مع اقتراب الدخول المدرسي، انتشرت أدوات مدرسية غريبة الأشكال إذ تحتوي على أشكال ترمي إلى العنف وأخرى على شكل ألعاب وأسلحة وما إلى غير ذلك من التي تحتوي على أشكال غريبة لا تمت بصلة للأدوات المدرسية، وهو ما تشهده الأسواق والمحلات التجارية قبيل الدخول المدرسي وسط إقبال دون وعي بما قد تحمله هذه الأدوات من خطورة على صحة التلاميذ. أدوات مدرسية خطيرة تتربص بالتلاميذ تزامنا واقتراب الدخول المدرسي، انتشرت مبيعات الأدوات المدرسية عبر المحلات التجارية والأسواق إذ عمدت هذه الأخيرة لعرض الأدوات بمختلف أنواعها أشكالا وألوانا وأحجاما، غير ان هذه الأدوات تخفي في ثناياها أدوات خطيرة على أشكال مستحضرات التجميل وأسلحة بيضاء إلى أدوات تحمل شعارات ورسومات منافية للقيم وخادشة للحياء وهو ما يتنافى مع أعمار المتمدرسين، وتشكل هذه الأدوات مصدر إغراء للأطفال إذ ينجذبون وراء الأشكال والألوان، ما يجعل أوليائهم ينساقون أيضا وراء رغبات أطفالهم والذين لا يترددون في تلبيتها واقتنائها لهم دون مراعاة لما تحمله وما تحتويه هذه الأخيرة من خطورة تهدد صحة أطفالهم، حيث أن أغلب هذه الأدوات قد تحتوي على مواد ومكونات مجهولة المصدر ما يجعل التهديد يتضاعف لاحتكاك الأطفال المباشر بها وملامستها وملازمتها لهم. وبما أن أغلب الأطفال يضعون الأقلام في أفواههم والتي تعتبر عادة لدى أغلبهم، فإن ذلك يضاعف الخطورة عليهم ويوسع دائرة التهديد الصحي لهم، إذ يمكنهم تناول ما تحمله هذه الأقلام من ألوان ومواد قد تتسبب في عواقب وخيمة عليهم مستقبلا، وهو ما يتجاهله الأولياء ويغفلون عنه إذ يتهافتون على شراء مثل هذه الأدوات لأطفالهم بغرض إرضائهم او ترغيبهم في الدراسة باعتبار ان هذه الأدوات تحمل طابعا مسليا من ناحية الشكل والرسومات. وتمثل أغلب الأدوات المعروضة بالأسواق والمحلات ألعاب تسلية ولهو بالنسبة للأطفال وهو ما يجعلهم لا يترددون في اقتنائها واختيارها دون سواها من الأدوات، على غرار تلك التي تأتي على شكل أحمر شفاه والذي تقبل عليه الفتيات خاصة أو تلك التي تكون على شكل مرآة، حيث يمثل لهم الأمر كتسلية ما يجعلهم ينشغلون عن الدراسة والتركيز على الألعاب فقط والتأمل فيها طيلة أوقات الدراسة. ولا يقتصر الأمر على الألعاب المسلية فحسب، ليمتد إلى أدوات مدرسية على شكل أسلحة بيضاء وهو ما يعتبر الخطر الأكبر على الأطفال، إذ تتواجد أدوات تعرض على شكل سكاكين وأدوات حادة إضافة إلى مسدسات وغيرها من صور الرامية للتحريض على العنف، وهو ما يتوافد عليه الأطفال من الذكور وما ينجذبون إليه، مهددين بذلك سلامتهم وسلامة المحيطين بهم من زملائهم إذ باتت رؤيتهم لهذه الأدوات ليست كأدوات بما تحمله الكلمة من معنى، بل العاب تسلية يملئون بها أوقات الفراغ والتي تهدد صحتهم بالمقابل. بن زينة: هذه الأدوات غزو فكري وخطر على الأطفال وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه غداة كل دخول مدرسي، أوضح علي بن زينة، رئيس منظمة أولياء التلاميذ، في اتصاله ل السياسي : هذا الأمر تكلمنا فيه منذ أربع سنوات متتالية وهو لا يزال قائما ونعتبره غزو فكري، حيث لاحظنا أدوات فظيعة من ناحية الشكل على غرار أدوات حادة وأسلحة بيضاء إذ يمكن للتلاميذ من مستعمليها استعمالها لغرض العنف وإيذاء الآخرين، وهنا يتوجب على وزارة التجارة والجمارك التدخل العاجل ومراقبة مثل هذه الأدوات وعدم السماح بدخولها لأنها تلقن مظاهر العنف للأطفال كما تلهيهم عن الدراسة . لقصوري: هذه الأدوات تسبب السرطان على المدى البعيد ومن جهته، أوضح سمير لقصوري، ناشط بمجال حماية المستهلك، أن الظاهرة تتكرر كل سنة وقبل الدخول المدرسي تنتشر هذه الأدوات المؤذية بشكل مكثف، سواء بنقاط البيع المنتظمة أو الأسواق الموازية أو تلك التي تباع بالأرصفة، حيث تمثل وكما هو معروف أخطارا معنوية ومادية على التلاميذ، إذ تتمثل الأخطار المادية في إصابة الأطفال بالسرطان على المدى البعيد، وذلك لأن معظم الأقلام الملونة وأقلام الرصاص تحتوي على مواد مجهولة المصدر والمكونات، ما يقابله أطفال يضعونها في أفواههم ما يجعل المواد تتحلل مع اللعاب وتتسلل إلى الأفواه ومن تم ابتلاعها. وهناك أخطار معنوية وتتمثل في أنه توجد أدوات لديها أشكال وسوء في التصنيع، والتصميم ونذكر منها على سبيل المثال أجهزة القياس كالمنقلة والكوس والمسطرة وبعض الأدوات تحتوي على أشكال على غرار رؤوس دمى وآلات حادة واحمر الشفاه ما يجعل الأطفال يجعلون من هذه الأخيرة ألعابا لا أدوات. وقد لاحظنا في العام الماضي أدوات على شكل قنابل وأخرى مسدسات وآلات حادة وهي أدوات بعيدة كل البعد عن الأدوات المدرسية شكلا ومضمونا وهو ما يؤثر على المردود الدراسي للطفل، وهناك أدوات تحمل في طياتها كتابات وإيحاءات ورموزا ورسومات، على غرار تلك التي رصدناها في وقت سابق والتي كانت تحمل ملصقات تدعو للاعتناق الديانة المسيحية، وأخرى تحمل صور مشاهير بمظاهر غير لائقة، وهذا منافي تماما للبيداغوجيا والأخلاق وقيم مجتمعنا وديننا الحنيف. وأضاف المتحدث في سياق حديثه أن هذه المنتجات ذات مصادر مجهولة وتأتي عادة من دول آسيوية.