تمر اليوم الذكرى التاسعة والخمسون لاضراب الطلبة خلال الثورة والذي اعتمد من خلالها يوم 19 ماي يوما وطنيا للطالب يتم فيه كل عام احياء الذكرى، تمجيدا وتخليدا لدور الطالب في تحرير االبلاد والانتقال من مقاعد الدراسة في الثانويات والجامعات الى الجبال والشعاب لحاقا بمن سبقه من المجاهدين فان ما وصل اليه الطالب الجزائري ليس وليد الصدفة وانما نتاج لعديد من التضحيات على مر التاريخ قادها الاتحاد الوطني للطلبة المسلمين الجزائريين بعد سنة من اعلان بداية الثورة التحريرية . تأسيس اتحاد الطلبة للتصدي للسياسية الفرنسية كان ميلاد الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين في الرابع من شهر جويلية 1955، أي بعد مرور تسعة أشهر على اندلاع الثورة التحريرية ، حيث باشر الإتحاد نشاطه السياسي والنضالي في شهر مارس 1956، بعقد مؤتمره الثاني في مدينة باريس . وفي هذا المؤتمر اتخذ المؤتمرون جملة من القرارات كان أهمها ؛ الموقف الجلي من الثورة التحريرية ونضال الجزائريين . إذ طالبوا باستقلال الجزائر الغير مشروط ، وطلبوا من الحكومة الفرنسية أن تفتح باب المفاوضات مع جبهة التحرير الوطني. وردا على الإجراءات التي باشرتها وزارة الداخلية الفرنسية على قيادات الإتحاد وجموع الطلبة الجزائريين المتواجدين على التراب الفرنسي . قرر الطلبة الجزائريون رفع التحدي في وجه الآلة الاستعمارية ، فكان قرار الإضراب العام عن الدراسة. الإضراب أدهش العالم وبين تضامن الطالب مع الشعب حيث بعد الأوضاع المزرية التي كان يعيشها الطالب الجزائري وعمليات الاعتقال الهمجي والقمع التعسفي في حقهم قرر الاتحاد اعلان الاضراب يوم 19 ماي من سنة 1956 والذي نتج عنه انقطاع تام في الدراسة والالتحاق جماعيا بصفوف جبهة التحرير الوطني لخوض الكفاح المسلح كما كان الطلبة الذين أرسلتهم قيادات الثورة متواجدون في العديد من العواصم العربية والعالمية إما التحاقا بالجامعات أو بالمدارس والكليات العسكرية للتدريب والتكوين في مختلف الأسلحة من الطيران الى الدبابة وتخرجت دفعات ساهمت بشكل وبآخر في دفع العمليات العسكرية ضد الإحتلال في حين كان هؤلاء خريجي الكليات العسكرية والجامعات المدنية نواة للجيش الجزائري بعد الاستقلال حيث أن الطالب الجزائري كان عنصرا فعالا في الحياة السياسية والوطنية ولازال يخوض نفس التحدي اليوم في بناء الوطن والمساهمة في استقراره الطالب الجزائري ..جاهد فكريا في الثورة التحريرية يعد إضراب الطلبة والتحاقهم بجيش التحرير الوطني وبمنظمته السياسية جبهة التحرير الوطني بمثابة الخطوة الأولى التي تلتها خطوات عديدة تدعيما للنضال الثوري، إذ بعد أيام قلائل من إضرابهم عن الدروس والامتحانات التحق أكثر من 157 طالبا بصفوف جيش التحرير الوطني في الولاية الرابعة و غيرها من الولايات وهكذا تدعمت الثورة بالعديد من الطاقات الفكرية والعلمية من الطلاب للعمل معها في صفوف جيش التحرير الوطني كمجندين و صانعي قنابل وأطباء و ممرضين. إضافة إلى ميادين أخرى كالدعاية والإعلام لتنوير الرأي العام العالمي و الفرنسي بصفة خاصة، و نقل أخبار الثورة الجزائرية وتطوراتها بواسطة المناشير و المقالات الصحفية المختلفة قصد إسماع صوت الثورة الجزائرية على الصعيد الدولي و التحسيس بالقضية الجزائرية الهادفة إلى تحقيق الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية. حيث أن الإطارات الأولى لسلك الدبلوماسية الجزائرية في عهد الاستقلال كانت من مشتلة الطلبة الذين لبوا نداء الثورة والتحقوا بصفوفها ، فالتحاق الطلبة بالثورة ساعد على إعطاء بعد سياسي و إعلامي للقضية الجزائرية التي كانت تحتاج إلى رجال من ذوي الكفاءات العلمية والإدارية والتنظيمية لقيادتها. الطالب الجامعي يواصل مسيرة البناء وأكد توفيق هيشور عضو في الاتحاد العام الطلابي الحر في اتصال ل السياسي أن الطالب الجزائري لازال يواصل مسيره نحو الاكتشاف والتطور على جميع الأصعدة بما فيها المجالات العلمية ومواكبة التطورات ويظهر ذلك في النتائج المتحصل عليها على المستوى الوطني وكذا الدولي شرف الجزائر من خلال عديد من الاختراعات التي رفعت اسم الجزائر في الخارج حتى أصبح الطالب الجزائري مطلوبا في عديد من الشركات الأوروبية نظير جهوده وأعمالها رغم أن الجامعة الجزائرية لم تصل بعد الى ما يريده الطالب من مطالب بيداغوجية . لامجال للتضليل الطالب لأنه واع بكل ما يحاك ضد بلده من جهته أكد حمزاوي عبد الكريم رئيس التنسيقية الوطنية المستقلة في اتصال ل السياسي أن الطالب الجامعي واع بكل المؤامرات الدولية التي تحاك ضد العالم العربي والاسلامي وهو يدرك تمام الادراك أن هناك مؤامرة لزعزعة استقرار الوطن كما أنه لا يضحي بأمن بلاده من أجل مشاكل بيداغوجية فالطالب اليوم تراجع عن ممارسة المعارضة السياسة وذلك خدمة لاستقرار وأمن الوطن وبالتالي فهو صابر رغم الظروف التي يعيشها و التي رغم تحسنها الا أنها لا ترقى الى مستوى الطالب والجامعة و يضيف ذات المتحدث أن المشاكل البيداغوجية التي تعاني منها الجامعة الجزائرية ويتحملها الطالب تظل مطلبا لا يتنازل عنه و سيضل يدافع و يطالب بإصلاح الجامعة وتهيئة الظروف الازمة للتلقي العلوم بعيدا عما يخدم المصلحة الخاصة للأفراد .