الملاكم الذي دافع عن الشاب مامي والدبلوماسي حسني وانتصر على لوبان يعتبر المحامي خالد لازبار أحد أبرز المحاميين الجزائريين المدافعين عن الجالية الجزائرية المقيمة بأوروبا ، وعلى الخصوص أمام القضاء الفرنسي ،وقد ذاع صيته في قضايا متعددة أهمها الدفاع عن الشاب مامي و الدبلوماسي محمد زيان حسني و وقوفه ضد الممارسات العنصرية لحزب اليمين المتطرف جون ماري لوبان . يقول المحامي لازبار على هامش زيارة عائلية إلى مسقط رأسه بخميس مليانة بولاية عين الدفلى الأسبوع الماضي أن اختياره لمهنة المحاماة جاء عن قناعة تامة للدفاع عن المظلومين ورفع لواء الحق خاصة في البلدان التي تدعي الديمقراطية ، وهو محامي له مكتب بقلب العاصمة الفرنسية باريس منذ 1995 بعدما درس تخصص قانون،رغم أنه حاصل على شهادة البكالوريا شعبة علوم بثانوية مصطفى فروخي بمليانة . تفوقه الدراسي جاء نتيجة التحفيزات التي كان يتلقاها من أفراد العائلة خاصة أخيه عبد الرزاق و إيمانه العميق " بأن الجسم السليم في العقل السليم" ،حيث كان يمارس رياضة الملاكمة منذ أن كان لا يتجاوز 9 سنوات ،بطل الجزائر في سنتي 1978و1979 في صنف الأواسط و الأكابر له الكثير من الألقاب ،حيث أجرى منازلة بخميس مليانة مع رفقي دربه الملاكم صاحب التاج و الحزام الإفريقي "لوصيف حماني" في سنة 1983، معتبرا الملاكمة فن نبيل يمارسها أشخاص نزهاء و مثقفين وليس كما يعتقد البعض أن الملاكمة للأشخاص العنيفين، والدليل في ذلك الجراح الانجليزي "جوي بيدنار ". وقد ساعدت ابن مدينة خميس مليانة هجرته إلى فرنسا من الانضمام إلى نادي المحترفين ، وفي المقابل لاستكمال مشوار الدراسة بعد تفوقه في شهادة البكالوريا وتسجيله في معهد الحقوق و العلوم الإدارية تخصص محاماة. وأكد لنا أنه قام بالدفاع عن عشرات المواطنين من جنسيات مختلفة ومثله في ذلك المحامي الفرنسي الشهير "جاك فيرجاس"الذي يحلو له تسميته "الحاج منصور" بالنظر لعلاقته القوية وحبه للجزائر يقول عنه بأنه "يتمتع بشخصية تحمل معاني ومبادئ عالمية "يحمل أفكار إنسانية ،دافع عن القضية الجزائرية في أحلك الظروف و الأوقات الحرجة في تاريخ فرنسا الاستعمارية و ممارساتها الكولونيالية وعن كثير من المجاهدين المعتقلين إبان الاستعمار. وقد كان له كما أضاف "عدة قضايا عالجها رفقة جاك فيرجاس" ،كما ساعده المجاهد وصاحب دكتوراه في القانون الفرنسي في سنة 1965 الجزائري "جعفر أسي " في حل المسائل المعقدة . وأن الاحتكاك المتواصل بمحامين كبار ساعده في الدفاع عن عديد الشخصيات الفنية و السياسية وفي مقدمتها القضية التي أسالت الكثير من الحبر وجدلا واسعا في أروقة العدالة الفرنسية ،ويتعلق الأمر بقضية الشاب محمد خليفاتي المدعو "مامي "الذي قضى 22 شهرا في سجن مولان ، وهو انتصار للشاب مامي نظرا لقرار الحكم الصادر في حقه في معركة قضائية تتميز بكثير من الاجتهاد و المثابرة، إلى جانب ذلك التزام فنان الراي بالصمت و الرزانة وحسن السلوك ، وهو مؤشر ايجابي ساعده في إخراجه من السجن - كما قال - رغم أنه تم توريطه بشكل واضح من قبل فتاة لها سوابق من قبل . ومن بين المعارك القضائية التي وضعت خالد لازبار على محك الخبرة و الاجتهاد القضائي قضية الدبلوماسي الجزائري محمد زيان حسني المتهم بحادثة الاغتيال ، لكن كافة الأدلة المقدمة برأت ساحة المتهم أمام القضاء الفرنسي واليوم القضية منتهية رهن الأدراج . كما قام بالرد عن الممارسات العنصرية التي قام بها حزب اليمين الفرنسي المتطرف لجون ماري لوبان الذي استفز مشاعر الجالية ومن خلالها عامة الجزائريين عندما قام بوضع ملصقات إشهارية بها العلم الجزائري ومأذنتين يعبران عن صاروخين ،الشيء الذي دفعه يقول إلى رفع دعوى قضائية باسم الجالية الجزائرية ،والإتصال بوكيل الجمهورية "ايفو تلاك "الذي لم يقتنع في البداية بالنداءات ومضمون العريضة المقدمة ، رغم درجة الاحتقان والشعور بالإهانة و العنصرية ،معتبرا ذلك من صميم الحملة الانتخابية وأن هذا الأمر لايمس الجزائريين في شئ . وقد تواصلت المعركة القضائية إلى غاية الاعتماد على المادة القانونية الصادرة في 24 جويلية 1881 بعد اجتهاد وبحث طويل التي تنص على أنه "لا يجوز استخدام صور أو وصف يعبر عن التطرف" كما أثبت أمام هيئة المحكمة بالصور و مقاطع الفيديو كلاما صريحا لجون ماري لوبان في إحدى تدخلاته يشير للعلم الجزائري بالقول" لفلاقة "اقتنع حينها القضاة ووكيل الجمهورية الذي أمر بسحب الملصقات الإشهارية ونزعها من الموقع الرسمي للحزب ،وقد تبين بعد ذلك أن رئيس حزب اليمين المتطرف قام بعمل شنيع كاد يلهب الجالية الجزائرية . مؤكدا أنه لا يسمح مهما كان الأمر المساس بثلاث أشياء أساسية مقدسة ،الإسلام ،الوطن و الشهداء رحمهم الله الذين بفضلهم أصبحنا ننعم بخيرات وثروات البلاد ،داعيا الجزائريين إلى التمسك أكثر وعدم الانسياق وراء الحملات الإعلامية المغرضة التي تستهدف وحدة الشعب ، ويعتقد أن الشباب قد فهموا الدروس السابقة ومن المفروض أن نعتبر من كل ما جرى مشددا على أهمية الانتماء إلى الوطن وخدمته .