توافد العديد من الجزائريين في هذه الأيام مع اشتداد موجة الحر إلى البحر وذلك دون معرفة الأخطار الناتجة عن هذه التصرفات التي أجبرتها درجة الحرارة المرتفعة خاصة تلك التي ميزت الأيام السابقة للتوجه إلى الشواطئ القريبة حيث اكتظت العديد من السواحل لينعم هؤلاء بلطافة الجوو الاستمتاع بلحظات وزرقة البحر ومداعبة أمواجه المتلاطمة وأمام تجاهل الجزائريين لأخطار هذا الوضع القائم قررت «السياسي» التقرب من العديد من المواطنين للإستقصاء أكثر حول هذا الموضوع المطروح بقوة خلال هذه الفترة بالتحديد.
الشواطئ قبلة الشباب وحتى العائلات في أيام تقلبات الجو
وخلال الجولة التي قادتنا إلى شوارع العاصمة وبالتحديد في شارع اودان أين التقينا بالشاب رضا الذي قال«موجة الحر هذه أرغمتنا على التوجه إلى البحر مع العلم أن الوقت غير مناسب لذلك لكن شدة الحرارة أملت علينا ذلك» أما منير فقال«أنا لن أفوت فرصة الذهاب إلى البحر أبدا كلما أطلت الشمس المحرقة». وفي هذا الصدد تقول فتيحة من باب الوادي أنها لم تتحمل حرارة الجو المرتفعة داخل المنزل ولم تستطع حتى إعداد وجبة الفطور خاصة وأنها تعاني من ارتفاع ضغط الدم فقررت الخروج رفقة أطفالها إلى الشاطئ للترويح عن النفس مردفة أن الفكرة لاقت إعجاب الأطفال حتى أنهم قاموا بتحضير أنفسهم بسرع، وقد استقطب مختلف الشواطئ الكثير من الشباب رغم الخطورة التي يشكلها على مرتاديه ممن فضلوا المجازفة فيه على الاستسلام لحرارة الجو العالية التي أخلطت أوراقهم وأخرجت الكثير من الشباب والمراهقين من أحيائهم التي لطالما احتضنت جلسات سمرهم ولم يشذ الأطفال عن القاعدة وتوجهوا بدورهم إلى الشاطئ هاربين من ضائقة المنزل وتغيير الجو.
البحر ضرورة حتمية لدى الكثيرين
تقول العائلات التي تحدثت إليها «السياسي» أن الذهاب للبحر ضرورة ملحة في فصل الصيف وحتى في أيام الشتاء، كون هذا لأزرق الكبير كما يحلو للبعض تسميته هو المتنفس الوحيد الذي يخفف من حرارة الطقس و ضغط النهار، ولا يمكن لأي مكان آخر أن يحل وظيفته فبالرغم من كثرة الناس المتوافدين إليه ما يجعل الحركة مزدحمة ولا يمكن التمتع به في هدوء، لكنه يبقى سمة الصيف ولا تحلو العطلة الصيفية إلا بالتوجه إلى البحر، ولكن هذا لا يعني أن البحر مخصص للصيف فقط، فهناك عائلات تفضل أن تغتنم الأيام المشمسة التي تطل في أيام الشتاء للتمتع بالبحر بعيدا عن اكتظاظه في أيام الصيف، وهناك أيضا من يفضل البحر في هذا الفصل للقيام بالرياضة والقراءة ، وكذا النظر إليه والسماح للخيال بأن يلعب في فضاء رحب تكون فيه الحرية هي سيدة الموقف فرغم علم العديد من الجزائريين بمدى خطورة السباحة قبل حلول فصل الصيف الا أنهم يعمدون على ذلك رضوخا لحرارة الجو وهنا يقول علي رب عائلة «رغم علمنا بمخاطر السباحة في مثل هذه الأيام الا أن معظمنا يستهويها وأنا من بين هؤلاء والله أصبحنا لا نحتمل حرارة الجو» ويضيف ذات المتحدث قائلا: «إذا كانت حرارة هذه الأيام هكذا ربي يعمل التاويل في الصيف فانا أرى أن البحر ضرورة حتمية في ظل هذه الأوضاع»
مختصون" السباحة قبل حلول الوقت لها أضرار تظهر لاحقا"
وأمام هذا الإقبال الملح لدى العديد من الجزائريين على البحر يقابله تجاهل الكثير من الأمور والمتعلقة بصحتهم وفي هذا الصدد يقول الطبيب العام «سرير» إن اتجاه العديد من الأفراد للبحر في وقت مبكر قبل حلول فصل الصيف له أضرار خطيرة على صحة الإنسان وأثار ذلك لا يظهر لدى العديد منهم إلا مع الكبر ومن الأمراض الأكثر انتشار هي الأمراض الصدرية وهناك العديد من الأشخاص يتعرض لذبحة صدرية وأمراض الربو وذلك جراء هذه الأمور التي لا يحسب لها من طرف العديد لذا يجب اخذ الحيطة لمثل هذه الأمور التي يعتبرها العديد من الناس من البديهيات كما أن ثأتير الشمس في هذه الأيام جد خطير يضيف الطبيب العام وأفاد أن التعرض لأشعة الشمس لفتراتٍ طويلة في مثل هذه الأيام يرتبط بتطور عدة أمراض مثل سرطان الجلد وشيخوخة الجلد وحالات التثبيط المناعي وأمراض العيون مثل الساد الماء الأبيض، ويرتبط التعرض لأشعة الشمس كذلك بتوقيت تكوين الميلاتونين في الجسم وبتقليل نسبة المخاطر المصاحبة لاضطراب العاطفة الموسمي. ومن هنا أوضحت العديد من منظمات الصحة أنه يجب أن يكون هناك توازن بين مخاطر التعرض لكثير من أشعة الشمس ومخاطر عدم التعرض لها إلا نادرًا، بينما يتفق الجميع على ضرورة تجنب الحرق الشمسي دائمًا خاصة في فصل الربيع أي يكون تأثير الشمس اقوي من فصل الصيف وخاصة لدى مرضى الحساسية الناتجة على مستوى العينين والتي لها أثار جد خطيرة لذا يجب على العائلات تجنب البحر في مثل هذه الأوقات خاصة مع التقلبات الجوية التي تميز هذه الأيام.