أكد قادة حزب الجمهوريون اليميني، بالإجماع، دعمهم لمرشح الحزب للانتخابات الرئاسية الفرنسية، فرانسوا فيون، في ختام اجتماع أزمة عقد في باريس، وذلك في وقت يعتزم فيه القضاء توجيه الاتهام لفيون بسبب شبهات حول منحه وظائف وهمية لزوجته واثنين من أبنائه. أكد قادة حزب الجمهوريون اليميني، إثر اجتماع أزمة عقد في باريس، أن الحزب يؤيد، بالإجماع، استمرار ترشح فرانسوا فيون للانتخابات الرئاسية الفرنسية. وقال رئيس مجلس الشيوخ، جيرار لارشيه، إن اللجنة السياسية كررت بالإجماع دعمها لفرانسوا فيون، مضيفا أن الجمهوريون موحدون حول مرشحهم الذي يواجه فضيحة وظائف وهمية مفترضة. وبذلك، يكون فيون، الذي يتراجع في استطلاعات الرأي، قد تمكن من إقناع معسكره بعدم وجود أي خيار آخر سوى ترشحه للرئاسة الفرنسية بعد محاولات لدفعه إلى التخلي عن ذلك قبل سبعة أسابيع من الاقتراع. وقد كرر فيون خلال الاجتماع أنه لا يملك خطة بديلة، مؤكدا أن ترشحه هو الوحيد الشرعي. وقال، بحسب تصريح وزع على الصحافيين: حان الوقت الآن ليعود كل طرف إلى المنطق، لأن ناخبينا لن يغفروا لمن يثيرون سموم الانقسام . وأبدى فيون استعداده للمشاركة في اجتماع مع الرئيس السابق نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء السابق آلان جوبيه الذي أعلن أنه لن يترشح للانتخابات، بحسب أحد المشاركين. وأضاف فيون، بحسب التصريح: لقد أهدرنا كثيرا من الوقت بمناقشات عقيمة، تاركين الساحة لليمين المتطرف ومرشحي اليسار الذين يتفرجون على انقسامنا . وحاول اليمين الفرنسي، بشكل يائس، إيجاد سبيل للخروج من الأزمة في ظل تعنت فيون. ورغم الضغوط التي مارسها جزء من معسكره لخلافة فيون، فقد أعلن جوبيه الذي كان قد خسر الانتخابات التمهيدية لليمين أمام فيون، أنه لن يقوم بدور المنقذ منتقدا تعنت منافسه السابق. وقال جوبيه، (71 عاما): أؤكد بشكل نهائي، لن أكون مرشحا لرئاسة الجمهورية ، موضحا بملامح جدية جدا أنه لا يجسد التجديد. وأضاف: أنه لأمر مؤسف. لقد كان الدرب واسعا جدا أمام فرانسوا فيون، لكن إطلاق تحقيقات قضائية بحقه، ونظام دفاعه القائم على التنديد بمؤامرة مفترضة وبرغبة في اغتياله سياسيا، قادته إلى طريق مسدود قبل سبعة أسابيع من الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية . تأمين وحدة الأسرة السياسية كان فيون يعتبر الأوفر حظا لأن يخلف، في ماي 2017، الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند، حتى الكشف، في بداية العام، عن رواتب مساعدين برلمانيين دفعت من أموال دافعي الضرائب لزوجته بنلوب واثنين من أبنائه. واستفادت من هذه القضية زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان وكذلك المرشح المستقل إيمانويل ماكرون اللذان تخطياه في الاستطلاعات. وبعد تخلي جوبيه ظهر مقربون من الرئيس اليميني السابق نيكولا ساركوزي (2007-2012) ليطلبوا من فيون أن يتخلى عن الترشح لإنقاذ معسكر اليمين من الهزيمة. وأوضح المقربون إثر اجتماعهم مع ساركوزي أن النهج السياسي لدى فيون هو النهج السليم، لكنه لم يعد قادرا على تأمين وحدة الأسرة السياسية لليمين والوسط، لذلك نطلب منه تحمّل مسؤولياته وأن يختار بنفسه خلفا له. وقال ساركوزي في بيان: إزاء خطورة الوضع، يتعين على الجميع الحفاظ على الوحدة ، داعيا إلى التوصل إلى سبيل مشرف وذي مصداقية لوضع لا يمكن أن يستمر . وتخلى أكثر من 300 مسؤول منتخب من اليمين عن فيون ضمنهم مدير مكتبه والمتحدث باسمه. وقال كريستوف لاغارد، رئيس حزب الوسط يو. دي. آي ، الذي كان تخلى أيضا عن دعم فيون، أن على اليمين تغيير المرشح لتكون لديه حظوظ في الفوز، لأن فرانسوا فيون لم يعد يجمع الصفوف. لكن فيون، (63 عاما)، فواصل حملته وأدلى بتصريحات أمام رؤساء شركات صغيرة ومتوسطة من دون تصريحات. وكان قد أكد أنه لن يتخلى عن الترشح وأنه لا أحد يمكنه منعه من أن يكون مرشحا. وسيمثل فيون أمام قضاة في 15 مارس لتوجيه اتهام محتمل إليه. وكان قد جمع عشرات الآلاف من أنصاره بباريس مؤكدا أن عددهم 200 ألف في حين قدرت الشرطة عددهم بخمسين ألفا. ويخشى اليمين أن يحرم من التداول بعد خمس سنوات من هزيمة ساركوزي أمام فرانسوا هولاند. وتشير استطلاعات الرأي إلى خروج فيون من الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 23 أفريل. وقال جوبيه: لم يسبق في عهد الجمهورية الخامسة، إن شهدنا انتخابات رئاسية بهذا الشكل المبهم مع يسار مشوش الوجهة ويمين متطرف يزايد في التطرف المناهض لأوروبا وتزايد شعبية ماكرون، رغم عدم نضجه السياسي وضعف مشروعه . وأدت هذه الأجواء الملتبسة بهولاند للخروج عن صمته ليحذر من خطر فوز مارين لوبان بالرئاسة، وذلك في مقابلة نشرتها الاثنين ست صحف أوروبية. وقال هولاند: إذا فازت مرشحة الجبهة الوطنية بالمصادفة، فإنها ستفوز على الفور بعملية خروج من منطقة اليورو وحتى من الاتحاد الأوروبي . وردت لوبان: يجب الخروج من إستراتيجية الفزع هذه ، مؤكدة أن هناك أصلا سيناريوات خروج أعدتها بنوك أو مكاتب محامين ولا تثبت بتاتا الكارثة المعلنة.