مظاهر البداوة تنخر حياة سكان القلب الكبير بالمدية!

توزيع 250 مسكن خلال الأشهر القادمة

عدم إستكمال البنايات شوّه مدينة بالقلب الكبير
منحرفون يستغلون المحلات المهجورة والسكان ينتظرون تحرك البلدية
لا يزال سكان بلدية القلب الكبير بالمدية يحلمون بتوديع مظاهر البداوة التي يعيشون بها منذ سنوات طويلة وإلى غاية الساعة، حيث تغيب شبكة غاز المدينة عن كل ربوع البلدية، ناهيك عن العديد من النقائص التي يطالب السكان بالتخلص منها لأجل تحسين إطارهم المعيشي للأفضل، خاصة وأن المنطقة تتواجد في موقع إستراتيجي هام على الطريق الوطني رقم 18 شرق عاصمة الولاية، وهو ما وقفت عليه السياسي خلال زيارة ميدانية قادتها لبلدية القلب الكبير.
سكنات اجتماعية في الانتطار ينتظر سكان بلدية القلب الكبير وبشغف شديد توزيع السكنات الاجتماعية التي تجسد بالمنطقة، وهي التي من شأنها أن تزيل الضغط على المئات من المواطنين القاطنين بضيق شديد، والذين يأملون بتوديع المعاناة التي يتخبطون بها منذ سنوات طويلة من خلال الاستفادة من مسكن لائق في القريب العاجل.
خدمات المؤسسة الإستشفائية لا ترقى لتطلعات المواطنين غياب مشفى بالبلدية وتدهور خدمات العيادة الجوارية تثير مخاوف كبيرة لدى المواطنين، وهذا حسبما أشار إليه الكثير من السكان حيث أكد أمين أن غياب مستشفى بالبلدية يزيد من تأزم العشرات من الحالات المرضية والاستعجالية، ما يستدعي تجسيد هذا المشروع الحلم في القريب العاجل لإنهاء معاناة المواطنين.
غاز المدينة... المشروع الحلم بالقلب الكبير وسط فرحة كبيرة بين سكان البلدية بمشروع الربط بالغاز الطبيعي الذي انطلقت أشغاله عبر جلّ مناطق البلدية، غير أن عدم استكماله بشكل كلي وعدم دخوله الخدمة لا يزال يقلق المواطنين، وفق ما أوردنا به عمر بقوله (رغم انتهاء معظم الأشغال، إلا أن شبكة غاز المدية لم يتم إطلاقها بعدما وصل عل مشارف البلدية ليتوقف من جديد ، مشيرا إلى أن المدة القانونية للمشروع قد انتهت ليبقى حلم استغلال هذه المادة الحيوية بمثابة الحلم الذي ينتظرون تحقيقه.
منحرفون يستغلون المحلات المهجورة والسكان ينتظرون تحرّك البلدية ونحن نتجوّل بين أرجاء البلدية شدّ إنتباهنا منظر ال50 محلا المهجورة والوضعية الكارثية التي آلت إليها، وحسب بعض المتحدثين فإن ذات المحلات قد تم توزيعها من طرف البلدية على عدد من التجار، غير أن هؤلاء لم يلتحقوا بمحلاتهم ما جعلهما تعرف إهمالا واسعا. وقد أشار أحد التجار إلى أنّ عدد الزبائن في تناقص مستمر اليوم عن الآخر، متسائلا عن عدم تحرك السلطات المحلية لغاية الساعة لأجل إعادة النظر في هذه المحلات واتّخاذ الإجراءات اللازمة اتجاه المستفيدين منها، دون استغلالها لفائدتهم ولفائدة المواطنين، خاصة وأن هذه الأخيرة باتت قبلة للمنحرفين ما يثير تخوفات السكان.
عدم استكمال واجهات البنايات يشوّه وجه المدينة ونحن نواصل جولتها الميدانية، شدّنا العدد الكبير من البنايات التي لم تستكمل واجهاتها بعدْ، الوضع الذي شوّه وجه مدينة القلب الكبير. وقد تساءل مواطنون ممن تهمّهم الصيغة الجمالية المفقودة بالبلدية نتيجة عدم تهيئة السكان لمنازلهم عن دور المصالح المحلية التي لم تتحرك لغاية الساعة -حسبهم- مشيرين إلى أنه يجب اتّخاذ إجراءات صارمة لتحسين وجه البلدية.
قطرات المياه تكشف عيوب البريكولاج يعتبر تهاطل الأمطار على المنطقة نعمة على الفلاحين بحكم الطابع الفلاحي للقلب الكبير والذي هو بحاجة للمياه، غير أنه ومن جهة أخرى يبدي العشرات من السكان استيائهم وتخوفهم الشديدين جراء انسداد قنوات الصرف الصحي ببعض الأحياء، الأمر الذي يزيد من ارتفاع منسوب المياه على مستوى الطرقات، وهو ما ذكره سمير الذي التقته السياسي بأحد أحياء المدينة قائلا: إن بعض أحياء البلدية تغرق في مياه الأمطار والأوحال، الأمر الذي يشل الحركة سواء للمركبات أو الراجلين الذي يجدون صعوبات جمة أثناء تنقلهم، ما يستدعي تدخل البلدية لأجل تهيئة قنوات الصرف الصحي والمجاري التي من شأنها تصريف مياه الأمطار .
القلب الكبير دون موقف للحافلات تعرف يوميات سكان وسائقي الحافلات وسيارات الأجرة بالقلب الكبير بولاية المدية، فوضى عارمة نتيجة عدم وجود موقف خاص بالحافلات وسيارات الأجرة رغم أن البلدية تعرف توسعا عمرانيا وسكانيا ملحوظا مقارنة بالسنوات الفارطة، خاصة بتواجدها على الطريق الوطني رقم 18، حيث أكد المواطن سمير في حديثه من غير المعقول بدائرة من دوائر المدية لا يوجد بها موقف مخصص للحافلات ، ليضيف يوسف وهو أحد أبناء المنطقة وبتذمر شديد عن هذا الوضع قائلا: إن هذا المشكل متواصل منذ القديم ففي كل مرة يبرز الموضوع ليصبح حديث الساعة لسكان البلدية جراء الأحداث الغريبة والمتواصلة مثل تغير مكان الموقف مرتين أو أكثر بسبب ملكية الأرض للخواص ، معربا عن أسفه من هذا الوضع ومتسائلا عن دور السلطات المحلية والوصية في إنهاء المهزلة وتهيئة موقف بكل متطلباته على غرار كل دوائر الولاية.
المرافق الرياضية الغائب الأكبر بالقلب الكبير اشتكى بعض المواطنين ممن إلتقتهم السياسي خلال الزيارة التفقدية للبلدية، إنعدام المرافق الرياضية الترفيهية والمساحات الخضراء التي تعدّ الملجأ الوحيد للفئة الشابة خاصة أوقات الفراغ، وهو ما أعرب عنه رابح ، مضيفا بقوله أنه يوجد ملعب بلدي صغير إلا أنه غير مهيّأ ولا يليق لممارسة مختلف النشاطات الرياضية، ناهيك عن نقص الملاعب الجوارية بالأحياء، الوضع الذي يثير الاستياء والتذمر في أوساط الشباب، ليضيف نفس المتحدث أن ذات النقص بات يشكل ضغطا رهيبا على الملعب البلدي، فيما تحدّث ياسين عن دار الشباب بالبلدية بقوله (أنها ضيقة وعديمة النشاطات الرياضية والترفيهية، ولا تفي بالغرض المنشود لمختلف فئات سكان البلدية).
ننتظر من الولاية تجسيد مشروع محطة نقل المسافرين
غاز المدينة سيدخل الخدمة أفريل المقبل
أكد محمد مهدادي، رئيس بلدية القلب الكبير بالمدية خلال لقاء جمعه ب السياسي أن امتلاك الخواص للعقار يعدّ عائقا بوجه تجسيد المشاريع التنموية خالصة السكنية منها، حيث أشار إلى أن البلدية ستعرف توزيعا ل250 مسكن خلال الأشهر المقبلة.
- ما هي المشاريع التنموية المسطرة ببلدية القلب الكبير؟
+ أهم المشاريع التنموية التي سطرتها بلدية القلب الكبير، معظمها تنموية محلية تعود بالفائدة على السكان منها عمليات فتح المسالك والتزويد بالماء الشروب لكل ربوع البلدية وبالخصوص على مستوى المناطق النائية منها، إضافة إلى الربط بقنوات الصرف الصحي بمركز المدينة والمناطق النائية على حد سواء، كما استفادت البلدية من 557 حصة للبناء الريفي ما ساهم في تغيير وجه الريف لتبدأ البنايات الهشة في الزوال، مع العمل على تزويد كل البنايات الجديدة بالكهرباء والمياه الصالحة للشرب.
- وماذا عن المشاريع السكنية؟
+ هناك 210 وحدة سكنية على وشك الانتهاء نسبة أشغالها فاقت ال70 بالمائة وسيتم توزيعها في القريب العاجل، و40 وحدة أخرى ستنطلق أشغالها خلال الأيام القادمة فقط حيث تمّ اختيار المقاول. وفيما يتعلق بعدد الملفات الخاصة بالسكن والمودعة على مستوى بلدية القلب الكبير، فتقدر ب1200 ملف، حيث سيتم توزيع السكنات بشكل متساوي بين قاطني الريف والمدينة الذين بدورهم يعانون من ضيق سكناتهم. وللتذكير، فإن بلدية القلب الكبير لا تعاني من أزمة سكن حادة مقارنة بالبلديات المجاورة على مستوى ولاية المدية، وفي انتظار مشاريع سكنية أخرى من طرف الولاية التي بدورها تقوم بتقسيمها على البلديات وفق مبدأ عدد الملفات على مستوى كل بلدية.
- عدم استكمال البنايات شوّه وجه المدينة، هل من إجراءات تتخذونها حيال ذلك؟
+ نعم، حقيقة هذا واقع البنايات بالقلب الكبير لكن هناك قرار يجبر المواطنين على استكمال التهيئة الخارجية وإلا يتم تحرير محضر وعقوبة لكل مخالف وإجباره على دفع مبلغ محدد، ليتم إعطاء آجال أخرى لإتمامه فيها وإلا تكون هناك عقوبات أكثر صرامة.
- مشروع غاز المدينة طال انتظاره، ما السبب؟
+ مشروع الربط بشبكة الغاز هو المشروع الحلم لسكان القلب الكبير وسيتم ربط كل السكنات حتى المتواجدة بالمناطق الريفية بذات الشبكة. وحسب المخطط المعمول به، فقد تم إيصال الشبكة بجميع مداشر البلدية ولا تزال سوى فرقة القلب الصغير المسماة بالمحامدية، بفعل أن المشروع تمّ إسناده للمقاول لكن ذات الأخير لم ينطلق في الأشغال بعد، وفي هذه الأيام سيسند المشروع لمقاول آخر لمواصلة الأشغال. وللإشارة، فإن الربط بشبكة الغاز قد وصلت لمركز البلدية، غير أن ما أعاق استكمالها هو الأسلاك الكهربائية الخاصة بال70 مسكنا، وعليه فقد راسلنا مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز لأجل التدخل وإيجاد حل لذلك، بغية تغيير منحى تلك الأسلاك. ومن جهتنا، فنحن نطمئن سكان القلب الكبير أنه ما يزال إلا القليل لتوفير مادة الغاز الطبيعي التي ستدخل الخدمة خلال شهر أفريل المقبل.
- ما هي وضعية ال50 محلا التي تمّ توزيعها؟
+ تمّ توزيع كامل المحلات والتي يبلغ عددها 50 محلا، وهذه الأيام تمّ إرسال إعذارين لمالكي هذه المحلات التي لا تزال مغلقة، في انتظار الإعذار الثالث وفسخ عقد كل من لم يستخدم محله وتركه مغلقا.
- لماذا لم يجسّد لغاية اليوم مشروع محطة الحافلات؟
+ تم أخذ مشروع لبناء محطة لنقل المسافرين، غير أن عدم تمكن البلدية من شراء الوعاء العقاري المناسب لذات المشروع والذي يقدر قيمته ب3 ملايير سنتيم بسبب امتلاكه من طرف الخواص، وهو ما نعتبره بالمبلغ الباهض وجعلنا نراسل ولاية المدية لأجل التدخل، غير أن هذه الأخيرة لم تتدخل إلى غاية الساعة.
- طالبت الفئة الشابة بمركز للتكوين المهني، هل من مشروع في الأفق؟
+ هناك عدة طلبات للقلب الكبير رفقة بلدية تابلاط لأجل إنجاز فرع للتكوين المهني لفائدة شباب البلدية خاصة العنصر النسوي، بحيث هناك حوالي 8 مؤسسات تعليمية تعرف كل سنة تسربا مدرسيا معتبرا، وعليه فإن تواجد فرع للتكوين المهني ببلدية القلب الكبير سيحضن العشرات منهم عوض التنقل للبلدية المجاورة.
- تتعرض البلدية كل صائفة للعديد من الحرائق في ظل غياب وحدة للحماية المدنية، كيف تتحكمون في الوضع؟
+ هذا المطلب كان ملحا لبلدية القلب الكبير من أجل إنشاء فرع لوحدة الحماية المدنية، خاصة وأن جل أراضي القلب الكبير هي عبارة عن أراضي غابية وفلاحية بامْتياز تتعرض للكثير من الحرائق خلال فصل الصيف، الوضع الذي يفرض علينا انتظار تدخل فرقة بلدية بني سليمان للحماية المدنية التي تتأخر في غالب الأحيان. وللإشارة، فإن مطلبنا الآن موجود لدى مديرية الحماية المدنية بالولاية في انتظار تحويلها للمديرية العامة بالعاصمة لأجل الموافقة عليها.
- هل إمكانيات وخدمات المؤسسة الاستشفائية الجوارية تفي بالغرض المطلوب لسكان البلدية؟
من جهتنا، طالبنا بمشروع مستشفى بالبلدية، خاصة وأن المؤسسة الاستشفائية الجوارية التي تعد قبلة سكان بلدية السدراية وبئر بن عابد، ورغم توفير لخدماتها غير أنها لا تزال بعيدة كل البعد عن تطلعات المواطنين ليبقى أمل قاطني القلب الكبير هو إنشاء مستشفى يحوي عديد التخصصات المطلوبة.
- يشتكي سكان القلب الكبير غياب المرافق الرياضية والترفيهية، إلى ما يعود ذلك؟
+ تعرف البلدية نقصا في الملاعب الجوارية، حيث يوجد ملعب بلدي لكرة القدم وهو قديم وغير عصري لا يرقى لطموحات الشباب وملعبين جواريين آخرين. ومن جهتنا، فقد طالبنا بملعب بلدي بمواصفات عصرية لتلبية رغبات الشباب ولحد الساعة الملف موجود لدى مديرية الشباب والرياضة منذ 2014 وتمّ تجديد الطلب سنة 2015، كما طالبنا بانجاز قاعة متعددة الرياضات غير أن هذه الأخيرة قد استفادت منها بلدية العزيزية المجاورة العام الماضي، وفيما يخص المساحات الخضراء فهي موجودة بساحة البلدية والتي تعتبر من أكبر الساحات على مستوى الولاية.