنف والتخريب. وتشهد عدد من محافظات السودان احتجاجات كبيرة بسبب غلاء الأسعار، خلفت بحسب أرقام رسمية ثمانية قتلى على الأقل، فيما تشير المعارضة إلى مقتل 22 شخصا. البشير يعد بإجراءات حقيقية وتعهد الرئيس السوداني، أمس، بإجراء إصلاحات اقتصادية حقيقية توفر للمواطنين حياة كريمة، وذلك بعد ستة أيام من اندلاع تظاهرات شعبية مناهضة للحكومة في البلاد. ونقلت وكالة السودان للأنباء (سونا) عن الرئيس البشير تأكيده خلال لقاء مع مسؤولي جهاز الأمن والمخابرات الوطني امس على استمرار الدولة في إجراء إصلاحات اقتصادية توفر للمواطنين حياة كريمة. ووعد البشير في أول تصريحات له منذ اندلاع التظاهرات المنددة بالأوضاع الاقتصادية في البلاد، بإجراءات حقيقية تعيد ثقة المواطنين في القطاع المصرفي. ودعا السودانيين إلى عدم الالتفات لمروجي الشائعات والحذر من الاستجابة لمحاولات زرع الإحباط. وثمن الرئيس السوداني جهود جهاز الأمن والمخابرات في الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين، مشيدا بالجهود التنسيقية بين القوات النظامية. من جانبه، أكد المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الفريق أول، صلاح عبد الله محمد، التفاف قوات الجهاز حول قائدها الأعلى واضطلاعه بمهامه الدستورية في الحفاظ على أمن الوطن وسلامة المواطنين وحماية المكتسبات الوطنية مع الالتزام بالمعايير المهنية. وشدد على احترام الجهاز لحق التعبير السلمي، لكنه حذر من المساس بالممتلكات العامة وترويع المواطنين والتعدي على ممتلكاتهم باعتباره خطا أحمر. وتشهد عدة مدن سودانية، بينها العاصمة الخرطوم، منذ ستة أيام تظاهرات شعبية، احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع أسعار السلع الضرورية. وقتل 8 متظاهرين خلال الاحتجاجات في مدينتي القضارف وعطبرة بشرق وشمال البلاد على التوالي، وفقا لمسؤولين حكوميين. وفي تعليقها عن أحداث السودان هذه، أكدت جامعة الدول العربية أن الأوضاع التي يشهدها السودان شأن داخلي. وقال حسام زكي، الأمين العام المساعد للجامعة، في لقاء صحفي، بمقر الأمانة العامة بالقاهرة، إن ما يحدث في السودان شأن داخلي. وتواجه السودان صعوبات اقتصادية متزايدة مع بلوغ نسبة التضخم حوالي سبعين في المئة وتراجع سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار الأمريكي وسائر العملات الأجنبية.
