انطلقت مساء أمس السبت بمسرح محمد الخامس بالرباط الأيام الثقافية الجزائرية بالمغرب المنظمة خلال الفترة الممتدة من فاتح إلى سابع ديسمبر الجاري. وجرى حفل الافتتاح تحت رئاسة الاميرة للا مريم بحضور رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بن كيران، و وزيرة الثقافة الجزائرية، خليدة تومي، ونظيرها المغربي، محمد الأمين الصبيحي، وأعضاء في حكومة البلد المضيف، و سفراء معتمدون في الرباط من ضمنهم سفير الجزائر، السيد أحمد بن يمينة، و كذا شخصيات من عالم الثقافة. وقد افتتحت هذه الايام الثقافية بزيارة لمعرض يبرز جانبا من الثروة الثقافية الجزائرية و ذلك عبر على الخصوص الالبسة التقليدية و الحلي و الفخار و الكتب و الفنون التشكيلية. وأبرز وزير الثقافة المغربي في كلمته الترحيبية بالوفد الثقافي الجزائري على الخصوص الدور المركزي الذي تلعبه الثقافة في التقريب بين الشعبين الجزائري و المغربي لاسيما و ان البلدين تجمعهما مكونات ثقافية متشابهة إن لم تكن متطابقة مضيفا أن عوامل وحدة اللغة والدين والتاريخ المشترك ساهمت في خلق نفس التمثلات الاجتماعية والرمزية والقيمية، قبل أن يعرب عن أمله في تطوير هذا التعاون الثنائي وتكثيف سبل تعزيز الحضور الثقافي في البلدين. من جهتها، أكدت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي أن "التبادل الثقافي والتواصل المبدع طريقان ضروريان لتحقيق حيوية الممارسة الثقافية التي تصبو الى وضع استراتيجيات تنهض برأسمالنا الرمزي وتحفظ ذاكرتنا وتراثنا وتسمح من ثمة بالتفكير في ما يدعم مشاريعنا المشتركة". وأشارت الى أنه في خضم التغيرات الكبرى العميقة التي تشهدها المنطقة على كافة الاصعدة فانه لا خلاص ولا مستقبل الا بالثقافة داعية الى تدعيم كل ما من شانه أن ينتصر للقيم النبيلة الموحدة والمفاهيم المواطنة والحقوق المدنية والذي لا يمكن تحقيقه الى بعمل طويل وشاق تكون فيه الثقافة هي القاطرة المحركة والحجر الاساس. وتمتع الجمهور الغفير الحاضر بعد ذلك و لمدة اربع ساعات بباقة من الاغاني و الرقصات التقليدية تمثل مختلف المناطق في الجزائر. فتحت قيادة المايسترو كمال معطي، رافق الفرقة الموسيقية المختلطة (سيدات و رجال) للمنوعات بروعة مجمل المغنيين الذين احيوا هذه السهرة و راقصات البالي الوطني، الذي تقوده السيدة فاطمة الزهراء ناموس-سنوسي. و كانت الاغاني و الرقصات المؤداة مرفوقة بعروض فيديو و صور تعكس المناطق الجزائرية التي تمثلها. و تمكن الجمهور من مشاهدة ست رقصات، اديت بطريقة رائعة من قبل عشر فتيات يرتدين لباسا تقليديا انيقا و يتعلق الامر بالرقيبات، القبائلي، الشاوي، التلمساني (سيدي بومدين)، الوهراني (البرنوس) و أخيرا الرقص العاصمي.