حسين ناصف لم يدفع لي أجري في مسلسل " السرعة الرابعة " وتجاهل اسمي في " الجينيريك" عبر الممثل حمودي حمزة محمد فوضيل ، عن أسفه لتجاهل المخرج حسين ناصف الذي شارك معه مؤخرا في مسلسل " السرعة الرابعة " للجهود التي قدمها من أجل تدريب الأطفال المشاركين في العمل، و ذلك من الناحية المادية و المعنوية و عدم التنويه باسمه في الجينيريك. كما عبر من جهة أخرى عن فخره بالمشاركة اللافتة لأعضاء " البليري" في هذا العمل الذي كان فرصة ثمينة لظهور بعضهم لأول مرة على شاشة التلفزيون رغم احترافهم المسرح، معربا في حوار للنصر عن أسفه لما اسماه تجاهل المسرح الجهوي لقسنطينة لهذه الفرقة. أمينة جنان تصوير الشريف قليب - مسلسل " السرعة الرابعة " هو ثالث عمل لك مع المخرج حسين ناصف و الملاحظ أنه يعرف حضورا لافتا لممثلين من فرقة " البليري المسرحية " ما السر في ذلك؟ -في الواقع هذا الحضور الكثيف " للبليري " شيء جميل جدا خاصة في عمل رمضاني، فأعضاء فرقتنا نادرا ما يحظون بمثل هذه الفرصة بما فيهم القدماء في المهنة، فأنا مثلا رغم أنني بدأت التمثيل في سن الرابعة و العشرين في مسرح البليري، أصبحت اليوم و أنا على مشارف الخمسين مطلوبا في كل مسارح الوطن غير أنني نادرا ما أتلقى عروضا تلفزيونية. عندما جاء المخرج حسين ناصف لقسنطينة و بدأ البحث عن الممثلين و جد سهولة كبيرة في اختيارهم و التعامل معهم، خاصة الأطفال الذين كانوا تحت إشرافي و الذين شرفوني شخصيا بشهادة الجميع و كان أداؤهم في المستوى رغم صغر أدوارهم، فقصة "السرعة الرابعة " غنية و ثرية جدا من حيث مضمونها و كان بإمكانها أن تمتد على مدار ثلاثين حلقة بدل 12 حلقة التي عرضت في بداية شهر رمضان، و هذا لو تم تشريح كل عائلة على حدى من خلال التفاصيل الدقيقة و المهمة لكل جوانب العمل، مثلا سبب هروب " مخلوف" السائق الفار من جريمة صدم تلميذة من بلدته و أرضه في الريف و التوجه إلى المدينة و خلافه مع شقيقه الذي لم يعرف كيف يحتويه، و غيرها من التفاصيل التي كان يمكن التعمق فيها و التي أثر إهمالها كثيرا على جودة العمل. -قلت أنك أشرفت شخصيا على تدريب الأطفال المشاركين في المسلسل، كيف كانت هذه المهمة و لماذا لم يذكر اسمك في " الجينيريك " كمدرب للأطفال بالإضافة إلى كونك ممثلا فيه؟ - في الحقيقة هذه من بين الأشياء التي آلمتني جدا من المخرج حسين ناصف الذي لم يقدر لا ماديا و لا معنويا هذا الجهد الذي اختصر عليه الكثير من الوقت و العناء بفضل خبرتي في التعامل مع الأطفال ، رغم أنه أبدى إعجابه الكبير بالبراعم المشاركة كابنتي التي دربتها جيدا على الدور و كذا إبنة الزميل أحمد حمامص التي قامت بدور الطفلة " نجاة " ضحية حادث المرور، و قد اقترحت على المخرج هؤلاء الأطفال بناء على معيار محدد و هو قربهم منا طيلة الوقت و إمكانية تدريبهم بصورة فعالة و سريعة لكسب الوقت الذي لم يسمح للمخرج بإجراء "كاستينغ" لاختيار الأطفال، لأفاجأ في الأخير بغياب اسمي من " الجينيرك " الذي لم يذكر أبدا المسؤول على تدريب الممثلين الصغار، فضلا على أنني لم أتلق أجري لقاء هذا العمل. - و كيف كان التعامل مع الأطفال؟ -التعامل مع الأطفال أسهل بكثير من الكبار، فعكس ما يظنه الجميع هم يفهمون جيدا ما أقوله لهم و أحيانا أيضا أحسن منا، حيث استطاعوا أن يعيشوا معنا قصة العمل بكل تفاصيلها و هذا ما ساعدهم على التمثيل بطريقة جد مقنعة أثرت في طاقم التصوير و المخرج قبل الجمهور، و أول سؤال أطرحه للجميع عن المسلسل هو كيف كان أداء الأطفال؟ و الحمد لله أشعر أنني وفقت في إنجاز هذه المهمة الصعبة. -رغم عروضها الكثيرة و المتعددة في كل أرجاء الوطن و حتى خارجه، إلا أن ظهور " البليري " في مسرح قسنطينة الجهوي يبقى نادرا جدا، لماذا؟ - كفرقة مسرحية نلبي كل الدعوات التي تأتينا من مختلف المسارح أينما كانت، و مسرح مدينتنا الجهوي لم يوجه لنا أي دعوة لا كفرقة و لا كممثلين فلا يمكننا أن نذهب بالقوة و نقتحمه لنقدم عروضنا فيه، فمسيروه أرادوه مغلقا على نفسه و هذا ما أدى إلى تراجعه و تأخره إلى الوراء بعد أن كان مرجعا حقيقيا لكل المسارح الوطنية على مدار سنوات طويلة، و من جهتنا استمرينا في العمل عندما أغلق بابه في وجوهنا، فأرض الله واسعة و الحمد له مازلنا نبدع أينما نذهب دون أن يكون غرضنا المنافسة معه بل بالعكس، نشعر بالسوء عندما يتساءل أهل الركح في المدن الأخرى عن سبب تراجعه مقارنة بالماضي خاصة أننا نعجز عن تقديم إجابات لذلك. - أصبحت " البليري " على مدار أكثر من 20 سنة أنها " مدرسة حرة" للمسرح، ماذا قدمت هذه المدرسة لأعضائها و ماذا قدموا لها؟ - تضم فرقة " البليري " بين أعضائها مجموعة من الأساتذة الذين قدموا لها الكثير في فن التمثيل المسرحي و التمثيل بصفة عامة، كالمخرج الرائع خالد بلحاج الذي أعتبره شخصيا مدرسة حقيقية، حيث كان له فضل كبير في ترسيخ حب المسرح و مبادئه لدى الأعضاء المؤسسين الذين كوّنوا بدورهم أجيال عديدة التحقت بنا و هم أطفالا و رافقتنا في مغامراتنا الفنية لسنوات اكتسبت خلالها العديد من المهارات، فبالإضافة إلى التمثيل تعلمت أيضا العديد من الأشياء المهمة و المفيدة في المجال كالكتابة المسرحية و الإخراج، ففيها تعلمت أنا أيضا الكتابة و قمت بتأليف العديد من مسرحيات الأطفال " كرقصة الأصابع" التي لاقت نجاحا كبيرا في قسنطينة و خارجها و مازالت تعرض إلى اليوم. - ألم تفكر بعد في اقتحام مجال الإخراج القريب من ميولك، خاصة أنك عملت أكثر من مرة كمساعد مخرج؟ - بصراحة أنا من بين الفنانين الذين يخشون كثيرا خوض مجال الإخراج ، فبالنسبة لي المسرح عالم لا مجال فيه للكذب فإما أن تتقن ما تفعله أو تنسحب، كما أنني ما زلت لا أرى نفسي مخرجا وأنا متعطش للتمثيل كأي شاب مبتدئ يخطو خطواته الأولى في الفن، فبعد 20 سنة من العمل في المجال مازلت أعتبر لدى الكثيرين وجها جديدا و هم معذورون في الحقيقة، لأنني نادر الظهور في التلفزيون، كما أن الممثلين الذين ينتقلون للإخراج في بلدان أخرى يكونون قد أحرزوا في مثل عمري شهرة كبيرة و في رصيدهم عشرات الأعمال التي تتنوع فيها أدوارهم، لأنهم يعملون بمعدل عمل أو عملين على الأقل في السنة، أما نحن فلدينا عمل كل خمس سنوات و أحيانا لاشيء لذلك نبقى وجوها جديدة في كل مرة نظهر فيها. - من هم أفضل المخرجين الذين تعاملت معهم في مشوارك المسرحي؟ -هناك العديد من المخرجين الذين تعاملت معهم و أهمهم طبعا بالنسبة لي المخرج خالد بلحاج الذي كان أول من اكتشف موهبتي سنة 1992 و هو الذي تنبأ لي بمستقبل زاهر في التمثيل، و لا أنسى أبدا ما قاله لي يوما في بداياتي :" لديك شيء نادر في أدائك و قدرات فنية دفينة عندما تكتشفها ستحقق أشياء رائعة "، ثم المخرج الكبير حسان بوبريوة الذي تعاملت معه أيضا في بداية مشواري في مسرحية " سيدي الوزير" التي تحصلت بفضلها على جائزة " أحسن أداء رجالي" في مهرجان المسرح المحترف و تعاملت معه أيضا سنة 2007 في مسرحية " محاكمة جحا " التي فازت أيضا بالعديد من الجوائز المهمة، و الذي أعتبره فنانا بكل ما تحمله الكلمة من معان و أشعر بالأسف و الإحباط عندما أرى أنه توقف عن العمل و إخراج مسرحيات جديدة بسبب عوائق تافهة رغم أنه بإمكانه الإبداع أكثر و تقديم المزيد من الأعمال الجميلة التي عودنا عليها في المستوى الراقي لمسرحياته السابقة، بالإضافة إلى الفنان أحمد رزاق السينوغرافي و الممثل و المخرج الرائع الذي كان تعاملي معه في أكثر من عمل مميز جدا.