وضعت الشرطة الفرنسية، أمس، الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي قيد الحجز، ضمن تحقيقات حول ما بات يعرف بفضيحة تمويل القذافي للرئاسيات الفرنسية سنة 2007. واستمعت شرطة مكافحة الرشوة والمخالفات المالية والضريبية، بنانت قرب باريس، للرئيس اليميني الذي حكم فرنسا في الفترة بين 2007 و2012، ضمن تحقيقها في تمويل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لحملة ساركوزي لرئاسيات 2007 عبر الوسيط الفرانكو لبناني زياد تقي الدين، ويتعلق الأمر بتحويل أموال ورشوة بغرض "التمويل غير الشرعي للحملة الانتخابية". وكشفت وكالة الأنباء الفرنسية أن شرطة مكافحة الرشوة وضعت بين أيدي القضاة في 2017 تقريرا عن تدوال سيولة مالية في محيط ساركوزي طيلة الحملة الانتخابية المذكورة. وذكر مسؤولان عن خزينة أموال الحملة للمحققين أن الأموال كانت تأتي من هبات مجهولة المصدر. للإشارة فإن هذه الفضيحة فجرها الموقع الإخباري "ميديا بارت" الذي يديره الصحفي الشهير إيدوي بلينال في 2012. استنادا إلى مستندات لموسى كوسة مسؤول الاستعلامات الخارجية السابق بليبيا. وفي نوفمبر 2016 نقل الموقع ذاته اعترافات مثيرة للوسيط زياد تقي الدين، قال فيها أنه سلّم لنيكولا ساركوزي حين كان وزيرا للداخلية ورئيس ديوان كلود غيون، ثلاث حقائب تحوي 5 ملايين أورو مرسلة من النظام الليبي في الفترة بين نوفمبر 2006 وبداية 2007. وعززت وقائع هذه الاتهامات، خصوصا وأن الرئيس الفرنسي عاش فترة عسل مع الزعيم الليبي، بعد فوزه بالرئاسة حيث استقبله استقبالا حافلا في الإليزي وسمح له بنصب خيمته الشهيرة في قلب باريس، قبل أن ينقلب عليه بعد اندلاع ما عرف بالربيع العربي، حيث لعبت فرنسا دورا رئيسيا في إسقاط نظامه وقتله، أياما بعد تصريحات لنجله أعلن فيها عن تمويل حملة ساركوزي ووعد بكشف المستور.