خصصت سلطات ولاية سطيف مبالغ مالية معتبرة تفوق ثمانية ملايير دينارا بغرض إعادة الاعتبار للتهيئة الحضرية عبر مختلف البلديات الستين وفي هذا السياق تم الانطلاق في إنجاز 334 مشروعا عبر 44 بلدية منها 273 مشروعا انتهت بها الأشغال، و12 مشروعا هي الآن في طور الانجاز، حيث ينتظر أن تمس في مجملها 77 ألف مسكن. المشاريع المذكورة التي شرع في إنجازها منذ سنة 2006 تهدف أساسا إلى الحد من حالة التدهور التي عرفتها العديد من التجمعات السكانية خاصة الحضرية منها، والتي أدت إلى تشويه واجهات العمارات وتدهور المساحات الخضراء وشبكات الطرق وغيرها. وحسب مدير التعمير والبناء فإن سلطات الولاية وحرصا منها على وضع حد للوضعية المتردية للسكنات والتجمعات العمرانية قامت بوضع مخطط عمل طموح لتحسين الإطار المعيشي للسكان يرتكز على محورين أساسيين، ويأخذ بعين الاعتبار كل الجوانب المتصلة بالتنمية الحضرية، حيث يتلخص الهدف المرجو من المحور الأول في تنشيط الأحياء التي تعاني من تدهور المساحات الخضراء في حين يرمي المحور الثاني إلى تقديم التسهيلات وتوفير الظروف الملائمة في مجال التطهير الصحي والإنارة العمومية وشبكتي الغاز والطرقات وكذا تهيئة المساحات العامة، وإنجاز مساحات جديدة للترفيه والتسلية. وحسب ذات المصدر فإن نسب إنجاز المشاريع المذكورة والإيفاء بالتعهدات والاستهلاك تجاوزت 87%، حيث تعد من أحسن النسب على المستوى الوطني، ومن المنتظر أن تبذل المصالح المعنية المزيد من الجهود خلال السنة الجارية لبلوغ مستويات أفضل وتوطيد النتائج المسجلة من طرف المصالح المذكورة التي لم تدخر أي جهد من أجل إمتصاص العجز المسجل في تهيئة شبكات الصرف الصحي وإنجاز عمليات التحسين الحضري، كما هو الشأن على مستوى عاصمة الولاية التي استفادت لوحدها من مبلغ يفوق 155 مليار سنتيم عبر 32 موقع، وكذا مدينة العلمة التي استفادت من نفس المبلغ تقريبا، بالإضافة إلى بلديات عين أرنات، وعين ولمان وعين أزال وبوقاعة وغيرها. زيادة على المشاريع المذكورة تم تخصيص مبلغ مال 1550 مليون دينارا لأشغال ترقية وتأهيل الشبكات تحت الأرض بالعديد من البلديات وكذا ربط مختلف السكنات التساهمية والاجتماعية بمختلف الشبكات وتهيئة المحيط داخل المؤسسات التربوية. المشاريع المذكورة الت عرفت نجاحا كبيرا عبر العديد من البلديات على غرار بوقاعة وبئر العرش وعين الكبيرة وعين أزال وعين الحجر ستتواصل بنفس الوتيرة لتشمل كل البلديات الستين التابعة للولاية، وفي هذا الإطار تم مؤخرا تسطير برنامج عمل لسنة 2011، يرتكز على ثلاثة محاور أساسية هي تخصيص شطر إضافي بمبلغ يفوق 13 مليار سنتيم لامتصاص العجز المسجل في التحسين الحضري عبر ثماني بلديات، وكذا إتمام الأشغال الجارية بكل من بلديتي العلمة وأولاد صابر، بالإضافة إلى رصد مبلغ يفوق 100 مليار سنتيم لتحسين الإطار المعيشي للسكان عبر 24 بلدية، وذلك من خلال إنجاز العديد من العمليات الخاصة بالتطوير العمراني، وهي تخص بالدرجة الأولى المناطق التي تم تزويدها مؤخرا بالغاز الطبيعي، وكذا المراكز الحضرية التي تعاني من عجز في شبكات تحت الأرض، زيادة على رصد مبالغ مالية أخرى تفوق 200 مليار سنتيم كشطر أول لإعادة تهيئة حي الهضاب وحي شوف لكداد الغلاف المالي المخصص لهذه العمليات لسنة 2011 يفوق 438 مليار سنتيم. مدير البناء والتعمير أوضح أن كل المشاريع المذكورة، استطاعت أن توفر أزيد من 6000 منصب شغل للبطالين في مختلف مناطق الولاية، كما سمحت أيضا للعديد من التقنيين والمهندسين المعماريين في اكتساب الخبرة اللازمة في مجال تحسين المدن والاهتمام بالنسسيج العمراني والمحافظة على جماله ورونقه. وتجدر الإشارة أن ملف التحسين الحضري، كان أول ملف فتحه والي الولاية الجديد، وذلك بالنظر للأهمية التي يكتسيها، وفي هذا السياق تقرر إنشاء مصلحة للبيئة وتحسين المحيط في كل بلدية وهذا بغرض مراقبة ومتابعة كل العمليات الخاصة بهذا القطاع والتي تتعلق أساسا بالنظافة والتحسين الحضري وإنشاء المساحات الخضراء.