الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش يصرح

لا نريد ملاقاة مصر و لا مكان لمن يشترط اللعب أساسيا
أبدى الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش سعادته باقتراب الخضر من تحقيق هدف المشاركة في المونديال، من خلال ضمان التأهل إلى الدور الأخير من تصفيات مونديال البرازيل 2014، على اعتبار أن الفوزين الأخيرين في البنين ورواندا وضعا المنتخب الوطني على بعد 180 دقيقة من العرس الكروي العالمي. حليلوزيتش الذي اجتاز بنجاح أصعب اختبار له على رأس الخضر، أكد من خلال حوار خص به الصحفي الفرنسي هيرفي بونو نشره على مدونته "أفريك أون فوت" على موقع جريدة ليكيب، أنه في غاية السعادة رغم أن القادم أصعب: " إنه أمر رائع، أنا في غاية السعادة بالتأهل إلى الدور التصفوي الأخير قبل لعب المباراة الأخيرة في دور المجموعات، فهذه أول مرة في مشواري أواجه منافسا بأريحية نفسية (يضحك)، لقد تابعت لقاء مالي والبنين عبر الانترنت انطلاقا من الفندق في رواندا، والآن يمكنني القول أن هذه النتائج هي محصلة عمل قاعدي، ولو أن الأمر يتعلق بقطع مرحلة أولى فقط ، لأن فريقنا لازال هشا ولم يضمن شيئا بعد، وعليه يتوجب علينا العمل أكثر وإعطاء الفريق حجما أكبر، فالتواجد على الطريق الصحيح لا يعني أبدا أننا وصلنا، لأننا لو نتراخى قليلا سينتهي الأمر".
عشت ضغطا رهيبا قبل لقاء تونس وتلقيت رسالة من رئيس الجمهورية
وقبل دخوله في عطلة "مستحقة" اعترف التقني البوسني بأنه تعب كثيرا، وتعرض لضغط رهيب عشية دخول كان جنوب إفريقيا :" لقد عملت بجد وهذه أولى الثمار بعد سنتين من الكد والجهد ، الأمر لم يكن سهلا على اعتبار أنني تعبت كثيرا ، ولن أذيع سرا إن قلت بأن هذا الرهان هو الأصعب والأكثر تعقيدا في مشواري، اليوم وبعد الفوز بمقابلتين خارج الديار أظهرنا الكثير من التحكم في النفس ومن النضج، لدينا مجموعة شابة تنقصها التجربة وإحصائيات المنتخب خارج الديار كانت مخيفة، ما جعلني أقول لعناصري أن نتيجة التعادل لا تستهويني، وقد كنت ملحاحا قبل خرجتي البنين ورواندا".
وبعدها عاد قليلا إلى الوراء ليذكر بالضغوطات التي عاشها مطلع العام الحالي : " لقد كنت أرغب في الانسحاب من العارضة الفنية للمنتخب، وعدلت عن قراري بعد تفكير عميق، سيما وأن رئيس الفاف محمد روراوة الذي يعرف الكرة جيدا وقف إلى جانبي بمجرد نهاية الكان، فقد كان على اطلاع بالعمل الذي أقوم به، لقد كان الكثير من الناس يعتقدون بأننا قادرون على التتويج باللقب الإفريقي، ما جعل الخسارة أمام تونس قاسية جدا، كون اللقاء يمثل بريستيج جهوي، وحتى رئيس الجمهورية خصني برسالة حثني من خلالها على ضرورة الفوز بالديربي، وهنا أشير إلى أن تكوين مجموعة يتطلب وقتا طويلا " .
وخلص حليلوزيتش إلى أن المنتخب افتقد في الكان إلى روح المجموعة : " ما جعلني أتحمل مسؤولية الإخفاق بعد الإقصاء، في محاولة مني لحماية المجموعة ، لكن بعدها كان لي حديث صريح وواضح مع اللاعبين، من خلال وضعهم أمام مسؤولياتهم" كما اعترف "الكوتش" بأن الخضر افتقدوا إلى الفعالية والحظ كما ذهبوا ضحية التحكيم في اللقاءات الثلاث التي لعبوها في الكان.
وبعيدا عن التبريرات أكد الناخب الوطني بأن المنتخب شاب ويملك هامشا جد واسع للتطور ورفع المستوى، شريطة مواصلة العمل من النواحي الفردية والجماعية والتكتيكية، وكشف بأنه صار أكثر إلحاحا منذ شهر مارس الماضي و رسالته للاعبين بعد الكان كانت تتلخص في أن " قوتنا تكمن في روح المجموعة وعلينا أن نكون أكثر انضباطا".
بعض اللاعبين لم يستحقوا المشاركة في الكان، جبور قائد حقيقي وحليش وبوقرة أعطيا الإضافة
وبلهجة فيها الكثير من الصراحة اعترف حليلوزيتش: " بعض اللاعبين لم يكونوا يستحقون المشاركة في كان جنوب إفريقيا، رغم أنهم ساهموا في تحقيق التأهل، كما أن الكثير من العناصر كانت احتياطية في نواديها ولم يكن سهلا تسيير مثل هذه الأمور" ليكشف في معرض حديثه عن أمور ظلت خفية إلى وقت قريب: " لكن الأجواء داخل المنتخب صارت رائعة حاليا، وخير دليل على ذلك أن رفيق جبور الذي حدثني الكثير عن مشاكله البدنية وتأخره في حضور التربصات، هو الآن عنصر جد فعال وقائد حقيقي رغم أنه ليس أساسيا كل الوقت ، وبعبارة موجزة لقد تغير كليا وهذا أمر استثنائي، ومن جهته رفيق حليش أفاد المنتخب كثيرا منذ عودته إلى صفوفه، وهنا أعيد وأكرر أن قوتنا في المجموعة لأننا لا نملك هدافين من الطراز العالمي بحجم إيتو ودروغبا و أديبايور". كما أثنى كثيرا على الوافدين الجديدين إبراهيمي و تايدر الذي وصفه بمتوسط الميدان الأكثر خطورة أمام المرمى، وعاد ليؤكد الدور الذي يلعبه "الكوادر" في صورة جبور وحليش وبوقرة لتعزيز روح التضامن والتكامل داخل المجموعة، ما جعل مصطلح المحليين والوافدين من الخارج يغيب من القاموس.
وفيما أصر على ضرورة تفادي القفز على المراحل، اعتبر مباراة المنتخب المالي مطلع سبتمبر المقبل تحضيرية للقاء السد، الذي يراهن عليه لتجسيد حلم التأهل إلى المونديال، تمنى حليلوزيتش تفادي مواجهة المنتخب المصري ومعه تكرار سيناريو تصفيات مونديال 2010: " المنتخب المصري قوي، يمتاز بطريقة لعب انسيابية وجماعية، كما يمكننا مواجهة الكاميرون والسينغال ، وأكثر ما أخشاه تسلل الغرور إلى نفوس اللاعبين، لأن النشوة في الجزائر بلغت أقصاها والكل يرانا في المونديال ، رغم أن شيئا من هذا لم يتحقق بعد، وهو السبب الذي جعلني أقبل ببرمجة مباراة ودية في شهر أوت، حيث أريد استغلال الفرصة لتجميع اللاعبين والحديث إليهم، ومن ثمة التأكيد على ضرورة إبقاء الأرجل فوق الأرض".
كلامي مع بلفوضيل وليس مناجيره
كما عرج الناخب الوطني على القضية التي تشغل الرأي العام الكروي هذه الصائفة، والمتعلقة بإمكانية استدعاء إسحاق بلفوضيل، حيث رد حليلوزيتش على الصحفي بلهجة تعني الكثير، مؤكدا بأنه لا يأخذ بتصريحات المناجرة: " من قال هذا مناجيره؟ للأسف أنا لا أتحدث مع المناجرة وأتحدث مع اللاعبين مباشرة، ولا أقبل بأي وسيط، وعليه فلا جديد بخصوص بلفوضيل" ولمح في حديثه إلى إمكانية إسقاط اسمه لما أضاف:" بعض اللاعبين المحترفين في الخارج اشترطوا ضمان أماكن أساسية قبل قدومهم وهو ما أرفضه جملة وتفصيلا، فالمنتخب أمر مقدس ولا وجود لشروط مقابل اللعب له" وضرب حليلوزيتش مثلا بالمنتخب الفرنسي : " حينما أرى أن ما حدث في المنتخب الفرنسي انعكس سلبا على صورة البلد، أزداد يقينا أن المنتخب مرآة لأمة بأكملها وهو يأخذ أبعادا سياسية أكثر منها رياضية" وأضاف :" الجزائريون فخورون ببلدهم ومتعلقون به وهذه نقطة جد حساسة ، وتحتم علي تشريف الألوان الوطنية واحترام علم البلد، سيما ورئيس الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم قد وفر كل شيء ، فوضع طائرة خاصة تحت تصرفنا وسمح لنا بالتحضير في أفضل الظروف ما يجعلني أقول أن الجزائر في الطريق الصحيح لتصبح أحد كبار القارة كرويا".