أبهرت الفرقة التركية " دراويش كونيا" للرقص الصوفي هرة أمس السبت جمهور قصر الثقافة "عبد الكريم دالي" لمدينة تلمسان برقاصاتها الدوارانية المتناسقة و المستلهمة من السماع الصوفي على الطريقة "المولوية". و خلال هذه السهرة التي حضرها مسؤولو قطاع الثقافة بالولاية و عدد من ممثلي الزوايا بتلمسان و جمهور متذوق للموسيقى والرقص الشعبيين أدى الراقصون الأتراك الذين كانوا يضعون "قلنسوة اللباد" على رؤوسهم ويرتدون أزياء فضفاضة بيضاء و سوداء (رمزا للكفن و القبر) رقصات دورانية بباحة المسرح على شكل "الحضرة". و يؤدى هذا الدوران الذي يرمز إلى الارتقاء الروحاني على ألحان موسيقى السماع الصوفي و الابتهالات و المدائح الدينية من أشعار جلال الدين الرومي ملهم الطريقة المولوية مع استعمال ألآت موسيقى تقليدية مثل العود و القانون و الناي. وقد عبر الحاضرون الذين تتبعوا هذه الرقصات الصوفية بصمت و شغف عن إعجابهم بالحركات المتناسقة الصوفية و اكتشافهم لرقصة الدراويش التي تحمل عمقا تراثيا و صوفيا أصيلا. وعلى هامش السهرة نظم ببهو قصر الثقافة معرض للبيع بالإهداء لديوان "جلال الدين الرومي " الذي جمعه و ترجمه للغة الفرنسية الدكتور حكمت صاري علي من جامعة تلمسان المتخصص في الفكر الصوفي.