حذر الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي، من أن تصرفات المغرب المزعزعة للاستقرار، والتي تهدد بشكل خطير بتقويض عملية الأممالمتحدة للسلام وتعريض السلام والاستقرار في المنطقة بأكملها للخطر، مؤكدا أن هذه التصرفات لن تؤدي إلا إلى تفاقم التوتر على الأرض. في رسالة بعث بها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريس، لافتا انتباهه فيها إلى تصرفات المغرب المزعزعة للاستقرار، قال الرئيس الصحراوي انها لن تؤدي الا الى تفاقم التوتر على الأرض، مشيرا الى أنه أصبح من الضروري أن لا تتم إضاعة المزيد من الوقت لإعادة بعث الزخم في عملية السياسية، لأن أي تأخير إضافي لن يؤدي إلا إلى تراجع الثقة في المسار السياسي. واكد غالي في رسالته، أن جبهة البوليساريو لن تسمح كما يجب على الأممالمتحدة أيضا أن لا تسمح بأن تكون عملية الأممالمتحدة للسلام في الصحراء الغربية رهينة للشروط المسبقة ولإملاءات المغرب الذي يتمثل هدفه الوحيد في تحريف مسار عملية تصفية الاستعمار في الإقليم، وترسيخ احتلاله المفروض عسكرياً على أجزاء من ترابنا الوطني. وجاء في الرسالة: لقد مرت أربعة أشهر منذ استقالة المبعوث الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، هورست كولر، ومنذ ذلك الحين لم يتم فعل الكثير للنهوض بعملية السلام التي تشرف عليها الأممالمتحدة في الصحراء الغربية. وقد أدى التأخير في تعيين مبعوث شخصي جديد إلى شل العملية السياسية، ونتيجة لذلك فإننا الآن أمام خطر العودة إلى مربع إبقاء الأمور على حالها في الصحراء الغربية . وأضاف غالي: فقد توقف التقدم على المسار السياسي على الرغم من التنازلات الكبيرة والتضحيات التي قدمتها جبهة البوليساريو صراحةً لمساعدة المبعوث الشخصي للأمم المتحدة على النجاح في مهمته ولتهيئة المناخ الملائم للشروع في مفاوضات بناءة. وعلى الرغم من محاولات بعض الأطراف للانحراف عن المعايير التي وضعتها الأممالمتحدة بخصوص قضية الصحراء الغربية، وبالرغم من تعنت المغرب واستفزازه، فقد مارسنا قدراً كبيراً من ضبط النفس وانخرطنا بشكل إيجابي في العملية السياسية . واوضح انه على النقيض من ذلك، فقد كثف المغرب، القوة المحتلة للصحراء الغربية، أعماله المزعزعة للاستقرار في الإقليم، والتي تهدد بشكل خطير بتقويض عملية الأممالمتحدة للسلام وتعريض السلام والاستقرار في المنطقة بأكملها للخطر. قيود غير مقبولة يفرضها المغرب وتابع في رسالته: وعلاوة على ذلك، فإن القيود غير المقبولة التي يفرضها المغرب على بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية وإخفاق هذه الأخيرة في تنفيذ مهمتها بما يتماشى مع معايير الأممالمتحدة الأساسية لحفظ السلام، قد أدى إلى تقويض سير عمل البعثة بشكل كبير وكذلك مصداقيتها في نظر شعبنا . وبعد ان اعرب عن أمله في الا يكون التأخير في تعيين مبعوث شخصي جديد للأمم المتحدة بسبب الشروط المسبقة التي يفرضها المغرب، قال غالي ان التصريحات الصادرة مؤخراً عن المسؤولين المغاربة لا تدع مجالاً للشك بشأن نية المغرب المتمثلة في استمراره في سياسة العرقلة والمماطلة الرامية إلى ترسيخ احتلاله الهمجي وغير الشرعي لأجزاء من ترابنا. واعتبر إن تصاعد التوتر في الإقليم بسبب تصرفات المغرب التصعيدية والمزعزعة للاستقرار يتطلب رداً قوياً من الأممالمتحدة، مؤكدا انه من أجل المضي قدماً بعملية السلام، فإنه من الضروري تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام يكون مؤهلاً، ويتحلى بنفس قناعات سلفه القوية ومكانته وتصميمه. كما يجب أن يواصل مجلس الأمن ممارسة الضغط المحدد زمنياً، لأجل تمكين المبعوث الشخصي القادم من الأدوات الضرورية لضمان الانخراط البناء في العملية السياسية. وجدد الرئيس الصحراوي، دعمه لجميع الجهود المبذولة من أجل استئناف المفاوضات المباشرة التي تقودها الأممالمتحدة بين طرفي النزاع، بهدف التوصل إلى حل سلمي ودائم يحترم احتراماً كاملاً حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال. وبخصوص المنطقة العازلة في الكركارات ، قال الرئيس الصحراوي: اننا نشعر بالقلق بشكل خاص إزاء الثغرة المغربية غير القانونية في المنطقة العازلة في الكركارات ، والتي تعد انتهاكاً واضحاً لوقف إطلاق النار والاتفاقية العسكرية رقم 1 . ولفت في ذات السياق، إلى إن الأممالمتحدة مطالبة بمعالجة هذه القضية بجدية وفعالية، باعتبارها بؤرة توتر دائم يمكن أن تشعل فتيل الحرب في أي لحظة. إن التوغلات المتكررة للعملاء المغاربة في المنطقة العازلة تمثل أيضاً انتهاكاً واضحاً وخطيراً لبنود الاتفاقية العسكرية رقم 1. وأضاف: كما أن هذه الأعمال تتعارض مع روح خطة السلام وتنتهك قرار مجلس الأمن رقم 2468 (2019) الذي أكد من جديد على الحاجة إلى الاحترام الكامل للاتفاقات العسكرية التي تم التوصل إليها مع بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، حيث دعا الطرفين إلى الامتناع عن أي أعمال من شأنها أن تقوض المفاوضات التي تيسرها الأممالمتحدة أو تزيد من زعزعة استقرار الوضع في الصحراء الغربية. وما لم يتوقف المغرب عن نشر عملائه من المنطقة العازلة، فإن الوضع في المنطقة سيسير نحو التصعيد. واكد غالي على انه لا يجب التقليل من شأن عواقب ترسيخ الوضع القائم في الصحراء الغربية، فالتوتر يتصاعد في الأراضي الصحراوية المحتلة، في وقت تزداد فيه عمليات القمع المغربية. متمسكون بوقف إطلاق النار وابرز في هذا الاطار، ان جبهة البوليساريو مارست حتى الآن قدراً كبيراً من ضبط النفس، وما زلنا نتمسك بوقف إطلاق النار وعملية السلام التي تقودها الأممالمتحدة. ومع ذلك، فإنه سيكون من الخطأ اعتبار مشاركتنا البناءة والمستمرة كأمر مفروغ منه، خاصة في غياب أي تقدم ملموس على المسار السياسي. كما أنه سيكون من الخطأ بالنسبة للمغرب أن يحاول اختبار صبر شعبنا الذي هو أكثر تصميماً من أي وقت مضى على الدفاع عن حقوقه وتطلعاته الوطنية المشروعة. وفي الاخير، قال غالي: شعبنا ظل يعاني لأكثر من 40 سنة من العواقب الوخيمة للاحتلال المغربي غير الشرعي لأرضنا. فقد تم التنكر لحق شعبنا الأساسي في تقرير المصير، بينما يتم وبنحو ممنهج انتهاك حقوق الإنسان الأساسية لمواطنينا من النساء والرجال والأطفال في المناطق الصحراوية المحتلة، بالإضافة إلى نهب مواردنا الطبيعية. وبينما نظل متقيدين تقيداً تاماً بالتزاماتنا بموجب وقف إطلاق النار والاتفاقيات العسكرية ذات الصلة، فإننا نحتفظ بحقنا المشروع في الرد على جميع الأعمال العدوانية التي تقوم بها دولة الاحتلال المغربية . ومن المقرر ان يبحث مجلس الأمن خلال الأيام المقبلة موضوع تجديد ولاية بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية مينورسو .