الجزائر ملتزمة بمواصلة دعم جهود الاتحاد الإفريقي    بوغالي يستقبل وفدا عن جمعية "التقليدي" من متليلي في غرداية    أزمة اجتماعية واقتصادية خانقة في المغرب    الرئيس الزيمبابوي: الجزائر بلد صديق تجمعنا به علاقات قوية ومتجذرة    هكذا يتم تحديث عنوان استلام البطاقة الذهبية    متابعة آنية لمسار ملفات الاستثمار    نحو 4200 مليار أرباح للقرض الشعبي الجزائري في 2024    حق الصرف الجديد من أجل السفر إلى الخارج : فروع بنك الجزائر ووكالات خمس بنوك معنية بالعملية    الأمم المتحدة تحذّر من أزمة غذاء حادّة في غزّة    معتقلو "أكديم إزيك" يجدّدون المطالبة بالحرية    التدخل الصهيوني في شؤون سوريا يهدّد استقرارها    تمارين تطبيقية في الغطس والإنقاذ بين الجزائر وتونس    موجة حرّ تصل إلى 49 درجة على الولايات الشرقية والجنوبية    الطبعة 16 تمزج بين الأصالة والطاقة الشبابية    وهران: صدور كتاب "رحلة في تاريخ وهران" لمزاري مجيد    ربيقة يلتقي مستشاراً رئاسياً بنيكاراغوا    ليفربول يستهدف عمورة    آكرور يعتزل في ال51    الرئيس يبشّر بمشاريع جديدة في صناعة السيارات    بوابة رقمية لمتابعة مشاريع الأشغال العمومية    تزكية منذر بودن أميناً عاماً    استقبال وفد من أبناء الجالية    معرض للحج والعمرة بوهران    الألعاب الإفريقية المدرسية: 399 رياضيا سيتنافسون في 5 اختصاصات بسطيف    الصحراء الغربية:معتقلو "أكديم إزيك" يجددون المطالبة بالحرية ويدينون جرائم الاحتلال المغربي    رئيس الجمهورية يتحادث مع نظيره الزيمبابوي    116 تدخّل لشرطة العمران والبيئة    استشهاد 43 فلسطينيا بينهم 32 من المجوعين.. مجاعة كارثية وارتفاع بمعدلات وفيات سوء التغذية في غزة    محرز يقود الأهلي السعودي لفوز    تجذيف/مونديال-2025 لأقل من 23 سنة: الجزائر حاضرة بأربعة جذافين في موعد بولونيا    الرئيس تبون: ماضون في تنفيذ البرامج الوطنية وتكريس الاستقلال السياسي والاقتصادي    في ست ولايات من غرب البلاد..أزيد من 8700 مخالفة تجارية منذ بداية السنة الجارية    الطارف.. يوم تحسيسي حول الوقاية من حوادث الغرق بشواطئ القالة    السيد بللو يضع حجر الأساس لإنجاز "المركز الطبي الاجتماعي" للفنانين بعين البنيان بالعاصمة    القرض الشعبي الجزائري يحقق ربحا صافيا بنحو 42 مليار دج في 2024    موجة حر مرتقبة بعدد من ولايات شرق وجنوب البلاد يومي الأحد والإثنين    الأجبان.. حاضرٌ بارزٌ على موائد الجزائريين    الاتحاد البرلماني العربي يدين العدوان الصهيوني على الأراضي السورية    البطولة الإفريقية لألعاب القوى/أقل من 18 و20 سنة: ميداليتان جديدتان للجزائر    مفوضية الاتحاد الإفريقي ترحب بتوقيع اتفاق سلام بين جمهورية الكونغو الديمقراطية وحركة "23 مارس" المتمردة    تجارة: انطلاق الفترة الصيفية للبيع بالتخفيض يوم 26 يوليو    الأمم المتحدة تحذر من أن يصبح الحرمان الجماعي من الغذاء أمرا طبيعيا في غزة    عروض متنوعة ورسائل تتجاوز الخشبة    رئيس الجمهورية يجري لقاءه الإعلامي الدوري مع ممثلي الصحافة الوطنية    افتتاح الطبعة السابعة للمهرجان الدولي للضحك بالجزائر العاصمة    مرحلة عابرة أم سيناريو نيمار جديد؟    المنظمة الدولية للهجرة تشيد بجهود الجزائر    وهران : الطبعة الثانية لمعرض الحرمين الدولي للحج و العمرة بدء من 22 يوليو    عنابة تحتضن تظاهرة علمية لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي    جثمان الفنان مدني نعمون يوارى الثرى بمقبرة قاريدي بالعاصمة    الطبعة السادسة لمعرض الكتاب بوهران تختتم مساء اليوم    أفشوا السلام بينكم    فتاوى : اشتراط الشريك على شريكه أن يقرضه مالا    كأس أمم إفريقيا للسيدات 2024:سيدات "الخضر" يستعدن لمواجهة غانا في ربع النهائي    هذا اثر الصدقة في حياة الفرد والمجتمع    معرض لأعمال ديني    شرطان لا يصح الإيمان إلا بهما    فضائل ذهبية للحياء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يبحث من خلال نصوصه عن المصالحة مع الذات والمحيط
نشر في النصر يوم 17 - 03 - 2017


«الإنوجادية» تصنع «حرائق قلب» للكاتب محمد بن زيان
نشط الكاتب محمد بن زيان أول أمس الخميس لقاء للبيع بالتوقيع لمؤلفه «حرائق قلب» وهذا بمقر سينيماتيك وهران، بحضور مجموعة من الأدباء والصحفيين و بعض ممثلي الجمعيات.
افتتح اللقاء بنقاش متنوع عن الكتاب وهواجس الكاتب، حيث أكد المؤلف أنه يحاول أن «ينوجد» بالكتابة، فهو يبحث عن ذاته ووجوده من خلال ما يخطه، و يعبر عن نفسه فقط، حيث يحاول أن يكون صادقا معها من خلال ما يخطه من أسطر، مبرزا في هذا الصدد «أنا عندما أكتب، أعبر عن هواجسي ولا أعبر عن المثقف أو المواطن». و يريد من خلال نصوصه أن يحقق المصالحة ربما مع الذات ومع المحيط، و يكتب من أجل محاولة التخلص من حمولة ما تثقل كاهله، ورفض خلال النقاش البوح عن هذه الحمولة التي يمكن أن تتجلى بين أسطر مؤلفاته.
الكتابة بالنسبة لمحمد بن زيان هي قضية «إنوجاد» هي مسألة تعويض فقدان ما، فاللغة، حسبه، هي مسكنه، فعبر الكلمات، هناك محاولة هندسة فضاء ما، إن الكتابة، مثلما أوضح الكاتب، هي ذات طابع سيكولوجي وحياتي بالنسبة إليه، فعندما لا يجد نفسه يذهب للبحث عنها عبر الكلمات والسطور التي يخطها، خاصة عندما يشعر بأزمة التواصل مع المحيط والمجتمع.
الكتابة هي «الحضن» الذي يعصر عند ضمه للصدر، ليقذف ما في خلجات القلب ونيران حرقة ما. والكتابة بدأت تعانق أحاسيس الكاتب بن زيان منذ الصغر للبوح بما لا يستطيع التعبير عنه للمحيط، ولغاية الآن، كما قال، لا تزال تلك الصراعات التي عاشها تجعله لحد اليوم لا يعرف ذاته، وبالتالي فالكتابة هي المفر الذي تنوجد به حالة يسعى الكاتب للإنوجاد بواسطتها.
«في نكبة الترحال»
المكان ليس جمادا فقط عند بن زيان، بل هو جزء من الوجود و الإنوجاد، مثلما يحبذ أن يصف حي سيدي الهواري، أين ولد وعاش ومن شدة تعلقه بالمكان الذي كان فيه سكنه العائلي، شبه يوم مغادرته له نحو سكن آخر بحي سيدي البشير، بالنكبة الفلسطينية، حيث قال أنه أياما قبل مغادرته شارع «ستالينغراد» بسيدي الهواري، كان في المستشفى وبالصدفة كان يقرأ لمؤلفين عن تشريد الفلسطينين أيام النكبة، ليجد نفسه، مثلما قال «في نكبة الترحال» من حي عتيق صنع تاريخ وهران الحديث، إلى حي تصنعه فوضى العمران ويسكنه مجتمع بحاجة لكل المحللين في مختلف المجالات لفهم ظواهره التي تعكس اختلالات المجتمع، خاصة بعد العشرية السوداء.
بهذا الانتقال، يقول محمد، أنه أصبح يحس بيتم مضاعف ومكثف، مضيفا أنه بصدد التحضير لمؤلف حول الأماكن التي ترسم تاريخ وتراث حي سيدي الهواري العتيق بوهران، وأنه قد استعان في هذا بفقرات من كتاب «الثغر الجماني» ومخطوطات للشيخ المرحوم المهدي بوعبدلي، إلى جانب مقتطفات من كتاب المجاهد لخضر بورقعة «شاهد على الثورة»، أين تحدث عن فترة إقامته في سجن سيدي الهواري، إبان الاستعمار والمعروف بثكنة باب الحمراء التي شهدت مآس وتعذيب لا مثيل له للمجاهدين. معبرا من جانب آخر، أن العنف في الجزائر يتجلى في الكلام لكن أيضا في البنيان، في تلك الجدران التي تصنع عمارات وأحياء جديدة لا روح فيها، تخلق أنواعا من العنف.
الشيخة الجنية والفقدان
أخذت الشيخة الجنية جزءا معتبرا من مؤلف «حرائق قلب»، و ربما يبدو ظاهريا أن العلاقة مبهمة، لكن عندما ماتت الجنية بعد عام عن مقتل زوجها «الزواوي البراح»، لم تنقطع طيلة سنة عن رثاء حبيبها ب «حرقة قلب» و ب»حرقة فقدان»، في هذه الأثناء كان الكاتب بن زيان في المستشفى، فتذكر أغنية للجنية تبكي فيها حرقة فقدان الزواوي، ولأسباب ما، شعر الكاتب بأن العديد من مقاطع الأغنية هي انعكاس لمعاناته وشعوره بأنه يعيش «المفصول الموصول» ، مثلما قال في المؤلف الذي حمل مقاطع كثيرة من الأغنية، خاصة مقطع «كي ندير»، أي ماذا أعمل وأفعل، وهو المقطع الذي ردده الكاتب ليسقط عليه تساؤلاته الإنوجادية التي يجيب عنها كذلك بمقاطع أخرى، ليبرز أن هناك تمازجا بين أغنية وحياة تغمرها «حرقة الفقدان».
وغير بعيد عن الفن، ربط الكاتب علاقته بفن الغيوان أيضا بالفضاء والمكان الذي كان يسكنه، حيث ذكر محمد أنه لم يكن يتجاوز عمره 9 سنوات، عندما أثرت في نفسيته أغنية غيوانية عنوانها «سينية»، حيث هرب من منزله العائلي بسببها، لكن ترك بن زيان «السوسبانس» يسيطر على الحاضرين عندما أوضح أن هذه القصة ستكون موضوع كتاب يشرف على إنجازه وحين صدوره سيتم الكشف عن بداياته مع هذا الطابع الغنائي الذي كان منتشرا ومعروفا في وهران القديمة، خاصة في سنوات السبعينيات أين كانت الظاهرة الغيوانية تواكب تمردا فنيا عالميا في أمريكا وبريطانيا، مثل فرقة «بيتيلز»، مبرزا أن الشاب خالد كانت له حينها فرقة غيوانية تجوب أحياء المدينة، حيث كان تمرد الغيوان متأصلا وعاكسا لخصوصيات المجتمع آنذاك، فجمع هذا الفن بين الخلفيات الصوفية والتعبيرات السوقية ليقدم أغان صنعت أفراح الوهرانيين.
للإشارة، فقد ألف محمد بن زيان كتابا عن أغنية الراي،لكن يبدو أن الناشر أضاعه، ولم يتم نشره.
عبر هذه المحطات الثلاث التي تناولها الكاتب العصامي محمد بن زيان، في مؤلف من 71 صفحة، صدر عن منشورات الوطن، أراد صاحبه أن يسميه «نصا» فقط وعدم تصنيفه في الخانات والأجناس الأدبية، لأنه يريد الانتصار للنص والكتابة فقط. وأضاف بن زيان أن قراءته للكتب والمؤلفات تختلف من كتاب لكتاب، فهناك كتب ينهي قراءتها في ساعة أو أقل، وكتب قد تستدعي إعادة قراءتها لمرات عديدة لاستيعابها، وهذا النوع، يعتبره المتحدث، هو الكتاب المهم الذي يضطرك لتكرار قراءته، مشيرا إلى أن تعدد مستويات المتلقي تساهم في رسم أهمية مؤلف ما.
وعن مشاريعه في الكتابة، قال بن زيان، أن لديه كتابا تحت الطبع يتناول «جينيالوجيا الثقافة والمثقف في الجزائر»، ومشروعا سيدخل دار النشر قريبا تحت عنوان»أصول ومسارات السلفية في الجزائر» و كتابا عن رسالتي المرحومين عبد الحميد مهري وحسين آيت أحمد، ومجموعة أخرى من المشاريع التي رفض الكاتب الإفصاح عنها خلال لقاء أول أمس الخميس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.